الخليج والعالم
الهولوكوست الصهيوني ومقابر غزة الجماعية محور اهتمام الصحف الإيرانية اليوم
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء (24/4/2024) الضوء على التطورات الميدانية والدبلوماسية المتعلقة بالحرب على غزة، مشيرة إلى الاستعداد الإسرائيلي لشنّ عملية عسكرية على رفح بعد انهيار سمعة الكيان العسكرية مؤخرًا بعد عملية "الوعد الصادق".
حرب غزة.. خسارة الاحتلال وربح المقاومة
كتبت صحيفة "قدس": "200 يوم على الحرب المدمرة التي يشنها الكيان الصهيوني على غزة، وعلى الرغم من المسيرات والاحتجاجات الحاشدة في جميع أنحاء العالم،والمبادرات السياسية، وحتى اعتماد قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة (6 نيسان/أبريل)، إلا أن جرائم المحتلين ضد الشعب الفلسطيني مستمرة. ومع انسداد الطرائق المؤدية إلى وقف إطلاق النار، يبدو أن أفق الصراع باتت مظلمة للغاية، بل إن هناك همسات حول تنفيذ عملية عسكرية في رفح، وهو عمل قد يتحول إلى كارثة واسعة النطاق بسبب الكثافة السكانية العالية في المنطقة ... وما يلفت الانتباه بشأن فلسطين هو استمرار إجرام الجلادين الصهاينة بدعم من الغرب بلا منازع وبضوء أخضر من أمريكا".
وتابعت الصحيفة: "في الأشهر السبعة الماضية، قدمت الأطراف العالمية عدة مبادرات سياسية لإيجاد طريقة لإنهاء الأعمال العدائية، وقد أُحبطت جميعها بسبب دعاة الحرب والمماطلة الأميركية. وآخر هذه القضايا كانت محاولة قطر التوسط في هذا المجال، والتي يبدو أنها أغلقت بسبب ضغوط واشنطن، وقد اقترحت حماس الانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من غزة، وعودة اللاجئين، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين وإقامة وقف كامل لإطلاق النار شروطًا أساسية للتوصل إلى وقف إطلاق النار. ومن ناحية أخرى، ما تزال المجموعة المتطرفة الحاكمة في حكومة الاحتلال تراودها فكرة محو حماس واحتلال غزة بالكامل، وهذا لن يؤدي إلا إلى اتساع نطاق الحرب". وأضافت: "بعد 200 يوم من حرب غزة، تستعد قوات الاحتلال لتنفيذ هجوم واسع النطاق على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، متجاهلة الانتقادات الدولية وحجم الأضرار والإصابات. وقد ربط بنيامين نتنياهو رئيس حكومة العدو، والذي يواجه معارضة داخلية واسعة النطاق بالإضافة إلى أربع قضايا فساد، حياته السياسية باستمرار الحرب من أجل الهروب من المحكمة والسجن، بينما يعيش نحو 1.2 مليون مدني من القطاع من السكان والنازحين في مدينة رفح، لذلك هناك خطر وقوع كارثة كبرى يهدد مدينة رفح، وهناك مخاوف جدية في هذا المجال".
ورأت الصحيفة أن: "حرب غزة أثارت عاصفة ضد كيان الاحتلال في المجال السياسي، ومن المتوقع أن تزيد هذه التكاليف مع استمرار الحرب". وقالت إن: "المطالبة الجدية بعضوية فلسطين الدائمة في الأمم المتحدة، وقبول هذه العملية من بعض الدول الغربية البارزة، بما في ذلك إسبانيا وهولندا وإيرلندا، وجر الكيان إلى محكمة العدل الدولية في لاهاي، بالإضافة إلى ذلك هناك قضية أخرى يمكن أن تزيد الضغط على الكيان الصهيوني وتؤثر على وضع الحرب، تتمثل بفضيحة اكتشاف المقابر الجماعية في غزة، حيث أثار اكتشاف 310 جثث من مقبرة جماعية في منطقة مستشفى ناصر في خانيونس، الأحد الماضي، جدلًا إعلاميًا..."، لافتة إلى أن :"هذه الأحداث تكشف صفحة أخرى من جرائم الكيان الصهيوني، وستؤدي بالتأكيد إلى زيادة الضغط على هذا الكيان بهدف إنهاء جرائمه".
الهولوكوست الصهيوني... والمقابر الجماعية في غزة
من جهتها، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن: "جرائم الكيان الصهيوني في غزة لا تُخفى على أحد حتى اليوم، وهناك الكثير من الوثائق والأدلة في هذا المجال، لدرجة أن جنوب أفريقيا مع عدة دول أخرى رفعت شكوى ضد هذا الكيان في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بناء على هذه الأدلة والبراهين". وأضافت أن: "عمق ونطاق الجرائم الصهيونية في غزة يأخذ أبعادًا جديدة كل يوم.. وفي الأخبار الأخيرة، فقد جعل اكتشاف عدد من المقابر الجماعية في مستشفيي الشفاء والناصر في جنوب غزة، السجل الأسود للصهاينة في هذه الحرب أكثر سوادًا. فقد أظهر الفحص الأولي للجثث المكتشفة أن معظم الشهداء هم من النساء والأطفال، كما أن تعرّف بعض الأهالي إلى بعض جثث ذويهم يدل على أن معظمهم قُتلوا على يد جنود جيش العدو الهمجيين في أثناء وجودهم أو نقلهم إلى المستشفى. وهذا يدل على أن الصهاينة الذين حاولوا إنكار جريمة قصف المستشفى المعمداني بالدعاية، لا يرحمون حتى المرضى العزل على أسرة المستشفى". وذكرت الصحيفة أن :"المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة أعلن مؤخرًا أنه بعد انسحاب قوات العدو من بعض مناطق غزة، اختفى أكثر من 2000 فلسطيني، ما زاد من التكهنات حول وجود المزيد من المقابر الجماعية".
كما أضافت الصحيفة: "تجري جرائم الكيان في غزة؛ بينما يحاول الإعلام الغربي التغطية عليها، بشكل واعٍ ومتعمد، وبالتقليل من أهميتها. فلولا وجود بعض الصحتفيين ووسائل الإعلام المستقلة في المنطقة، لبقيت جرائم "إسرائيل" مخفية إلى الأبد. ولعل هذا هو السبب وراء استهداف الجيش الصهيوني للصحفيين بشكل منظم.. وبمساعدة وسائل الإعلام الغربية، تمكّن الصهاينة من نشر قصة المحرقة إلى العالم وتحويلها إلى أداة لتسويغ جرائمهم، وذلك من خلال إنتاج مئات الأفلام والمسلسلات، بينما تجري محرقة أهل غزة الآن أمام أعين العالم ولا يقولون عنها شيئًا، ما يزيد من واجب الإعلام الحر في العالم.. هذه هي بالضبط الحضارة الغربية، يداها ملطختان بدماء الملايين من الأبرياء".
إنجاز خيالي
بدورها، رأت صحيفة "جام جم" أن: "من القضايا المهمة التي عززت الجمود الاستراتيجي لكيان الاحتلال الصهيوني بعد تنفيذ الجمهورية الإسلامية الإيرانية لعملية الوعد الصادق، هو أن الصهاينة وجدوا الطريق مسدودًا أمامهم ما اضطرهم أن يحققوا لأنفسهم إنجازات خيالية. وفي الحقيقة أن إيران بإظهار قوتها العسكرية العالية قلبت العديد من المعادلات العسكرية والأمنية في المنطقة. وقد أحدث هذا الموضوع إرباكًا لسلطات العدو في ساحة صنع القرار"، موضحة أن: "عملية "الوعد الصادق" أسهمت في زيادة قدرة الردع الإيرانية بشكل كبير في مجال الصواريخ والدفاع ضد الشيطان الإقليمي، النظام الأكثر شرًا في المنطقة، والذي تدعمه الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الأعضاء في حلف الناتو".
وتابعت الصحيفة أن: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية حققت الردع بعد الدفاع المقدس (الحرب الإيرانية العراقية) وتشكيل القوات المسلحة المحلية واستخدام تقنيات الصناعة الدفاعية داخل البلاد. وهذا ما يرجع، بشكل رئيسي، إلى العلماء الشباب الذين تخرجوا من الجامعات المحلية"، موضحة أن طهران: "جنت، في السنوات الماضية، فوائد كبيرة من هذا الردع من أجل تأمين مصالحها الوطنية، كما أن تنفيذ هذه العملية المجيدة أوصل الكيان الصهيوني إلى درجة زاد فيها تدهوره العسكري والأمني في نظر العديد من مؤيديه الغربيين، بما في ذلك الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ما أثار شكوكًا كثيرة حول المؤسسة العسكرية لهذا الكيان".
وختمت الصحيفة بالقول: "من الواضح تمامًا أن هذا الكيان يتخذ مثل هذه الإجراءات للتعويض عن فقدان سمعته بعد عملية الوعد الصادق، ويحاول تحييد عواقب هذه العملية وآثارها السلبية والتلميح بقدرته على تنفيذ العمليات العسكرية في منطقة رفح".