الخليج والعالم
"طوفان رمضان" محور اهتمام الصحف الإيرانية
اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد (10 آذار 2024) برصد الوضع الدبلوماسي والميداني المتعلّق بالحرب الصهيونية على غزّة، وبشكل خاص المستجدات التي تبرز مع اقتراب شهر رمضان المبارك، وكذلك اهتمت ببيان ما يقع "خلف كواليس" الانتخابات الرئاسية الأميركية بما يؤثر على المنطقة والعالم، وأخيرًا ذكرت بعض الصحف الإيرانية تحليلاتها حول خطاب آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي الأخير في لقائه مع مجلس الشورى الجدي
طوفان الأقصى في شهر رمضان المبارك
تناول الخبير في قضايا الشرق الأوسط السيد رضا صدر الحسيني، آخر تطوّرات الحرب في الأراضي المحتلة في مقابلة مع صحيفة "إيران"، حيث قال إنّ:" جرائم النظام الصهيوني في غزّة مستمرة، وفي هذه الأثناء تحاول أميركا توفير الظروف الملائمة لاستمرار هذه الجرائم رغم مرور أكثر من 150 يومًا على بداية طوفان الأقصى، ويحاول البيت الأبيض والكيان الصهيوني لفت انتباه الرأي العام العالمي في اتّجاه أو آخر، ولهذا السبب فإنهم يثيرون قضايا مثل وقف إطلاق النار والسلام واليوم التالي للحرب في غزّة، في حين أن النظام الصهيوني، وتماشيًا مع جرائمه الماضية، قد خلق واستمر في مجاعة مفتعلة لشعب غزّة، ما جعل الوضع حرجًا في أجزاء مختلفة، بما في ذلك رفح وخان يونس".
وتابع الحسيني أنّ " العدو يرتكب أمام أعين المؤسسات الدولية العمياء، وإلى جانب الإبادة الجماعية، جرائم أخرى مثل التسبب في المجاعة وقتل النساء والأطفال، ومن الأصوات التي تخرج من داخل النظام الصهيوني، والتي يشجعها الأميركيون أيضًا بقوة، مسألة وقف إطلاق النار قبل رمضان، وفي الحقيقة فإن النظام الصهيوني يخشى من "طوفان رمضان" أكثر من خشيته من طوفان الأقصى، كما يسعى الأميركان إلى تثبيت وقف مؤقت لإطلاق النار وإخراج النظام الصهيوني من الدوامة التي يدعمونها هم وحلف شمال الأطلسي من أجل منع الاضطرابات".
وأضاف: " لا يوجد فرق استراتيجي بين أميركا والكيان الصهيوني، كما أن الرحلة الأخيرة التي قام بها وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، تمت بضوء أخضر من الأميركيين، ويبدو أن الديمقراطيين وجو بايدن أيضًا يستغلون الأحداث الأخيرة إلى أقصى حد للفوز في الانتخابات المقبلة، لكن لدى بايدن مخاوف من المعارضة التي نشأت داخل أميركا بسبب نهجه في حرب غزّة، الأمر الذي قد يتسبّب في انخفاض أصواته واهتزاز موقفه في الانتخابات الرئاسية العام المقبل".
فكّ رموز انتخابات أميركا
بدورها، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "فاز دونالد ترامب في الانتخابات الداخلية للحزب الجمهوري (خاصة في السباق المعروف باسم الثلاثاء العظيم) وأقصيت منافسته الخطيرة نيكي هيلي، كما هزم الرئيس الحالي جو بايدن منافسيه الديمقراطيين الأقل شهرة في مسابقة احتفالية للغاية يوم الثلاثاء ليثبت نفسه باعتباره المرشح الأوفر حظًا للانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني/نوفمبر 2024، وجهُ المشكلة واضح ومؤلم بطبيعة الحال بالنسبة لمعظم المواطنين الأميركيين: احتكار ترامب وبايدن يتكرّر بعد 4 سنوات ويضطر مواطنو هذا البلد إلى أن يكونوا أسرى هذه المنافسة غير المثمرة مرة أخرى، لكن لماذا هذه المنافسة تكون غير مثمرة؟ السبب في ذلك واضح: انتخاب ترامب أو بايدن في سباق 2024 لن يكون له أدنى تأثير على منع تصاعد الأزمات الأمنية والانقسامات الاجتماعية في أميركا، بعد صعود الترامبية في الولايات المتحدة... شهدنا الإزاحة غير المرغوب فيها للعديد من الخطوط الحمراء الجريئة في العلاقات الداخلية الأميركية، وبلغت هذه العملية ذروتها في هجوم 6 كانون الثاني 2021 على الكونجرس الأميركي بهدف الاستيلاء على "الكابيتول هيل"، ورغم أنّ أعمال الشغب هذه انتهت بمقتل 5 من أنصار ترامب على يد الشرطة واعتقال مئات الأشخاص، إلا أنها كانت النقطة الكاشفة لانتقال أميركا في القرن الحادي والعشرين نحو الأناركية والشعبوية".
وأضافت: " الآن، في عام 2024، يمكن أن تكون القصّة مختلفة مقارنة بعام 2020! ويبدو أن جدلية وصراعًا خفيًا لكن ملموسًا قد تشكّل بين المؤسسات الأمنية الأميركية، بما فيها وكالة الأمن القوميّ والبنتاغون والقيادة المركزية ولوبيات الأسلحة وغيرها، لا يمكن تحديد نتائجه بشكل نهائي، بمعنى آخر، لم تتوصل مؤسسات السلطة الرسمية وغير الرسمية في أميركا إلى منتج ومخرج مشترك ونهائي في ما يتعلق باتّجاه الانتخابات الرئاسية 2024، وعليه، فإن الصراع بين مؤيدي ومعارضي ترامب دخل مرحلة حرجة، ومن يفوز في لعبة شد الحبل هذه خلف الكواليس، سيبقى في السلطة حتّى عام 2028...لقد أدرك بايدن الآن بعض الحقائق حوله، وهذا الموضوع أقلقه، وقد لاحظ الرئيس الأميركي بوضوح الصراع الدائر خلف الكواليس حول "بقائه" و"عودة ترامب"".
وختمت: " في الأساس، لا يهم أي طيف سياسي أمني سيفوز في لعبة شد الحبل المتكرّرة هذه، مما لا شك فيه أن أيًا من هذين الاثنين (ترامب أو بايدن) لا يملك القدرة على استيعاب وتحليل بل ووصف الأزمات الحالية في أميركا والعالم، وسوف تولد هذه القضية أخطاء استراتيجية وحسابية وتكتيكية لا يمكن إصلاحها في مجال السياسة الداخلية والخارجية في هذا البلد، إن اشتداد الصراعات الداخلية واليأس تجاه التطورات الدولية سيشكّل المكونين الرئيسيين لـ "تحليل سلوك الحكومة الأميركية المستقبلية" بين عامي 2024 و2028".
تحليل الخطاب الأخير لقائد الثورة
تعرضت صحيفة "همشهري" في عددها الصادر اليوم إلى القضية التي شدّد عليها الإمام الخامنئي في لقائه مع الأعضاء المنتخبين لمجلس الشورى الإسلامي الجديد، وهذه القضية هي ضرورة الابتعاد عن الخلافات الداخلية، وعن أي تصرف يمكن أن يكون فيه رضى للعدو، وبحسب "همشهري": "شدد القائد على ضرورة الامتناع عن الألفاظ المثيرة للجدل وبدء الاقتتال الداخلي والتشدد العدائي، إن تأكيده على ضرورة امتناع المسؤولين المنتخبين من خلق الصراعات، وكذلك تشكيل جبهات مختلفة، يبين الواجب الثقيل الذي يقع على عاتق ممثلي الشعب في البرلمان الثاني عشر، ويجب عليهم أن يضعوا تحقيقه على رأس أولوياتهم...ورغم ذلك رأينا أنّ البعض قد أثّر على الأجواء السياسية في البلاد بمواقف عاطفية وبعيدة عن اللباقة السياسية؛ وهو نهج شهدناه للأسف خلال المنافسات الانتخابية، وخلال هذه المنافسات، حاول بعض المرشحين التأثير على أجواء الانتخابات السياسية في البلاد بتصريحات هدامة، ورغم أن البعض حاول حينها تبرير هذه القضية بطرح أن هذه الكلمات صدرت ضمن أدبيات "المنافسة"".
وأضافت: "إذا طبقت الأساليب الهدامة على البرلمان المقبل وشهدنا أساليب هدامة من البعض، فإن ذلك سيؤدي بالتأكيد إلى ردود فعل سلبية كثيرة، لأنه لا ينبغي السماح لمجلس الأمة والشعب بأن يصبح ساحة لسلسلة من التطرّف والمواقف غير المنطقية، البرلمان مكان لعرض وجهات النظر والآراء المختلفة، والتدمير وبعض الأساليب غير السليمة سوف تؤثر على وظائف المجلس التشريعي".