معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: حزب الله دخل المعركة ضد العدو الصهيوني بذكاء وحسم
25/04/2024

الصحف الإيرانية: حزب الله دخل المعركة ضد العدو الصهيوني بذكاء وحسم

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 25 نيسان/أبريل 2024 على لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي بالعمال من مختلف البلاد بمناسبة "يوم العمال" في إيران، وتناولت في تحليلاتها  آراء الإمام الخامنئي حول قضايا العمل والعمال.

كذلك اهتمّت الصحف الإيرانية بتحليل الأوضاع الميدانية في حرب غزة لا سيما في جبهة الشمال والتي أبدى حزب الله فيها ذكاء وحسمًا لا نظير له في مواجهة الكيان الصهيوني.

كما ركّزت بعض الصحف على تبيين أبعاد المكر الصهيوني في مسائل مرتبطة بالمفاوضات لا سيما إخفاء هوية الأسرى الصهاينة العسكريين لدى حماس.

الرؤية الخاصة لقائد الثورة تجاه ثقافة العمل

في هذا السياق، كتبت صحيفة "همشهري": "كما هو الحال في الثقافة الدينية، أولى الإسلام احترامًا خاصًا للعمل والعمال، في نظر آية الله العظمى الإمام الخامنئي، تتم متابعة هذه القضية بطريقة خاصة، لقد ذكّر بدقة في لقائه الأخير مع عمال البلاد الأعزاء، بأهمية العمل وقيمته؛ لأننا للأسف نرى في بعض مناطق البلاد ضعفًا في ثقافة العمل، ومن ناحية أخرى، فإن أحد الأسباب التي قللت من اهتمام شباب البلاد بقضية العمل والعمال، النظرة الخاطئة لعمال البلاد... وأما قائد الثورة فتتمثل رؤيته بالتالي:
أولًا: له نظرة خاصة حول معيشة العاملين وتوفير الأمن الوظيفي اللازم لهم، ومن أجل تحقيق ذلك، يجب أن تعمل السلطات الثلاث معًا للوقوف في وجه التضخم السنوي والحيلولة دون تأثر معيشة الناس.
ثانيًا: بمراجعة الثقافة تجاه العامل وإظهار أن العمال فئة ضعيفة في المجتمع وأنه في مستوى متدني من حيث المظهر والطبقة الاجتماعية أمر خاطئ ويمنع فهم جهود هذه الطبقة العظيمة.
ثالثًا: في المجال التشريعي، يجب بذل الجهود لإعداد وتنفيذ القوانين المناسبة لمعيشة وأعمال العمال حتى لا تكون هناك نظرة دونية للمجتمع العمالي والإنتاجي، ومن واجب المجلس تعديل وتحديث بعض القوانين في مجال العمل، وعلى الحكومة أن تتعاون بشكل جيد في مسألة التنفيذ.
رابعًا: للأسف، في بعض إدارات الصندوق الوطني للمعاشات والضمان الاجتماعي.
خامسًا: من الضروري إجراء مراجعة جادة حتى تتمكن البنوك من الانتقال من إدارة الأعمال إلى توفير الموارد المالية لشركات الإنتاج.
وهذه الحالات من القضايا التي يجب الالتزام بها بغض النظر عن الشعارات حتى نرى دور العمال ونقاباتهم بشكل أكثر جدية، والحقيقة أنه إذا تم دفع حقوق العمال بالشكل الصحيح وفي الوقت المناسب، فسوف تتحقق مطالب قائد الثورة الحكيم فيما يتعلق بمجتمع العمال".

المعادلة المعقدة للأسرى الصهاينة

وكتبت صحيفة "إيران": "رغم أن النظام الصهيوني يحاول إظهار نفسه على أنه المنتصر في المعادلات السياسية والميدانية لحرب غزة، إلا أن الواقع الحالي يشير إلى شيء آخر؛ الحقائق تذكرنا أنه على الرغم من ثمانية أشهر من الجرائم والقتل، إلا أن حماس لا تزال لها اليد العليا على عكس تقييم وتخطيط الصهاينة. في هذه الأثناء، تستطيع حماس أن تقود الاحتلال إلى اتجاه يمنع الصهاينة من بدء حرب واسعة النطاق في رفح، بل ويجبرهم على العودة إلى طاولة المفاوضات، كما رأى العديد من المحللين والمراقبين أنه بسبب فشل المفاوضات في أعقاب اضطراب النظام الصهيوني في قطر، يستعد نتنياهو الآن لمهاجمة رفح، لكن مواقف مسؤولي حماس ستقلب كل حساباته لأن حماس، وحدها تحتجز 30 جنرالًا وضابطًا رفيعي المستوى في جهاز "الشاباك" "الإسرائيلي"".
وأضافت: "بينما لا يُعرف العدد الدقيق للأسرى الصهاينة المتبقين في غزة، بعد إطلاق 112 أسيرًا، أعلن مكتب نتنياهو مقتل 33 أسيرًا من بين 129 شخصًا يقال إنهم ما زالوا معتقلين في قطاع غزة، لكن لم يتم تحديد عدد العسكريين بينهم، وبحسب خبراء وأوساط إعلامية، فهذه استراتيجية يتبعها المحتلون الذين يحاولون تصنيف بعض الجنود أو الضباط المتقاعدين أو الاحتياط على أنهم مدنيون من أجل التفاوض حولهم خلال، وفي الوقت نفسه، فإن التطورات داخل الأراضي المحتلة تجعل معادلات الأسرى أكثر تعقيدًا من ذي قبل، لأننا شهدنا مساء الاثنين جولة جديدة من الاحتجاجات الواسعة للمستوطنين وعائلات الأسرى، وتظاهر المستوطنون المحتجون مرة أخرى أمام منزل رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو، في مستوطنة "قيساريا" في "تل أبيب"، وطالبوا بتبادل فوري للأسرى مع المقاومة في غزة، وخلال هذه الاحتجاجات، طالب أهالي الأسرى الصهاينة في قطاع غزة ومناصريهم، الغاضبين من عدم مبالاة حكومة نظام الاحتلال بمصير أبنائهم، باستقالة رئيس وزراء هذا النظام".

المقاومة الذكية لحزب الله

من جهتها، كتبت صحيفة "وطن أمروز" تقول: "ما الذي حدث بالفعل في شمال الأراضي المحتلة، وخاصة المناطق المطلة على الجنوب اللبناني، وأثار قلق السلطات الصهيونية؟ الحقيقة أن حزب الله قام بمقاومة ذكية وحاسمة ضد نظام الاحتلال، وقد تميزت مقاومته بثلاث خصائص خاصة: العزم في تحديد الأهداف، واختيار الوقت الأمثل للعملية، وتنظيم العوامل السياقية للعمليات.
فحزب الله لا يعرف قواعد القتال مع "تل أبيب" جيدًا فحسب، بل أملى على "تل أبيب" قوته الرادعة بطريقة واضحة جدًا، في غضون ذلك، يعتبر مثلث القوى في الأراضي المحتلة (الموساد ومجلس الوزراء الحربي والجيش) إعلام الرأي العام في الأراضي المحتلة بما حدث في الجبهة الشمالية خطًا أحمر استراتيجيًا لهم، وهم يدركون جيدًا أن الكشف عن الضربات القاتلة التي وجهتها المقاومة سيكون مرادفًا لتصاعد الاحتجاجات الشعبية وسقوط حكومة الحرب وحتى الحكومة التي تليها (حكومة لبيد- غانتس المحتملة)، ومن ناحية أخرى، يحقق حزب الله أهدافه خطوة بخطوة في شمال الأراضي المحتلة بتركيز ودقة مثاليين، واستنادًا إلى الخبرة القيّمة التي اكتسبها من حرب الثلاثة والثلاثين يومًا في عام 2006". 

وأضافت "وطن أمروز": "منذ بداية الحرب على غزة، نفذ حزب الله استراتيجية مقاومة ذكية ودقيقة التوجيه، وحتى في هذه الأثناء لم يقع في تأثير الرسائل السياسية والإعلامية المضللة.. ومن ناحية أخرى، رأى البعض الآخر أنه يجب على حزب الله التدخل بشكل متهور وشامل في تطورات فلسطين وقطاع غزة، حتى لو أدى ذلك إلى وقوع قوى المقاومة في فخ الصهاينة، إلا أن قائد المقاومة (السيد حسن نصر الله) ومن دون أن يتأثر بالأجواء التي تحكم حرب غزة، أدخل حزب الله بذكاء وحسم إلى ساحة المعركة ضد العدو الصهيوني، واليوم تتأكد صحة وفعالية هذا الأمر... إن تلخيص الأحداث الثلاثة المهمة خلال العقدين الأخيرين في المنطقة، وهي "حرب الـ 33 يومًا"، و"الحرب ضد الإرهاب التكفيري الصهيوني في المنطقة"، و"حرب غزة" وتحليلها في إطار استراتيجي مشترك يظهر التفوق التحليلي والاستراتيجي والتكتيكي لحزب الله في مكان متنوع في المنطقة، وهذا هو سر ديناميكية وتفوق مقاومة لبنان ضد أعداء الإنسانية اللدودين، ومن المؤكد أنه في المستقبل القريب، لن تتمكن الإمكانيات الأمنية والعسكرية لنظام الاحتلال من إخفاء إنجازات حزب الله في شمال الأراضي المحتلة وما حدث للصهاينة في هذه المناطق، لقد انتهى تاريخ الرقابة على العدد الكبير من قتلى الجنود الصهاينة - الذين استهدفت غالبيتهم بصواريخ بركان - والدمار العميق الذي أصاب البنية التحتية للقواعد العسكرية لهذا النظام في هذه المناطق".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم