ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

​​​​​​​الصحف الإيرانية: الرد الإيراني سيكون ردًا منطقيًا وحاسمًا وحازمًا 
06/04/2024

​​​​​​​الصحف الإيرانية: الرد الإيراني سيكون ردًا منطقيًا وحاسمًا وحازمًا 

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت (6/4/2024) الضوء على الأخبار والتحليلات المرتبطة بيوم القدس العالمي والتطورات الميدانية المتسارعة بعد استهداف الكيان الصهيوني للقنصلية الإيرانية في دمشق. وركّزت المقالات في الصحف على عدة أبعاد مرتبطة بهذه القضية، مشيرة إلى الترهّل الداخلي في جبهة العدو وسبب جنونه العسكري وجرائمه المتصاعدة، في ما اهتمت مقالات أخرى ببيان فلسفة يوم القدس في الظرف السياسي والعسكري الراهن في المنطقة والعالم.

لماذا أقدمت "إسرائيل" على هذه المخاطرة؟

في التفاصيل، أشارت صحيفة كيهان إلى أن: "انسحاب جيش الاحتلال من شمال غرب غزة ومستشفى الشفاء يُظهر إرباكه، إذ يمكن القول إنّ الحرب انتهت بالهزيمة المطلقة للكيان الصهيوني". وقالت إن: "الحرب في غزة بدأت بالأساس على أساس التصفية العسكرية والسياسية للمقاومة الفلسطينية، وهذه إحدى الاستراتيجيتين المدروستين والمتفق عليهما في خطة "إبراهام" التي سبقت 7 تشرين الثاني/أكتوبر بـ4 سنوات على الأقل".

وتابعت الصحيفة: "في هذه الخطة، هناك عنصران أساسيان، سلبي وإيجابي، السلبي هو إزالة المقاومة من منطقة غرب آسيا وتحديدًا من فلسطين، والإيجابي هو خلق جبهة غربية وإسرائيلية وعربية من أجل استعادة الهيمنة السابقة للغرب وتحديدًا أمريكا على هذه المنطقة"، لافتة إلى أن: "إدارة ترامب عادة تفهم كل شيء رأسًا على عقب، فقد بدأت بهذه الخطة من جانبها الإيجابي، بينما منطقيًا من دون إزالة العائق - أي جانب إزالة المقاومة – فإن تنفيذ الجانب الإيجابي من هذه الخطة لن يكون مجديًا".

وأضافت: "أميركا- ترامب ظنت أنه لو اتخذت إجراءات إيجابية بإزالة الخطوط والحدود بسرعة، فستخلق أجواء مرعبة عند الخصم – أي المقاومة – حيث لن يكون أمامه إلا التنحي. ولذلك؛ نقل دونالد ترامب السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وأعلن ضم الجولان السوري وجبل الشيخ رسميًا للكيان الصهيوني"، وقالت: "يبدو أن تمرير هذه الأمور تمّ بهدف خلق حال من الرعب في جبهة المقاومة، وتحديدًا المقاومة الفلسطينية، وبطبيعة الحال، يؤدي التنفيذ العكسي للخطة إلى نتائج عكسية، وبالنظر إلى عملية تنفيذ خطة "إبراهام"، ندرك أن التطبيع العربي- الإسرائيلي توقف قبل عامين على الأقل من عملية طوفان الأقصى، وهذه العملية في الواقع لم تؤدِ إلا إلى ترسيخ هذا التوقف".

وذكرت الصحيفة أن: "عملية طوفان الأقصى وحرب غزة كشفتا حقيقة أن خطة "إبراهام" لا يمكن أن تخلق بيئة أكثر أمانًا في المنطقة لأمريكا وكيان العدو والحكومات العربية التابعة لأمريكا، لأن المقاومة كونها عائقًا مهمًا أمام هذه العملية هي قضية حية وحقيقية، ومبادرة عملية طوفان الأقصى والمقاومة القوية لسكان غزة وجبهة المقاومة في حرب غزة أثبتتا أن شروط استعادة الوضع السابق غير متوفرة على الإطلاق"، موضحًة أنه: "مع مرور الوقت، ظهرت فجوة جوهرية بين الولايات المتحدة و"إسرائيل" في حرب غزة، فالجانب الصهيوني - منذ بداية الحرب - قال مرارًا وتكرارًا إن الهزيمة في حرب غزة تعني نهاية "إسرائيل"، وبالتالي لا بد من انتصارها، والجانب الأمريكي -من منتصف هذه الحرب- قال إنه لا يوجد أي احتمال لفوز "إسرائيل" في الحرب، ويجب أن يتمّ التفكير في الحل سياسيًا بطريقة تحلّ بعض المخاوف الأمنية للكيان.. وفي النهاية وافقت "إسرائيل" على هذه الصيغة. وبناء على ذلك، منذ بداية شهر شباط/فبراير الماضي - أي في منتصف الأشهر الستة للحرب - تجري مفاوضات باريس الأمنية الرباعية والولايات المتحدة والكيان الصهيوني ومصر وقطر، لكن هذه المفاوضات كانت أيضًا بسبب المقاومة".

وتحدثت الصحيفة عن الموقف الإيراني تجاه العدوان الصهيوني على القنصلية الإيرانية دمشق، وقالت إن: "الرد العسكري الإيراني العنيف الذي يحظى بقبول إقليمي وعالمي، يزيد من تفاقم الوضع الأمني لكيان العدو ويزيد في الواقع الضغط على "تل أبيب" لتجنب اللجوء إلى التصرفات الحمقاء".

المستقبل لجبهة المقاومة

في سياق متصل، رأى الممثل السابق للإمام الخامنئي في فيلق القدس الشيخ علي شيرازي، في مقالة نشرتها صحيفة وطن أمروز، أن: "الهجوم الإرهابي الصهيوني على القنصلية الإيرانية في دمشق في وضح النهار بـ4 صواريخ، هو جريمة كبيرة ووقحة لها ثمن باهظ"، مشيرًا إلى أن هذا العمل الذي نُفذ عشية يوم القدس مخالف للقوانين الدولية، ويجب أن يدفع مرتكبو هذه المأساة الثمن".

وقال: "إسرائيل الغاصبة والمتواطئؤن معها يعتقدون أن هذا العمل الهمجي المبني على القانون والعرف الدولي هو اعتداء على أراضي بلدنا، وأنهم يستطيعون تحقيق أهدافهم الشريرة بذلك. وبطبيعة الحال، بعد هذا الهجوم، ينتظر الكثيرون الانتقام، ومن المؤكد أن هذه الهجمات الوقحة والمجنونة لن تمر من دون رد، ولكن على الجميع أن يعلموا أن رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية يخلو من البعد العاطفي، بل هو رد منطقي وحاسم وحازم".

وشدّد على أن: "إيران لن تسمح لمرتكبي هذه الجريمة الإرهابية بأن يمسّوا المقاومة الإسلامية، "وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون" ، وقال: "لتعلم "إسرائيل" الغاصبة أنه بمثل هذه الجرائم تعجّل بيوم موتها ودمارها، وبمشيئة الله سيختفي الكيان الصهيوني من الوجود". وأضاف أن: "المستقبل سيكون لجبهة المقاومة وأنصار الثورة الإسلامية، إننا نؤمن أن الأيام المشرقة قادمة، وتشكيل الحضارة الإسلامية الجديدة في العالم هو إنجاز لنضال ومقاومة الرجال الشجعان الذين قاتلوا تحت راية الحق".

جيش القدس

أشارت صحيفة همشهري إلى أن: "الإمام الخميني (قده) اتخذ من قضية القدس محور خطاب السياسة الخارجية للثورة الإسلامية، وجعلها أهم قضية للعالم الإسلامي، وهي عتبة الحوار مع العالم الغربي وأساس الوحدة الداخلية للعالم الإسلامي. ومهما حدث، فإن هذه النظرة للعالم تظهر أحقيتها أكثر فأكثر، فالكيان الصهيوني المزيف هو نسخة خرقاء من الولايات المتحدة الأمريكية، كلاهما بلا هوية، بلا ثقافة، لا أرض، مهجرون، وقد تشكلا باحتلال الوطن الأم للشعوب الأخرى وبالإبادة الجماعية والجريمة، ثم ادعيا الحضارة والديمقراطية وحقوق الإنسان"، مضيفة أن: "جرائم الأشهر الستة في غزة، والتي راح ضحيتها أكثر من 30 ألف شهيد أغلبهم من النساء والأطفال، هي استمرار لفكرة الغرب المتوحش القاسية والمتوحشة ذاتها التي صنعت القنبلة الذرية وقتلت عشرات الآلاف من البشر ودافعت عن هذا الجرم في فيلم "أوبنهايمر" ومنحته جائزة الأوسكار".

ولفتت إلى أن: "طبيعة هذين النظامين هي نفسها، "الهيمنة" على الآخرين، الأول مدعيًا أنه شعب مختار والآخر أنه عرق متفوق وتاريخهم مليء بالصفحات السوداء من الجرائم ضد الإنسانية". وقالت إن: "طوفان الأقصى" عجّل من سقوط "إسرائيل"، لكن عملية السقوط كانت قد بدأت بالفعل، فوفقًا لتوقعات الإمام الخامنئي، فإن هذا الكيان لم يكن ليعيش 25 عامًا أخرى، بالإضافة إلى الإخفاقات الأمنية والاستخباراتية والعسكرية والاقتصادية الكبيرة، إذ عانى الصهاينة فشلًا أكبر، وهو إزالة القناع عن وجه هذا الشيطان القبيح الذي أعلن عن نفسه بأنه أحدث ما توصل إليه العلم في طريقة حكم الإنسان".

ورأت الصحيفة أن "هذه السياسة المزدوجة لم تغب عن أعين شعوب العالم، وكل هذا جعل الجزء الداخلي القذر لهذا الكيان أكثر افتضاحًا.. وما يحدث في غزة وتدعمه حكومات الدول الغربية هو الفكر الداخلي لنظام الهيمنة الذي تكرهه شعوب العالم، وإذا فسّر بشكل صحيح سيشكّل "جيش القدس" لمحاربته، وهذه هي الرسالة الأساسية للثورة الإسلامية للإنسانية، وحتى لو كان للأنظمة المادية مظهر حضاري، ففي يوم الجريمة ستكشف عن ذواتها الداخلية النفعية والعنصرية بشكل إجرامي وعنصري ومعادي للإنسانية". وقالت إن: "جيش القدس هو جيش تحرير عالمي سيُشكّل بالتفاهم بين شعوب العالم المحبة للحرية للدفاع عن المضطهدين في العالم، وللدفاع المشروع والقضاء على جذور الظلم الذي رمزه أميركا و"إسرائيل"".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل