الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: العدو يتراجع.. الهزيمة العملية تمّت في خان يونس
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين (8/4/2024) الضوء على تحليل التدهور المستمر للكيان الصهيوني، ليس على الساحة العسكرية والميدانية في قطاع غزة فحسب؛ بل على الساحة الإقليمية والدولية. وتحدثت الصحف عن ذكرى تأسيس الناتو، مشيرة إلى الترهّل الداخلي لهذا الحلف الذي تعود أسبابه بشكل رئيسي إلى تغير الرؤية الأميركية للعالم.
نصف عام من الفشل الصهيوني
في التفاصيل، استعرضت "صحيفة إيران" مجمل الإخفاقات المتعددة الوجوه التي واجهها الكيان الصهيوني في الأشهر الستة الماضية، لافتة إلى فشله في تحقيق أهدافه المعلنة، مثل القضاء على حركة حماس والإفراج عن الأسرى، بعد 6 أشهر من القصف المتواصل الذي يشنّه على أكثر الأماكن اكتظاظًا بالسكان في العالم. فضلًا عن الإفادة من الدعم الشامل للغرب والولايات المتحدة لجرائم الصهاينة، ورأت أن: "هذا الكيان يتعرض اليوم لنكبات كبيرة متعددة الأوجه وغير قابلة للإصلاح، وليس لديه استراتيجية سوى القتل".
وقالت الصحيفة: "في البداية؛ اعتقدت سلطات العدو ورئيس وزراء الكيان بنيامين نتنياهو أنهم سيحققون أهدافهم سريعًا بعد بدء الغزو الدموي على غزة والضغط على الشعب بالمجاعة والتدمير، وأنهم سيتمكّنون من تحقيق أهدافهم بدعم من عمالقة الإعلام الغربي وخداع الرأي العام العالمي بقصص كاذبة، لكن ذلك لم يتحقق، والآن، بحسب اعتراف بعض المسؤولين والمحلّلين الصهاينة، وصل هذا الكيان إلى مرحلة لم يعد قادرًا فيها على تحقيق أهدافه فحسب، بل كلما قاتل في أتون الحرب زاد فشله".
الصحيفة أشارت إلى أن: "وسائل إعلام تابعة للكيان الصهيوني تحدثت عن عدم قدرة هذا الكيان على التعامل مع المقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة، خصوصًا أن 6 أشهر من الحرب مرت على هذه المنطقة من دون أن تتحقق الأهداف التي حددتها سلطات العدو"، مؤكدة: "على الكيان أن يعيد النظر في مساره، لأنه بعيد كل البعد عن كل الأهداف التي وضعها لنفسه في البداية، إذ يواجه حاليًا مشكلات مختلفة من خلال رمي الحجارة في طريق وقف إطلاق النار، الأمر الذي سيحمّله عبئًا أكبر إذا استمرت الحرب". وذكرت أن: "آخر البيانات تقدر الأضرار التي لحقت بالكيان بنحو 65 مليار دولار بشكل مباشر، ونحو 150 مليار دولار بشكل غير مباشر، من ناحية أخرى".
وتابعت الصحيفة أن: "الأضرار الاقتصادية الناجمة عن حرب الكيان الصهيوني ضد غزة، وبصرف النظر عن النفقات الضخمة التي أنفقت خلالها، قد مسّت مختلف القطاعات. فقد شهدت قيمة الشيكل (العملة الإسرائيلية) مقابل العملات الأساسية العالمية، وخاصة الدولار الأمريكي واليورو والجنيه الإسترليني، انخفاضًا بنسبة 2.48% و0.54% و1.15% على التوالي، وهو أمر غير مسبوق خلال 24 عامًا"، مشيرة إلى أن: "الأدلة تظهر أنه في الأشهر الأخيرة واجهت صناعة المواد الغذائية في الكيان اضطرابًا كبيرًا وتعرّض الأمن الغذائي للتهديد، لأنّ الأرض تُركت وفقدت القوة العاملة بسبب الهجرة القسرية للعمال".
ولفتت الصحيفة إلى: "أنّ الكيان الصهيوني يعتمد، بشكل أساسي، على الشحن البحري بسبب موقعه الجيوسياسي، لكن بسبب منع أنصار الله دخول السفن إلى ميناء إيلات وموانئ الكيان الأخرى من البحر الأحمر وباب المندب ، على الرغم من الهجمات البريطانية والأمريكية العديدة على الأراضي اليمنية واستهداف اليمن ميناء إيلات بواسطة الطائرات من دون طيار، تراجعت التجارة البحرية من مياه البحر الأحمر"، مضيفة أن: "وضع شركات الطيران الأجنبية ليس جيدًا وجرى إلغاء العديد من الرحلات الجوية المغادرة والقادمة إلى الأراضي المحتلة، حيث إنّ الرحلات الجوية في مطار بن غوريون انخفضت بنسبة 80%"".
