الخليج والعالم
تحليل أمريكي: بايدن وبلينكن يخدمان "إسرائيل" وليس الولايات المتحدة
رأى الكاتب جايمس كاردن في مقال نشرتها مجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" أن "التاريخ سيذكر الرئيس الأميركي جو بايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن، ليس لعقدهما لقاءات محرجة مع الجانب الصيني أو رفضها الثابت لإجراء مفاوضات حول تسوية سلمية مع روسيا، بل بوصفهما محرّضيْن أساسييْن على تحويل غزة إلى مذبحة، وتركهما وراءهما إرثًا دمويًا على غرار الإرث الذي تركه الرئيس الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر".
الكاتب أشار إلى أن "نيكسون وكيسنجر كانا يعرفان أي بلد هو بلدهم، ويدركان أن هناك اختلافات حقيقية بين مصالح الولايات المتحدة ومصالح "إسرائيل"، في المقابل لا يتمتع بلينكن بالذكاء الذي كان يتمتع به كيسنجر، خصوصًا أنه من تلامذة المدعو مارتي بيريتز الناشر السابق لمجلة نيو ريبابليك ومن أصحاب العقيدة الصهيونية".
وأضاف أن "إدارة بايدن ألمحت إلى أنها لن تطبّق قانون ليهي (قانون أميركي أقره الكونغرس من أجل معاقبة الوحدات العسكرية التابعة للبلدان التي تتلقى دعمًا أميركيًا، والتي تقوم بانتهاكات لحقوق الإنسان) على "إسرائيل" بعد ما اعترفت بأن 5 وحدات عسكرية ارتكبوا انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان".
وتابع الكاتب: "نظرًا إلى جرائم "إسرائيل" التي ترتكب على نطاق واسع والموثقة بشكل جيد، مثل استخدام أنظمة الذكاء الصناعي لترهيب الفلسطينيين، فإن تطبيق قانون ليهي شكّل مجرد صفعة رمزية"، وذكر أن "بليكن وبايدن اعتبرا أن حتى الإجراءات الرمزية التي تعبّر عن رفض ما تقوم به "إسرائيل"، يفوق ما يمكن ان تتحمله تل ابيب من أعباء".
وقال: "لو كان بايدن وبلينكن جادان، لكانا قاما بتطبيق قانون ليهي وتنفيذ بنود قانون ضبط صادرات السلاح، وكذلك قانون جرائم الحرب الأميركي وقانون تطبيق اتفاقية جنيف، ولكانا دعما الشكوى التي تقدمت بها جنوب أفريقيا ضد "إسرائيل" في محكمة العدل الدولية، ولما كان أعطيا التعليمات إلى السفيرة الأميركية في الأمم باستخدام الفيتو ضد القرارات التي تطالب بوقف إطلاق النار (في غزة)، ولكانا دعيا محكمة الجنايات الدولية إلى إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين".
وشدد الكاتب على أن "بايدن وبلينكن ليسا جادين"، مشيرًا إلى "ما كشفته مجلة بوليتيكو عن أن أكثر من 90 محاميًا يقومون بإعداد رسالة موجهة إلى المدعي العام الأميركي ميريك غارلاند يدعون فيها إلى وقف المساعدات العسكرية ل"إسرائيل"، لافتًا إلى "ما قاله المحامون في الرسالة عن أن "إسرائيل" على الأرجح انتهكت القوانين الأميركية مثل ضبط صادرات السلاح وليهي وكذلك اتفاقيات جنيف التي تحظر الهجمات غير المتكافئة ضد السكان المدنيين".
وفي الختام، الكاتب استبعد بشكل قاطع أن يؤدي ذلك إلى تغيّر في النهج المعتمد، مضيفًا أن بايدن وبلينكن لا يتصرفان كرجال دولة أميركيين ملتزمون بالقوانين الأميركية وتعزيز المصالح الأميركية، وإنما كأعضاء مساعدين في حكومة الحرب الإسرائيلية.