معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: نتنياهو في مرحلة السقوط
09/03/2024

الصحف الإيرانية: نتنياهو في مرحلة السقوط

اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 09 آذار 2024، بالوقائع الميدانية والمفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في فلسطين قبل شهر رمضان المبارك، وركزت على تصوير الغطرسة الصهيونية التي بدأت باستخدام "التجويع" أداة جديدة لإسقاط المقاومة في غزة، مما جعلها الأكثر مكروهية في العالم.

وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "جام جم": "بعد انهيار الجدران الأمنية للكيان الصهيوني والهجوم الفريد للجناح العسكري لحركة حماس على المنطقة المحيطة بغزة، لم يعتقد سوى القليل من الخبراء أو المحللين أن حكومة بنيامين نتنياهو قادرة على البقاء في السلطة، فالانخفاض المذهل لشعبية نتنياهو بين الناخبين اليمينيين والارتفاع الكبير لمعارضيه مثل بيني غانتس أو يائير لابيد، يشير إلى تغييرات خطيرة في هندسة القوة للكيان الصهيوني، وهو أمر لم يتحقق من قبل".

وقالت: "أيام مرت على عملية "طوفان الأقصى" ويبدو أن نتنياهو وحلفائه يخططون لإطالة أمد الحرب في قطاع غزة أو التهديد بفتح جبهة جديدة في جنوب لبنان لإبقاء حالة الطوارئ في الأراضي المحتلة ومنع إجراء انتخابات مبكرة لاختيار حكومة جديدة ورئيس وزراء جديدين، فحكومة نتنياهو وصلت إلى نهاية عملها، ولهذا السبب فهو يرفض أي طلب لإجراء انتخابات مبكرة، ويعتبر هذا الموضوع نوعًا من الخط الأحمر، في حين أعلن خبير سياسي في مقابلة مع إذاعة الجيش الصهيوني أنه من المتوقع أن يتم الإعلان عن ذلك قريبًا من قبل غانتس وأعضاء آخرين في الحكومة، وبحسب تصريحات قادة سياسيين آخرين وخبراء في الكيان الصهيوني، يبدو أن مثل هذا الرأي أصبح هو التصور العام حول سياسة نتنياهو تجاه حرب غزة وبقائه في منصب رئيس الوزراء".

وأضافت: "في هذه الأثناء، أثارت رحلة بيني غانتس المفاجئة إلى واشنطن للقاء مسؤولي البيت الأبيض والتشاور معهم، تكهنات حول الصراع على السلطة بين الجماعات المختلفة في الأراضي المحتلة، وبحسب بعض "المصادر الإسرائيلية"، فإن نتنياهو طلب من موظفي ودبلوماسيي السفارة الصهيونية في أميركا عدم التعاون مع غانتس وعدم حضور اجتماعاته المشتركة مع مسؤولي البيت الأبيض، ومع استمرار مفاوضات وقف إطلاق النار واستمرار الجهود لوقف العمليات العسكرية للعدوان الصهيوني في غزة بشكل مؤقت قبل شهر رمضان، يتحدث المسؤولون العسكريون في النظام مثل يوآف غالانت عن احتمال شن هجوم بري على جنوب لبنان، وربما لهذا السبب، قبل اختتام مفاوضات وقف إطلاق النار في القاهرة، أرسلت أميركا هوكشتاين مرة أخرى إلى لبنان لمنع فتح جبهة جديدة في شرق البحر الأبيض المتوسط من خلال متابعة عملية الوساطة بين حزب الله والكيان الصهيوني".

وختمت "جام جم" حول السياسة الأميركية في هذا السياق: "بالنسبة لحكومة الرئيس الأميركي جو بايدن، فإن استمرار حرب غزة أو فتح جبهة جديدة في لبنان سيعني تهديدًا لأصواته في الانتخابات الرئاسية، وفي الأيام الأخيرة، أطلق أميركيون عرب، كجزء من قاعدة الناخبين الديمقراطيين في ولاية ميشيغان، حملة أطلقوا عليها اسم "غير الملتزمين" للاحتجاج على سياسات البيت الأبيض فيما يتعلق بأزمة غزة، وبدا تشكيل هذه المجموعات ناقوس الخطر للحزب الديمقراطي قبل البداية الجادة للمنافسة الانتخابية في الولايات المتحدة".

التفاهة العالمية الجديدة

بدورها، أجرت صحيفة "وطن أمروز" مقابلة مع أحد المفكرين البارزين بيجين عبد الكريمي جاء فيها: "في عالم اليوم، بسبب نزع الميتافيزيقا عن الأخلاق وبسبب توسع العقلانية الجديدة، فقدت الأخلاق في الواقع أسسها، ومنذ عصر مكيافيلي، أي من زمن الفلسفة السياسية الجديدة ومن ثم امتدادها عند مفكرين مثل هوبز وسبينوزا وكانط ولوك، تحت عنوان الواقعية العلمية والواقعية، فقدت ارتباطها بالأخلاق والفضائل الأخلاقية، وفي مثل هذا الجو، أي مع نزع الميتافيزيقا عن الأخلاق والفلسفة السياسية الجديدة، فقد العمل السياسي والتفكير السياسي في عصرنا علاقتهما بالأخلاق تمامًا، ويمكن رؤية مثال واضح على هذه القضية في حرب غزة، تُظهر غزة بشكل كامل الطبيعة غير الميتافيزيقية للأخلاق والجانب العدمي للسياسة في العصر الحالي على المستوى العالمي، ولا يمكن فصل الناشطين السياسيين والاجتماعيين حول العالم عن مثل هذا الجو اللاأخلاقي والعدمي بسبب عولمة الحداثة والعقلانية الجديدة، لذلك يواجه العالم الحديث أزمة في الفلسفة السياسية وهذه أزمة عالمية".

وأضاف: "النقطة الأخرى هي أننا في عالم اليوم نواجه أيضًا موت المثقفين، فإن مثقفي عصرنا لا يستطيعون إثارة الجماهير وتحريكها بخطاباتهم النارية، مثل مثقفي عصر التنوير والثورة الفرنسية الكبرى، لأن الزمن لم يعد يسمح بمثل هذه الأمور، ومن ناحية أخرى، انهار التسلسل الهرمي للقيم، بالإضافة إلى الحالات المذكورة أعلاه، لا يستطيع المثقفون في الشرق الأوسط حتى لعب دور المثقف في دولة الرفاهية كما كان الحال قبل عقدين من الزمن، لأنه في المجتمعات الأوروبية والأميركية، يتمتع المثقف بهذه الإمكانية من خلال وجوده في دولة الرفاهية، ولكن لأن دولة الرفاهية غير موجودة في مجتمعنا ولأن ظاهرة الدولة القومية الحديثة لم تتشكل بشكل كامل في البلاد وظاهرة الأمة الحديثة - الدولة، بالمعنى الذي تم تحقيقه في الغرب، لم يتم إنشاء مجتمعات مثل مجتمعنا، لذلك لا توجد دولة رفاهية يمكن للمثقفين أن يلعبوا فيها دورًا".

النفور العالمي من الكيان الصهيوني

من جانبها، قالت صحيفة "كيهان": "اليوم تدخل الحرب في غزة يومها 154، وبحسب التقارير الرسمية، أكثر من 30 ألف فلسطيني أكثر من نصفهم من النساء والأطفال والرضع، تم قتلهم بالأسلحة التي تبرعت بها الولايات المتحدة وبالدعم العلني والخفي من قبل بعض الدول الرجعية، وهذه الجرائم الفظيعة التي يرتكبها هذا الكيان لم تتراجع ولو قليلًا، ولا يمر يوم دون أن نسمع أنباء عن القتل الوحشي للمدنيين الذين يعيشون في غزة على يد الصهاينة، وقد لجأ الصهاينة إلى الإبادة الجماعية لمنع خسائرهم الفادحة في ساحات القتال، حتى يتمكنوا من إجبار الشباب الفلسطيني المقاوم على الاستسلام، فهذه الجرائم والإبادة الجماعية لم تترك أي سمعة شريفة للصهاينة، وحسب التقارير الإعلامية لهذا الكيان فقد حولته إلى الأكثر مكروهية في العالم".

وأضافت: "إلى جانب الأسلحة الأميركية والخيانات العربية والتقنيات الأوروبية، يستخدم الصهاينة أداة أخرى للقتل في غزة، والتي كانت فعالة للغاية في جعله مكروها في العالم، وهذه الأداة هي "الجوع"، وبحسب التقارير المنشورة، فإن شعب غزة المضطهد أصبح يأكل أوراق الأشجار والأعلاف وجثث الحيوانات، ولا يسمح الصهاينة للنساء والأطفال الفلسطينيين بالوصول إلى الطعام بإطلاق رصاص الدبابات والمدافع الصغيرة على المركبات التي تحمل الطعام، وقد تسبب ذلك في استشهاد ما لا يقل عن 20 شخصًا بسبب الجوع، من بينهم أطفال ومراهقون وشيوخ ونساء".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم