الخليج والعالم
الإمام الخامنئي: العدوان الإسرائيلي على غزة يشكل مثالًا صارخًا على ظلم قوى الاستكبار
اعتبر آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن العدوان الإسرائيلي على غزة يشكل مثالًا صارخًا على ظلم وعدوان قوى الاستكبار ضد أصحاب أرضٍ وبلدٍ ما، مؤكدًا وجوب بقاء الجمهورية الإسلامية دائمًا حاملة الراية، ورائدةً في مجال مواجهة الاستكبار.
وخلال استقباله، الخميس 7 آذار/مارس 2024، رئيس وأعضاء مجلس خبراء القيادة المنتخبين حديثًا، تطرّق الإمام الخامنئي إلى المنطق والأسباب الدينية والعقلية والإنسانية لصمود الجمهورية الإسلامية في وجه جبهة الاستكبار، معتبرًا أن تشكيل مجلس الشورى الإسلامي الجديد يمثل حدثًا "حلوًا وباعثًا على الأمل وواعدًا ومشجعًا ويحظى بقيمة".
وأشار الإمام الخامنئي في حديثه إلى المسيرات الحماسية التي خرجت في ذكرى انتصار الثورة الإسلامية وكذلك الانتخابات الأخيرة في الأول من آذار، معتبرًا أن "هذين الشهرين تحوّلا في هذه السنة وأكثر من السنوات الأخرى إلى رمز وموقع لإبراز مؤشرات وعلائم السيادة الشعبية الإسلامية".
وقال الإمام الخامنئي إنه "قبل تشكيل الجمهورية الإسلامية، فإنّ الجبهة الوحيدة التي كانت سائدة في العالم هي جبهة الديمقراطية التابعة لنهج "الليبرالية الديمقراطية الغربية"، لكن مع انتصار الثورة الإسلامية، تشكلت جبهة جديدة على أساس السيادة الشعبية الإسلامية، وكان بطبيعة الحال أن تقف في مقابل جبهة "الديمقراطية الغربية".
واعتبر الإمام الخامنئي أن "انبثاق نموذج السيادة الشعبية الإسلامية في إيران أدى إلى تعرض مصالح جبهة "الديمقراطية الغربية" للخطر وبدء تلك الجبهة معارضتها المستمرة للنظام الإسلامي"، مضيفًا أن "سبب شعورهم بالخطر ومعارضتهم هذه يعود إلى أن نظام الديمقراطية الغربية ينطوي بحد ذاته على الاستكبار والعدوان والاعتداء على حقوق الشعوب وإثارة الحروب وسفك الدماء من دون حدود لكسب السلطة"، مضيفًا: "الشاهد على ذلك هو استعمار الكثير من دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية في القرن التاسع عشر أي في ذروة شعاراتهم وتبجحاتهم في مجال الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان".
وتابع الإمام الخامنئي إن "أهم قضية وتوجه لجبهة السيادة الشعبية الإسلامية، وعلى خلفية طبيعتها الإسلامية، تتمثل في مجابهة هكذا ظلم واعتداءات"، وأضاف "إننا لا نعارض البلدان والحكومات والشعوب بحد ذاتها بل نعارض الظلم والعدوان السائدَين داخل جبهة "الديمقراطية الغربية".
واعتبر الإمام الخامنئي أن أحداث غزة "المؤسفة تشكّل مثالًا صارخًا على ظلم وعدوان جبهة الاستكبار ضد أصحاب أرضٍ وبلدٍ ما، والقتل عديم الرحمة والقاسي للنساء والأطفال وتدمير ممتلكات الناس ومواردهم في تلك البلاد"، مشددًا على أن الجمهورية الإسلامية "تعارض في الحقيقة ذلك الظلم وتلك الجرائم التي رغم أنها مدانة لدى أي عقل وعرف وشرع وضمير إنساني، لكنها تلقى دعمًا من أمريكا وبريطانيا وبعض الدول الأوروبية"، مؤكدًا أن "هذه القضية يجب أن تكون واضحة إذ إن جبهة الاستكبار أخفت الظلم والعدوان والقتل تحت مسمى الديمقراطية وحقوق الإنسان والليبرالية".
وشدد الإمام الخامنئي على وجوب أن تكون الجمهورية الإسلامية "دائمًا حاملة الراية ورائدةً في مجال مواجهة الاستكبار"، مضيفًا: "إننا يجب أن نوسّع ونجعل راية مكافحة الاستكبار أكثر (تفاعلًا) يومًا بعد يوم وألّا نسمح في أي حقبة، أن تُنتزع هذه الراية من الجمهورية الإسلامية"، معتبرًا أيضًا أن "تبيان منطق الجمهورية الإسلامية في الصمود ومواجهة المستكبرين للأجيال الجديدة هو واجب مهم"، وقال: "إننا نجحنا لحسن الحظ طيلة أكثر من أربعة عقود من عمر الجمهورية الإسلامية في إظهار الجبهة والتوجة والاتجاه في مكافحة الاستكبار للعالم".
وتطرّق الإمام الخامنئي إلى "واجب مجلس خبراء القيادة تعيين القائد ومراقبة حفظ أهليته باعتبار ذلك أهم واجب للإدارة في الجمهورية الإسلامية"، مشددًا على وجوب انتباه أعضاء مجلس خبراء القيادة لأهمية المبادئ الثابتة للجمهورية الإسلامية في خياراتهم.
وتحدث الإمام الخامنئي عن المبادئ الثابتة و"غير القابلة للتغيُّر" للجمهورية الإسلامية، مشيرًا إلى أن مبادئ "إقامة العدل ومكافحة الفساد والنهوض بمستوى المعرفة والعمل الإسلامي في المجتمع" موجودة في الدستور وتوجيهات الإمام الراحل (الإمام الخميني) والمعارف الإسلامية، مضيفًا: "يتعيّن على أعضاء مجلس خبراء القيادة في انتخاب القائد التصرف من خلال مراعاة هذه المبادئ الثابتة".