أما بالنسبة إلى الصراعات الاجتماعية في المجتمع الصهيوني، فقد أكدت الصحيفة أن الكيان يعاني الخلافات في الشؤون الداخلية وترسيم الحدود العرقية والدينية قبل طوفان الأقصى، وبعد 7 تشرين الأول/أكتوبر والصدمة الأمنية دخل في جولة جديدة من الانقسامات الداخلية. وفي غضون ذلك، تسبب امتداد الخلافات السياسية إلى المجتمع أيضًا في احتجاجات ذات دوافع مختلفة، أصبحت أكثر انتشارًا وأكثر عنفًا كل يوم...أضف إلى ذلك أن الهجرة العكسية أصبحت حادة، فبحسب الإحصائيات المعلنة، عاد نحو 500 ألف مستوطن إلى أوطانهم الأصلية، وأغلبهم لن يعودوا إلى الأراضي المحتلة".
إنذار بانتهاء الناتو
من جهة أخرى، أشارت صحيفة وطن أمروز إلى أن: "منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) تحتفل هذا الأسبوع بالذكرى السنوية الـ75 لتأسيسها، بينما يبدو من منظور خارجي أنها أكثر اتحادًا"، مضيفة أن: "داخل مبنى مقرها في بروكسل، يعاني قادة الحلف قدرًا كبيرًا من اليأس، إذ يرون أن وصول دونالد ترامب للحكم هو نهاية عملهم، لكن هناك أسباب كثيرة تجعل الأوروبيين أنفسهم يتخلصون من هذا الحلف الضعيف قبل ترامب".
وتابعت الصحيفة أن: "نقطة الضعف المركزية التي يعانيها الحلف ظلت دائمًا في قلبه، وتمثلت بالولايات المتحدة التي ظلت تهدد أوروبا الموحدة على الدوام"، لافتة إلى: "اعتماد الناتو الرئيسي على واشنطن، خصوصًا أنها توفر أكثر من نصف ميزانية المنظمة البالغة 2 مليار دولار".
الصحيفة تحدثت عن خطورة شعار ترامب "أمريكا أولا" بالنسبة إلى الحلف، فقد صارت أولوية سياسة البنتاغون شرقًا هي خنق التنين الصيني الذي، سواء بقي جو بايدن أم جاء ترامب، سيجعل الأمريكيين يتركون أوروبا الطفيلية وحدها.. ولهذا السبب، وعلى الرغم من أن قادة الناتو يحاولون مواصلة التظاهر بالضحك في الاحتفال بالذكرى الـ75 لتأسيسه، إلا أنهم في الواقع يشعرون بالرعب من وفاة المنظمة عن عمر يناهز 76 أو 77 عامًا".
انسحاب خان يونس.. الهزيمة العملية
قالت صحيفة كيهان إن: "خبر الانسحاب الكبير لقوات العدو من خان يونس بدا وكأنه قنبلة. وبحسب ما أعلنته إذاعة جيش الاحتلال، فعلى الرغم من انسحاب القوات البرية كافة التابعة للكيان الصهيوني من هذه المنطقة، فإن "لواء ناحال" سيكون موجودًا داخل قطاع غزة بهدف منع الفلسطينيين من العودة إلى شمال القطاع". ولفتت إلى أن: "بعض المصادر الصهيونية تقول "إنّ سبب هذا التراجع هو الضغط الأمريكي على نتنياهو، لأن شعبية الرئيس الأمريكي تراجعت بشكل كبير بسبب دعمه لهذا الكيان، و30% فقط من الأمريكيين يوافقون على دعم بلادهم للصهاينة".
وتحدثت الصحيفة عن: "تحليلات أخرى طرحت حول سبب هذا التراجع، على سبيل المثال، يقال إن هذا الانسحاب يأتي استعدادًا للهجوم على رفح. وبحسب إذاعة جيش الاحتلال؛ فإن سبب هذا الانسحاب هو "انتهاء العملية في خان يونس وتطهيرها من حماس"، لكن بعد ساعات من هذا الانسحاب أُطلق ما لا يقل عن خمسة صواريخ من خان يونس نحو أهداف إسرائيلية، وهذا يعني أن التراجع ليس بسبب انتهاء العملية في خان يونس، وأن جيش العدو لم يحقق أهدافه المعلنة في ما يتعلق بهذه النقطة من غزة، ما يعني أن هذا الانسحاب ليس له سبب سوى الفشل!".