معركة أولي البأس

الخليج والعالم

نضال شعبي متواصل لإسقاط التطبيع في المغرب
05/03/2024

نضال شعبي متواصل لإسقاط التطبيع في المغرب

تونس – عبير قاسم

تحت شعار "نضال شعبي وحدوي متصاعد لدعم المقاومة الفلسطينية وإسقاط التطبيع"، انعقد في العاصمة المغربية الرباط المجلس الوطني الرابع للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع.  

جاء انعقاد المجلس بالتزامن مع مرور قرابة خمسة أشهر على اندلاع العدوان الصهيوني الشامل على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة الجماعية في غزة ومحاولات تهجير سكانها، والذي خلّف أكثر من 30 ألف شهيد، أغلبهم من الأطفال والنساء، و70 ألف من الجرحى وآلاف المفقودين. 

عبّر المشاركون، في المجلس الوطني الرابع للجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، عن تقدير المجلس للتضحيات الجسيمة للشعب الفلسطيني، والتفافه حول مقاومته المسلحة وصموده الأسطوري، وتشبثه بأرضه بالرغم من محاولات التهجير اليائسة وهول جرائم الإبادة والتطهير العرقي والتجويع، وكل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المقترفة بحقه.  

كما وجه المشاركون تحية التقدير والصمود للأسرى في سجون الاحتلال الذين يعانون طغيان السّجان وجبروته. وأعربوا عن اعتزازهم بأداء المقاومة الفلسطينية المسلحة وبوحدتها ووحدة كل الفصائل المكافحة وتصميمها على النصر، وبما تقدمه من دروس في الصمود والشجاعة والإبداع بتكتيكاتها ووسائلها المناسبة لبيئتها وإمكاناتها، ما أفشل كل خطط العدو الصهيوني، راجين أن يكون لقاء موسكو بين الفصائل خطوة في اتجاه استعادة وحدة الصف الفلسطيني وتقويته.

كما نوّه المشاركون، في هذا اللقاء، بالمقاومة المسلحة في لبنان واليمن والعراق ودورها الحاسم في إجبار أميركا والكيان الصهيوني المجرم على وقف العدوان، مشددين على أن المقاومة المسلحة حق ثابت وتاريخي لكل الشعوب المضطهدة والمستعمرة من أجل تقرير المصير والاستقلال.

وأشادوا بالدعم الشعبي على الصعيد العالمي الذي عبّرت عنه التظاهرات الحاشدة في مختلف بقاع العالم، خاصة في الولايات المتحدة الأميركية، حيث أغلبية اليهود تناصر الشعب الفلسطيني، وحادثة إحراق الجندي الأميركي أرنو بوشنيل نفسه، وإحراق زملائه ملابسهم العسكرية احتجاجًا على الإبادة الجماعية لغزة. كما أشادوا بقرار العديد من الدول وقف علاقاتها مع الكيان الغاصب، وآخرها البرازيل.

كما تطرقوا إلى مخاطر الحصار الذي تتعرض له الأونروا، وفي هذا السياق، أدان البيان الختامي للمجلس قرار عدد من الدول الاستعمارية تعليق أو توقيف تمويل الأونروا، الأمر الذي يخالف التدابير المذكورة ويعدّ حربًا تجويعية وعقابًا جماعيًا وتشجيعًا للكيان الصهيوني لارتكاب المزيد من الفظائع.

ودعا البيان الختامي إلى تكثيف الجهود وتضافرها من أجل فتح معبر رفح لإغاثة سكان غزة المنكوبة.  ورأى البيان أن الإدارة الأميركية هي رأس الحربة والمسؤولة الأولى عما يرتكب في حق الشعب الفلسطيني من إبادة جماعية، ويدين استعمالها لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد مشروع قرار بوقف الحرب. وطالب المشاركون الدولة المغربية، وبشكل ملح وفوري، بالكفّ عن السكوت على جرائم العدو، وبفتح باب جمع المساعدات والتبرعات المادية لفائدة الشعب الفلسطيني أمام كل المنظمات المستعدة لذلك، وبوضع حد للتطبيع مع الكيان الصهيوني وكل الاتفاقيات المترتبة عنه وإغلاق مكتب الاتصال.

كما أعرب المشاركون في المجلس عن تصميم الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع على تصعيد النضال وتوسيع رقعته وتنويع أساليبه على أساس الحد الفاصل مع المطبعين الخونة على اختلاف ألوانهم، ودعوا في هذا السياق إلى التركيز، الجبهة ومكوناتها، على المقاطعة الشعبية للسلع والمواد والعلامات التجارية والمقاولات المرتبطة باقتصاد كيان الاحتلال.

بدورها، وجهت الناشطة في المجتمع المدني سليمة بلمقدم نداء للدولة المغربية من أجل وقف التطبيع مع الاحتلال.  وفي كلمة نشرتها عبر صفحة "الجبهة المغربية لمناهضة التطبيع"، أكدت أن أهل غزة يتعرضون لإبادة جماعية غير مسبوقة. وقالت: "إن الإنسانية ترفض البقاء والتعايش مع العنف المدعوم من دول الغرب، والذي يذكّر بحضارة الطغيان والاستبداد والاستعمار والغرب العنصري والمتبجج بالأخلاق المزيفة، والذي يتقوى بشن الحروب على الدول العربية".

وأضافت: "إنها كارثة عظمى مرعبة تعيشها اليوم البشرية وتدور حول المصالح التي أصبحت هي البوصلة وورءاها الصهيونية، فهذه المنظمة العالمية لا تقوم لا على أخلاق ولا قانون، وهي جزء من النظام العالمي والذي فرض قواعد غير إنسانية على البشرية، ويسيطر على العالم بالترهيب والتهديد والكذب والافتراء إلى حد تحريف الكتب السماوية والإبادة والتطهير العرقي". 

وتابعت: "لا يجوز مطلقًا أن نتعاقد مع الشيطان، ونعقد صلحًا معه، فنحن أحرار المغرب نرفض التطبيع مع الاحتلال الفاشي وما زلنا نحتج بكل الوسائل من أجل إنهاء التطبيع". وتابعت: "نرفض التعايش مع هذا العار، فالإنسانية أولًا". 

وبالتزامن، أيضًا، مع هذا الحراك نُظّمت مسيرة شعبية في الدار البيضاء تضامنًا مع غزة واحتجاجًا على تجويع الفلسطينيين وحصارهم.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم