ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

إدانة دولية للهجوم على رفح.. عملية عسكرية تنذر بكارثة إنسانية
07/05/2024

إدانة دولية للهجوم على رفح.. عملية عسكرية تنذر بكارثة إنسانية

تتوالى المواقف الدولية والإقليمية المنددة بالهجوم الصهيوني على رفح، والمحذرة من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة الذي يعاني أزمة غير مسبوقة بسبب العدوان والحصار الصهيوني على القطاع منذ أكثر من 7 أشهر، حيث أدانت الصين وفرنسا وروسيا وايران وتركيا الهجوم العسكري الصهيوني على رفح جنوب قطاع غزة، وفي حين أعلنت الولايات المتحدة أنها أبلغت "تل أبيب" بموقفها من العملية، دعت كلٌّ من مصر والأردن لوقف الهجوم على المدينة.

وصباح اليوم الثلاثاء 7 أيار/مايو 2024 أعلنت قوات الاحتلال أنها سيطرت على معبر رفح بشكل كامل، وأنها تقوم بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف، استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، وذلك رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.

وادعى متحدث باسم حكومة الاحتلال أن "هدف إسرائيل الرئيسي هو تدمير حركة حماس"، ورأى أن السبيل لإنهاء الصراع هو إلقاء حماس أسلحتها وإعادة الرهائن.

في المقابل، طالبت السلطة الفلسطينية الولايات المتحدة بالتدخل الفوري لمنع قيام قوات الاحتلال باجتياح رفح وتهجير المواطنين منها، وشددت على أن احتلال "إسرائيل" معبر رفح والتهديد بتهجير المواطنين من مراكز الإيواء يعتبران جريمتَي حرب.
انتقادات دولية
دوليًّا، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، اليوم الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أوضحت آراءها لكيان العدو في ما يتعلق بعملية اجتياح بري كبيرة لمدينة رفح.

وادعى المتحدث في رسالة أن إدارته ما زالت تعتقد "أن اتفاق الرهائن يصب في مصلحة "إسرائيل" والشعب الفلسطيني، وسيؤدي إلى اتفاق وقف إطلاق نار فوري، وسيسمح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة".

كما أعلنت الصين وفرنسا وروسيا معارضتها للهجوم البري لقوات الاحتلال على رفح، معتبرةً أنه سيؤدي إلى كارثة إنسانية واسعة النطاق في قطاع غزة.

وأكد الرئيس الصيني شي جين بينغ، في بيان مشترك مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضرورة حماية المدنيين في غزة وفقًا للقانون الدولي الإنساني.

وانتقد الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، اليوم الثلاثاء،7 أيار/مايو 2024 تقدم جيش الاحتلال نحو مدينة رفح في غزة، وقال بوريل "أخشى أن يتسبب هذا مجددًا في سقوط كثير من الضحايا، وأعني الضحايا من المدنيين".

بدورها، حذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من هجوم عسكري واسع النطاق على رفح، قائلةً إن مليون شخص لا يمكن أن يختفوا في الهواء، وأضافت في تغريدة على موقع إكس، أن سكان رفح بحاجة بشكل عاجل إلى مزيد من المساعدة الإنسانية، ويجب فتح معبري رفح وكرم أبو سالم فورًا.

كذلك، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف أن أي "عملية "إسرائيلية" محتملة في رفح قد تتحول إلى كارثة إنسانية، وقال بوغدانوف في حديث للصحفيين اليوم الثلاثاء: "يتركز الآن الكثير من المدنيين، أكثر من مليون ونصف المليون شخص في جنوب قطاع غزة في منطقة رفح".

وأضاف: "وبالطبع ستحدث كارثة إنسانية فإلى أين سيهرب الناس من القصف، ومن عمليات الجيش الإسرائيلي؟".

من جهته، أدان المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية ناصر كنعاني، بشدة هجوم الكيان الصهيوني على منطقة رفح الحدودية جنوب قطاع غزة، معتبرًا بأنه يهدف لإفشال الجهود الدولية لوقف الحرب وبهدف حماية المصالح الفردية والجماعية للمجرمين الصهاينة، وذكر بأن "الهجوم على هذه المنطقة، رغم كل التحذيرات الدولية والمعارضة الشديدة من قبل المجتمع الدولي، يظهر جشع كيان مارق لا يلتزم بأي أعراف دولية وهو بالتأكيد يعتبر تهديدًا رئيسيًّا للسلم والأمن الدوليين".

واعتبر المتحدث باسم وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية ، بأن "الكيان الصهيوني أقدم على تنفيذ هذا الإجراء بهدف إفشال الجهود الدولية لوقف الحرب وإنهاء الإبادة الجماعية في غزة، وذلك بهدف حماية المصالح الفردية والجماعية للمجرمين الصهاينة".

هذا، وأدانت الخارجية التركية الهجمات الصهيونية على رفح، مؤكدةً أنها تظهر أن الاحتلال لا يعمل بنية صادقة وعليه الانسحاب فورًا من معبر رفح.

وأضافت أن أي هجوم على رفح سيؤثر على العالم برمته، ويجب على "إسرائيل" الانسحاب من الجزء الذي سيطرت عليه في معبر رفح فورًا.

بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اجتياحًا "إسرائيليًّا" لمدينة رفح بجنوب قطاع غزة ستكون له عواقب إنسانية مدمرة، وتأثير مزعزع على استقرار المنطقة.

وعبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه البالغ من التحركات العسكرية الصهيونية في رفح، قائلًا إن اجتياح المدينة سيكون أمرًا غير مقبول، ولا يمكن احتماله بالنظر إلى وجود نحو 1.5 مليون نازح في المنطقة.

كما وصف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك أوامر الترحيل الصادرة عن قوات الاحتلال لسكان شرق رفح بغير الإنسانية.

من جانبه، دعا وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، لتجنب المزيد من "الكوارث الإنسانية"، وقال بيترز، في بيان على موقع الحكومة الإلكتروني، اليوم الثلاثاء "لا يمكن السماح بزيادة المعاناة في غزة.

بدورها، دعت وزيرة التعاون الإنمائي البلجيكية كارولين غينيز الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لوقف تصدير الأسلحة إلى كيان الاحتلال.

وأكدت، في مؤتمر صحفي، ضرورة زيادة المساعدات الإنسانية لغزة، داعيةً مفوضية الاتحاد الأوروبي إلى مواصلة التزاماتها وتمويلها لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

عربيًا، أفادت وسائل إعلام مصرية بأن القاهرة طالبت "تل أبيب" بوقف تحركاتها العسكرية في معبر رفح من الجانب الفلسطيني "فورًا"، ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر لم تسمه وصفته بأنه "رفيع المستوى"، بأن وفدًا أمنيًا مصريًا حذر نظراءه في كيان الاحتلال من عواقب اقتحام معبر رفح من الجانب الفلسطيني، وطلب وقف هذا التحرك فورًا.

وسبق وأن أدانت الخارجية المصرية، اليوم الثلاثاء، في بيان العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في رفح، واعتبرت أن "هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادًا أساسيًّا على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة".

كما، أعربت سلطنة عُمان عن قلقها من استمرار التصعيد العسكري الذي تمارسه قوات الاحتلال وجرائم الإبادة الجماعية ضد المدنيين في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية، وحذرت في بيان صدر عن وزارة خارجيتها من مغبة العمليات العسكرية "الإسرائيلية" في مدينة رفح، والتي تنذر بآثار كارثية خطيرة قد تؤدي إلى توسيع نطاق الصراع والتوتر في المنطقة.

وناشدت المجتمع الدولي ضرورة التدخل الفوري لوقف الحرب والانتهاكات الصهيونية الوحشية المستمرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتحميل "إسرائيل" المسؤولية الكاملة لهذه الانتهاكات ولجرائم الحرب وسياسة التجويع والتهجير القسري.

من جانبه، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن "إسرائيل" احتلت معبر رفح وأغلقته أمام المساعدات الإنسانية بدلًا من إعطاء فرصة للمفاوضات، مضيفًا أن الهجوم على رفح يهدد بمذبحة أخرى. وشدد أن على مجلس الأمن التصرف بحزم فورًا، كما يجب أن يواجه رئيس الوزراء كيان الإحتلال بنيامين نتنياهو عواقب حقيقية.

وحذرت الخارجية اللبنانية اليوم الثلاثاء من أن استهداف جيش الاحتلال مدينة رفح جنوب قطاع غزة ينذر بـ"كارثة إنسانية بالغة"، ويسهم في تنفيذ مخططات التهجير القسري "الإسرائيلية" للفلسطينيين.

وقالت في بيان إن "أي عمل ضد رفح يهدد بكارثة إنسانية بالغة على أكثر من مليون فلسطيني نزحوا إلى المنطقة جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ سبعة أشهر".

وأمس الاثنين، أعلنت قوات الاحتلال بدء عملية عسكرية في رفح، وتوجيه تحذيرات إلى 100 ألف فلسطيني بـ"إخلاء" شرق المدينة قسرًا والتوجه لمنطقة المواصي جنوب غرب القطاع.

وخلفت الحرب الصهيونية على غزة، منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عشرات آلاف الشهداء والجرحى من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وحوالي 10 آلاف مفقود وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.

وتواصل قوات الاحتلال الحرب ضد القطاع رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورًا، وكذلك رغم أن محكمة العدل الدولية طالبتها بتدابير فورية لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل