معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: "الوعد الصادق" رد إيران العادل والأخلاقي 
16/04/2024

الصحف الإيرانية: "الوعد الصادق" رد إيران العادل والأخلاقي 

سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الثلاثاء (16/4/2024) الضوء على الترددات المستمرة في الواقع الإقليمي والدولي لعملية "الوعد الصادق"، وركّزت على عرض النفاق الذي شهده الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن الدولي إزاء الرد الإيراني. واهتمت الصحف بالعقبات الداخلية والإقليمية التي تنتظر الكيان الصهيوني في حال اختار الرد على العملية الإيرانية.

التحديات الصهيونية في الرد على إيران

وقد رأى الخبير في الشؤون العسكرية والأمنية علي عبدي في مقالة نشرتها صحيفة همشهري أن "عملية "الوعد الصادق" هي نقطة تحول جديدة في معادلات المنطقة، كونها تعبر عن توجّه إيران وكيان العدو الصهيوني من حرب الظل إلى الحرب المباشرة وتجاوز الخطوط الحمراء لبعضهما البعض"، مضيفًا أن هذه العملية رسمت "معادلة جديدة في المنطقة باعتبارها أثرًا آخر لإيران، وذلك من خلال ترسيخ نفسها كقوة صاروخية في المنطقة وخارجها".

وأوضح عبدي أن "إيران أرسلت رسالة واضحة مفادها أن لديها القدرة على الرد بطريقة متوازنة على أي تهديد ضدها، في المقابل لن يكون رد نتنياهو (رئيس حكومة العدو) وكيانه على الهجوم الإيراني ممكنا دون تنسيق مع الغرب والولايات المتحدة، خاصة أن الدعم الأميركي التقليدي لـ"إسرائيل" كان موجودًا دائمًا، وحتى الآن كل حرب جرت في المنطقة بحضور "إسرائيل" كانت أميركا متورطة فيها، وهذه التبعية لا تسمح للكيان الصهيوني ببدء حرب إقليمية دون إذن الولايات المتحدة"، وتابع: "لذا إذا حدثت هذه الحرب، فستحتاج "إسرائيل" إلى الدفاع الجوي الأميركي، ولذلك ستتواصل من جديد مع الأميركيين...".

وذكر أن "الأزمة الداخلية في "إسرائيل" خطيرة أيضًا، وهناك اختلافات في الرأي حول قضايا مختلفة، بما في ذلك الرد على إيران... ويعتقد بعض هؤلاء الذين يتصرفون عاطفيًا أنه يجب الرد بشكل حاد على إيران، لكن نتنياهو أكثر حذرًا من غيره من أعضاء الحكومة، وهناك احتمال أنه لن يفكر في رد مباشر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية مقابل تنازل مهم من أمريكا"، وقال: "نظرًا لعدم وجود إجماع على الرد المباشر من الكيان الصهيوني على إيران، فإن رد هذا الكيان قد يتم في مجالات أخرى، على هيئة ضغوط اقتصادية، لكن بوجود أميركا ومساعدتها ستتم السيطرة على هذه الضغوط ولن يسمح للاقتصاد بالانهيار".

وتابع عبدي: "يجب ألا ننسى تحذيرات إيران والمنظمات الدولية، بما فيها مجلس الأمن، التي تطال الكيان الصهيوني في أي هجوم مباشر، إذ لا شك أن تورط "إسرائيل" في مستنقع الحرب والكراهية الشعبية هو الأمر الذي دفع هذا الكيان في السابق إلى اتخاذ إجراءات غير عقلانية متسرعة".

رد عادل وأخلاقي

وعقب عملية حرس الثورة الإسلامية في إيران ضد الاحتلال، أصدر الفيلسوف والمفكر الإيراني الدكتور بيجان عبد الكريمي بيانًا عن هذه العملية الدفاعية واسعة النطاق. وقد أجرت صحيفة وطن أمروز مقابلة معه للوقوف على أبعاد هذا البيان.

وقال عبد الكريمي إن "بلدنا أظهر ما يكفي من الصبر، لقد حاولنا بطرق مختلفة عدم الدخول في صراع، وحتى بعد اغتيال الشهيد الجنرال قاسم سليماني واستهداف عين الأسد، بُذلت الجهود لعدم الدخول في صراع واسع النطاق مع الطرف الآخر من خلال تقليل الخسائر البشرية، وخلافًا للاتهامات عديمة الضمير، لا يمكن اتهام إيران بـ "المغامرة"، مضيفًا أن "هذه العملية الانتقامية كانت أخلاقية، لأن الدفاع مسألة أخلاقية قبل كل شيء، ولا يمكن لأحد أن يشكك في الدفاع المشروع، إلا إذا قاموا بالكثير من العمل الإعلامي والدعائي على أذهان المجتمع وأدى ذلك إلى إلقاء اللوم كله على الحكومة الإيرانية، ولسوء الحظ، فإن مثل هذه التحليلات من الجانب الآخر تُرى أيضًا بين بعض المثقفين، وعلى أي حال كانت هذه العملية بمثابة دفاع مشروع وعادل".

وتابع: على الرغم من أن إيران متهمة بالتحريض على الحروب في إمبراطوريات الغرب الإعلامية الكاذبة، إلا أن الحكومة الإيرانية حاولت الدفاع عن مبادئها ومواقفها، وعدم انتهاكها والدفاع عن حقها من الأمور المشروعة في الوقت نفسه ولا تزيد من التوتر، ولهذا السبب، كانت العملية حكيمة بالكامل... ولكن وباختصار، مهما فعلنا ردًا على الاعتداء الصهيوني، فإن البعض سينتقد السلطة السياسية في هذا الوضع، إنها ألعاب إعلامية وحروب نفسية، يشملها للأسف بعض من نشطائنا السياسيين والاجتماعيين أو من هم أشباه المثقفين، ولهذا السبب أعتقد أن الخطوة التي قامت بها إيران كانت أخلاقية وعادلة وعقلانية وحكيمة".

وأضاف عبد الكريمي: " أنا أستاذ فلسفة، مهمتي أنا وغيري من النخب السياسية والاجتماعية ومثقفينا هي رسم أطر اللعبة السياسية والاجتماعية للمجتمع، عملي يشبه من يلاحظ الخطوط الحمراء، أنا لست عضوا في حركة، ولكن وراء كل الحركات مهمتي هي أن أذكر أطرها، "الدفاع عن البلاد ضد الأجانب مبدأ"، لقد تضرر هذا المبدأ بشدة في مجتمعنا، وإذا أخطأت الجمهورية الإسلامية في سياساتها، فسيكون لدي انتقادات، لكن هذا النقد هو انتقاد داخل الأسرة الواحدة، ولا ينبغي أن ننتقد الأسرة أمام الأجانب وأثناء هجومهم ولصالحهم، ربما أتشاجر مع والدي أو زوجتي داخل المنزل، ولكن أمام الغرباء نحن شخص واحد، وعلينا أن نتخذ هذا مبدأ للمجتمع".

"عرض النفاق"

وفي سياق متصل، كتبت صحيفة إيران: "عرض النفاق" كان أفضل وصف استخدمه ممثل روسيا في فضح الدراما الدبلوماسية وراء الكواليس في مجلس الأمن مساء يوم الأحد حول الهجوم العسكري الإيراني، إذ أظهر أن المسألة  ليست تحقيقًا في التوتر الحالي بين طهران والكيان المحتل، إنما إدارة منحازة لأجواء منتدى دولي لخدمة مصالح "إسرائيل""، مضيفة أن "الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن لم يعقد لمجرد محاولة كشف حقائق التطورات الحالية بل كان محاولة لاسترضاء الدول الغربية بشكل هادف من تل أبيب".

وذكرت الصحيفة أن "هناك إغفال متعمد للعالم الغربي عن الحدث المهم الذي أجبر إيران على الرد عسكريًا ردًا دفاعيًا مشروعًا عن مصالحها، كما أن تصور الأعضاء الغربيين في مجلس الأمن ينبع من حقيقة أن السياسة الخارجية، مجال الإكراه والدوائر الدولية، هو المكان الذي يعد استعراضًا للقوة"، وقالت: "بهذا الرأي، يعتقدون أنهم إذا تجاهلوا الحقائق وأظهروا شدة العمل والنبرة فيمكنهم تغيير مكان الحقيقة والعدالة، كان الأمر على هذا النحو أنه عندما واجه ديفيد كاميرون وزير خارجية بريطانيا، سؤال مراسل هذا البلد في برنامج تلفزيوني وحاول إدانة تصرفات إيران ضد الكيان الصهيوني، كان عاجزًا أمام منطق المراسل حول الهجوم العسكري الإيراني.. وزير الخارجية البريطاني ردًا على مذيع سأل "إذا قام أحد بتفجير القنصلية البريطانية فماذا سنفعل؟" قال: حسنًا، نحن نظهر رد فعل قوي جدًا، وقال له المذيع أيضًا: إيران أيضًا تقول إننا فعلنا الشيء نفسه!".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم