ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: "تل أبيب" تواجه أزمة مزمنة وعميقة
04/04/2024

الصحف الإيرانية: "تل أبيب" تواجه أزمة مزمنة وعميقة

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 04 نيسان/أبريل 2024 في مقالاتها الرئيسية على التطورات الميدانية والدبلوماسية المتسارعة في ما يتعلق بالعدوان الصهيوني على غزّة، وخاصة الجنون الصهيوني المتمثّل في استمرار جرائم الحرب والتجويع ولو بقتل بعض البعثات الدولية في غزّة، أو الدبلوماسية الإيرانية في سورية مضافًا إلى المستنقع الصهيوني الداخلي، كلّ هذه الأحداث جعلت الصحف الإيرانية تركّز على الأزمة المتعددة الأوجه للكيان المؤقت.

صهاينة ضدّ الصهاينة...الوضع أصبح خطيرًا

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "كيهان": "خلال السنوات السبعين من وجوده، لم يتعرض النظام الصهيوني قط لضغوط مشتركة ومتعددة الأوجه من الداخل والخارج مثل هذه الأيام، يتعرض القائمون على هذا البلد المصطنع هذه الأيام لضغوط غير مسبوقة من الداخل والخارج، ويشعرون بـ"الموت" و"الدمار" بجلدهم ولحمهم، إن سرّ وحشيتهم في قتل النساء والأطفال الفلسطينيين يكمن في "الإحساس بالموت"، النظام الصهيوني الذي يتعرض لهجمات صاروخية وطائرات مسيرة من كامل جبهة المقاومة، من البحر والبرّ والسماء، وخسر أكثر من 2500 من جنوده خلال هذه الأشهر الستة، واقتصاده مشلول تمامًا ولم تعد له أي سمعة في العالم، لقد واجه جبهة كبيرة أخرى، لا تقل خطورة عن جبهة المقاومة، مع الفارق أنه لم يعد يستطيع أن يذبحهم مثل النساء والأطفال الفلسطينيين، وهي جبهة أعمال الشغب الاجتماعية عنده، رغم أنها كانت موجودة قبل عملية طوفان الأقصى، لكن يبدو أنها لم تمارس ضغوطًا على النظام الصهيوني مثل هذه الأيام، والوضع مأساوي لدرجة أن رئيس الشاباك أعلن حالة الخطر".

وأضافت "كيهان": "عشرات الآلاف من الصهاينة الغاضبين - الذين يعتبرون حكومة نتنياهو سبب كلّ مصائبهم هذه الأيام - أثناء تجمعهم أمام مبنى الكنيست، طالبوا بإقالة نتنياهو وإجراء انتخابات جديدة، كما يتواجد بين المتظاهرين أهالي الأسرى الصهاينة الذين يعتقدون أن نتنياهو يريد قتل هؤلاء الأسرى، وإلا لكان قد وافق على شروط حماس لتبادل الأسرى، وبحسب الصور التي نشرتها وسائل الإعلام، فإن شرطة الخيالة الصهيونية تقوم بقمع المتظاهرين، واعتقالهم بالهراوات والغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه، كما تجمع عدد كبير من "الحريديم" في مظاهرات مستقلة معترضين على أن جيش هذا النظام يسعى لإرسالهم إلى الحرب".

وتابعت "كيهان": "هذه ليست القصّة كلها، فالحكومة الصهيونية أيضًا تتعرّض لضغوط حتّى من بعض الدول الغربية وحلفائها، هذه الضغوط ليست بسبب مقتل المدنيين الفلسطينيين وقصف المستشفيات أو الهجوم الصاروخي على السفارة الإيرانية، بل بسبب إطلاق الصواريخ على السيارة التي تقل عمال إغاثة غربيين في غزّة، كما كان على رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الصهيوني أن يشرح لقادة الغرب بعد توضيحات نتنياهو السخيفة".

وختمت: "لقد أصبح الصهاينة النظام الأكثر كراهية في العالم اليوم بسبب الجرائم التي ارتكبوها في غزّة خلال هذه الأشهر الستة، ولا يجرؤ أي من زعماء أي دولة تقريبًا حتّى بين حلفائه، على تقديم الدعم الكامل لهذا النظام، وذلك لأن الدفاع عن مثل هذا النظام أمر بالغ الصعوبة ومكلف".

الخطأ غير القابل للترميم

كتب الشيخ محمد مهدي إيماني بور، رئيس منظمة الثقافة الإسلامية، في صحيفة "وطن إمروز": "إن جريمة نظام الاحتلال الأخيرة، التي تتجاوز الجانب المعتاد من جرائم هذا النظام، المليئة بالوحشية وانتهاك المبادئ الإنسانية وحتّى المبادئ الأساسية للحرب، تعتبر انتهاكًا للقواعد الدبلوماسية والحقوق الواردة في اتفاقية فيينا، نحن لا نتحدث الآن عن جريمة فحسب، بل عن "جريمة مفتوحة"، عندما يتم ذكر "الجريمة" في المعادلات القانونية، تصبح مسألة "عقوبة المجرم" ذات صلة أيضًا، ولذلك، فإن ردّ جمهورية إيران الإسلامية على الجريمة التي ارتكبها الصهاينة هو أمر مؤكد من الناحية العملياتية وذو صلة من الناحية القانونية، وسوف يفهم نظام الاحتلال تعقيدات الهجوم وعواقبه الخطيرة، وقد وعد قائد الثورة الإسلامية أنّ النظام الصهيوني سوف يندم على هذه الجريمة و"الجرائم المماثلة"، ومعنى هذه العبارة واضح: أنّ رد الجمهورية الإسلامية الإيرانية قوي لدرجة أنه لن يركز فقط على جريمة الصهاينة الأخيرة، بل سيزيد أيضًا من تكلفة تكرار هذه الجرائم من جانب "تل أبيب"".
وأضاف إيماني بور في "وطن إمروز" يقول: "إن هزيمة الصهاينة في حرب غزّة وفشل أهداف نتنياهو الثلاثية المتمثلة في "احتلال غزّة" و"تدمير حماس" و"تحرير الأسرى الصهاينة" جعلت "تل أبيب" تواجه أزمة مزمنة وعميقة، ويمكن دراسة هذه الأزمة على ثلاثة مستويات: المحلي والإقليمي والعالمي، لم يخسر الصهاينة ساحة المعركة فحسب، بل خسروا أيضًا ما يرتبط بمحيطها، ولذلك، فإن الإجراء الأخير الذي قام به الصهاينة ليس مثالًا على "العمل الاستبدادي"، بل هو رمز لنوع من "ردّ الفعل الناجم عن اليأس"، إنّ مرور الزمن وتآكل حرب غزّة جعل نظام الاحتلال أكثر مكروهية لدى الرأي العام العالمي، ولم يستهدف الماضي والحاضر فحسب، بل أيضًا مستقبل هذا الكيان المزيّف والطفولي، في مثل هذا الوضع يكون الحديث عن المبادرة والعقلانية الاستراتيجية في المعسكر الصهيوني أشبه بالمزاح".

مستنقع "إسرائيل"

من جهتها، كتبت صحيفة "همشهري" تقول: "من خلال مهاجمة منزل السفير والقنصلية الإيرانية في سورية، فإن النظام الصهيوني، من وجهة نظره، بعث برسالة إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية مفادها أنه يرى هجمات فصائل المقاومة سببها إيران وأن الوضع المؤسف الذي يعيشه هذا النظام الذي يسقط سببه سياسات إيران... ومن أكبر أخطاء النظام المزيّف في هذه المرحلة هو أنه لا يعتقد أن جبهة المقاومة هي حركة ديناميكية وحيوية، تتمتع بسلطة اتّخاذ قرار داخلية، وتتّخذ قراراتها بناءً على مصالحها وأهدافها وتصميمها، وهي بالطبع تحظى بدعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وهذا الشعور بأن جبهة المقاومة لا وجود لها من دون إذن إيران هو شعور خاطئ".

وأضافت "همشهري" في مقالها: "من المهم أيضًا وصف موقف النظام عند تنفيذ هذه العملية؛ نظام انهار من الداخل ولم يحقق أيًا من أهدافه، وكلّ شيء يديره الأميركيون، ورجال دولتهم مكروهون من مجتمعهم العنصري، لقد تمّ تدمير اقتصاده، وتم تدمير أمنه، وواجه الهجرة والسكان المستوطنين، وهذا يمثل له تحديًا خطيرًا في أصل فلسفة وجوده، خاصة أنه لم يعد يأتي المزيد من المهاجرين إلى هذا البلد... لقد تشكّل الإجماع العالمي ضدّ النظام الصهيوني، وأصبح من الصعب عليهم العيش ليس في فلسطين المحتلة بل في العالم أجمع، وقد حصل العديد من الأشخاص على أماكن إقامة مؤقتة في المخابئ والملاجئ والأقبية والفنادق لفترة طويلة، وأصبح رجالهم المسلحون خائفين وغير قادرين على القتال، ولم يتمكّن الصهاينة من إطلاق سراح حتّى أسير واحد بفضل الهجوم العسكري وقوة وحدات "إفراج الرهائن" الأميركية والبريطانية الخاصة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل