معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: قتل الجرحى والمرضى والأطفال والنساء في غزة لن يحقق نصرًا للصهاينة
02/04/2024

الصحف الإيرانية: قتل الجرحى والمرضى والأطفال والنساء في غزة لن يحقق نصرًا للصهاينة

عادت الصحف الإيرانية إلى الصدور اليوم الثلاثاء 02 نيسان، 2024، بعد تعطيل استمر أكثر من 10 أيام بمناسبة بدء العام الشمسي الجديد وأعياد النوروز، وتمحورت اهتماماتها حول مضامين خطاب الإمام الخامنئي في بداية العام الجديد وتركيزه على قضية مشاركة الناس الفعالة في الاقتصاد.
وتابعت الصحف الإيرانية اهتمامها بالجرائم المروعة التي لا يتوانى الكيان الصهيوني عن ارتكابها وكان آخرها ما ظهر للإعلام من جرائم في مجمع الشفاء الطبي، كما تناولت بتحليلاتها تراجع حزب العدالة والتنمية التركي في الانتخابات البلدية، إلى جانب.

صدمة العالم من جرائم الصهاينة في "الشفاء"
في هذا الصدد كتبت صحيفة "كيهان": "نحن على أعتاب ستة أشهر من حرب غزّة، والصهاينة، بدعم من الغرب وبعض الدول العربية الرجعية، يرتكبون بسهولة أي جريمة يمكن أن تتخيلها، والعالم يراقب فقط، وفي هذه الأثناء، فإن شعوب البلدان فقط هي التي تقف ضدّ هذا النظام الهمجي من خلال النزول إلى الشوارع والضغط بقدر ما يفعلون، وقد نشرت تقارير مروعة خلال الأسبوعين اللذين شهدا احتلال مستشفى الشفاء في مدينة غزّة من قبل الصهاينة، كان الأمر فظيعًا لدرجة أن بعض وسائل الإعلام مثل قناة الجزيرة - ربما تحت ضغط كبار المسؤولين - اضطرّت إلى إزالة بعضها من وسائل الإعلام الخاصة بها".
وأضافت "كيهان": "وكان لهذه الجرائم الفظيعة تأثير واسع النطاق، وحاولت وسائل الإعلام المقربة من النظام الصهيوني تهدئة غضب الرأي العام العالمي بإعلانها أن "قوات حماس متمركزة في ذلك المستشفى"، لكن الصور كانت أبلغ من هذه الكلمات لتغطية الواقع بهذه الحيل الإعلامية، وبالإضافة إلى ذلك، تم الإعلان أخيرًا عن عدم وجود حماس في هذا المستشفى... ووفقًا للخبراء، فإن السبب وراء وصول الصهاينة بلا خجل إلى هذا التصرف الأخير ليس سوى حقيقة أنهم يعرفون أنهم لن يحققوا أهدافهم المعلنة، وزاد فشل أميركا في استخدام حق النقض ضدّ قرار وقف إطلاق النار في الأمم المتحدة من إخفاقات هذا النظام، الذي أصبح مكروهًا من قبل العالم، والذي يحاول أن يجعل من نفسه "منتصرًا" بارتكاب هذه الجرائم، غير مدرك أن قتل الجرحى والمرضى والأطفال والنساء لا يجعل من أحد منتصرًا".
 
دور الناس في الحركة الاقتصادية

من جهتها كتبت صحيفة "همشهري": "كلما تشاورنا وشاركنا الناس، سيتم الحصول على نتائج جيدة ومقبولة، يُعتقد حاليًّا أن اقتصاد البلاد يدار من قبل الحكومة والقطاع الخاص، لكن إذا نظرنا إلى سكان إيران البالغ عددهم حوالي 85 مليون نسمة، فسنجد أن أكثر من 80٪ من الشركات هي في أيدي الشعب، لكن للأسف أحيانًا تخلق الحكومات قيودًا على القطاع الخاص الحقيقي، وتصبح منافسًا لها، في هذه الأثناء، ظلّ  قائد الثورة الإمام الخامنئي يسمي العام الجديد منذ أكثر من عقد من الزمان، على أساس الاقتصاد، واليوم نستطيع أن نرى بوضوح نتيجة بصيرة قائد الثورة الحكيم؛ أي أنه إذا تم الاهتمام بمبادئه التوجيهية قبل 10 سنوات حول جذور اقتصاد البلاد ودور الناس فيها، لكان اقتصاد البلاد بالتأكيد في حالة أفضل اليوم".

وأضافت "همشهري": "لسوء الحظ، في العقد الأخير وبسبب إهمال الحكومات السابقة لدور الشعب في الاقتصاد، زاد نمو التضخم في البلاد بشكل ملحوظ، لذلك اختار الإمام الخامنئي بالضبط ما أهملته البرلمانات والحكومات شعار هذا العام؛ وهو القفزة في الانتاج بمشاركة الناس؛ لأنه عندما يشارك الناس والقطاع الخاص الحقيقي في الاقتصاد، فإن ذلك سيجلب فوائد عديدة، وسيكون تخفيض تكاليف تنفيذ المشاريع الاقتصادية، وزيادة القيمة المضافة، وزيادة السرعة والجودة في الشؤون الاقتصادية، من أهم آثار مشاركة الناس في الاقتصاد، وللأسف فإن بعض الدوائر الحكومية لا تنظر إلى مصالح الناس في الاقتصاد كما ينبغي، ولهذا السبب فهي لا تتعاطف مع المشاريع الاقتصادية ومصالحها مثل أبناء المجتمع، وفي البرلمان الحادي عشر، بُذلت جهود جيدة لتوفير البنية التحتية لمشاركة الشعب في الاقتصاد، وكان من بين هذه التدابير تيسير تراخيص الأعمال، ودعم الشركات القائمة على المعرفة، ودفع تسهيلات منخفضة الفائدة للشركات الاقتصادية، والشفافية في المعاملات... ومن ناحية أخرى، فإن إحدى مشاكل الاقتصاد الإيراني هي طبيعته المغلقة، وقد زادت البنوك من أعباء حكومة الاقتصاد الإيراني من خلال إنشاء العديد من الشركات الفرعية وتسببت في فقدان الانتاج معناه الحقيقي، واليوم يواجه القطاع الخاص مشكلة التنافس مع قطاع الاقتصاد العام لأنه يتعين عليه التنافس مع الشركات الكبيرة المرتبطة بالبنوك، ويعني هذا الارتباط تدفق الأموال إلى هذه القطاعات، وهو ما يزيل عمليًا المنافسة عن القطاع الخاص، ولهذا السبب يعاني اقتصادنا من عدم الكفاءة في السنوات الأخيرة".

هزيمة أردوغان
كتبت صحيفة "إيران": "استعادة مفاتيح إسطنبول وأنقرة أحد الأهداف الحيوية لحزب العدالة والتنمية؛ كان هذا تصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ليلة الفوز في الانتخابات الرئاسية العام الماضي، لكن إعلان نتائج الانتخابات البلدية أظهر أنه بعد أقل من عام من تلك الليلة، لم يكتف أردوغان وحلفاؤه في حزب "العدالة والتنمية" بعدم امتلاك مفاتيح هاتين المدينتين؛ بل سلموا مفتاح "البلديات" في معظم المحافظات، وخاصة المناطق الاستراتيجية، للتيار المنافس، أي حزب الشعب الجمهوري والأحزاب الإسلامية الجديدة".
وأضافت صحيفة "إيران": "لماذا تعتبر الانتخابات البلدية مهمة؟.. تعتبر البلديات في تركيا رمزًا للإدارة المدنية والكفاءة العملية، وتكمن أهميتها الوطنية في هذا الموضوع، وهناك نقطة أخرى في جعل هذه الانتخابات مهمّة وهي تصرفات أردوغان ومواقفه، التي حولت هذا الميدان إلى مجال مهم وتنافسي أيضًا، والآن، مع هذه الهزيمة، أصبح مصير الرئاسة له ولحزبه في عام 2028 في حالة من عدم اليقين... والآن تمّ إخراج إدارة جزء كبير من تركيا من أيدي حزب العدالة والتنمية، وبدأت معركة الكفاءة والمقبولية في مجال الخدمات والتنمية العمرانية والإدارة الاقتصادية والنقابات العمالية والقضايا المتعلّقة بالإدارة".

وبحسب "إيران": "عدا عن التضخم والمشاكل الاقتصادية وعدم إعادة إعمار المناطق المتضررة من الزلزال، وهو ما ابتلي به أردوغان وحزبه، تجدر الإشارة إلى أن هناك انقسامًا اجتماعيًا في تركيا وانعكاس هذا الانقسام في المجتمع التركي، فإن الحرب في غزّة والجرائم العديدة ضدّ الإنسانية التي ارتكبها النظام الصهيوني في هذا الصدد أيقظت ضمير الدول الإسلامية وخلقت نوعًا من الاشمئزاز تجاه الحكومات التي لم تتّخذ إجراءات فعالة لدعم الشعب الفلسطيني فحسب، بل أيضًا توفير احتياجات "إسرائيل" العسكرية والاقتصادية، ولم يستثن المجتمع التركي وحكومة هذا البلد من هذا الأمر، فنشأت موجة احتجاج جديدة بين السياسيين الإسلاميين بشأن الأداء المزدوج لحكومة أردوغان في مواجهة النظام الصهيوني".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم