الخليج والعالم
القمة السابعة لمنتدى الدول المصدّرة للغاز في الجزائر.. دعوات إلى التعاون لمواجهة التحديات
أُسدل الستار، السبت 2/3/2024، على فعاليات القمّة السابعة لرؤساء وحكومات دول منتدى الدول المصدرة للغاز (GECF)، بالجزائر، بجملة من القرارات والتوصيات المهمّة لأعضاء المجموعة والسوق الدولية الغازية، حيث أكد "إعلان الجزائر" على رفض المجموعة لأي تدخلات مصطنعة في أسواق الغاز الطبيعي، بما فيها محاولات التأثير على آليات وضع الأسعار ووظائف إدارة المخاطر في الأسواق، إلى جانب تسقيف الأسعار بدوافع سياسية، مما يؤدي إلى "تفاقم التضييق على الأسواق وتثبيط الاستثمارات اللازمة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الطاقة".
وعبّر الأعضاء، كذلك، عن رفضهم المطلق للتطبيق أحادي الجانب للإجراءات والتدابير الجبائية غير المسبوقة للبعض، على حساب قواعد أسواق الغاز الطبيعي، مما قد "يهدّد باستفحال اختلال التوازنات على حساب الشعوب التي تعيش أوضاعًا هشّة".
بالمقابل، دعا "إعلان القمة" للاستثمار في الوقت المناسب من أجل استقرار السوق وتدفّق الموارد المالية من دون عراقيل، والولوج إلى التكنولوجيا ونقل المعارف بطريقة غير تمييزية.
كما أكدت المجموعة على دعم الدور الأساسي لعقود الغاز الطبيعي طويلة الأمد، بالإضافة لتسعير الغاز الطبيعي استنادًا إلى مؤشر البترول والمنتجات البترولية لضمان ثبات الاستثمارات في تطوير موارد الغاز الطبيعي.
وتخلّلت أعمال القمة السابعة لمنتدى الدول المصدرة للغاز في الجزائر، كلمات لرؤساء الدول المشاركة، شددت على ضرورة التعاون لمواجهة التحديات الراهنة في مجال الطاقة.
وأكد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنّ الجزائر تتطلع إلى العمل الوثيق مع الدول المصدرة للغاز للارتقاء بمنتدى الدول المصدرة، وتحقيق أهدافه الإستراتيجية.
ورأى تبون أنّ القمة تشكل فرصة لرسم رؤية مشتركة للحفاظ على مصالح المنتجين والمستهلكين للغاز في آن واحد، منوهًا بأنّ الغاز الطبيعي يلعب دورًا أساسيًا في تحقيق التنمية المستدامة وتلبية الاحتياجات العالمية المتزايدة على الطاقة.
ورحّب تبون بانضمام ثلاث دول جديدة هي موزمبيق وموريتانيا والسنغال إلى المنتدى بصفتهم "أعضاء ملاحظين".
من جهته، اعتبر رئيس الجمهورية الإسلامية في إيران السيد إبراهيم رئيسي أن نظام الهيمنة الغربي الذي يرتكز على استعمار الدول الأخرى، بات اليوم أضعف من أي وقت مضى، ونظامًا خاويًا يحتاج من أجل البقاء إلى استمرار هذه الهيمنة.
وأكد السيد رئيسي أنّ "الحرب الدائرة في غزّة اليوم، هي تجسيد للمواجهة بين محور الشر ومحور الشرف"، مبيّنًا أنه "على جانب من هذه المعركة، يقف جيش ينتظر تزويده من قبل الأميركيين بمزيد من السلاح والقنابل الأكثر فتكًا، بينما يقف على الجانب الآخر أطفال جياع يترقبون الحصول على قرص من الخبز".
ولفت السيد رئيسي إلى أن "أولئك الذين اتّخذوا جانب الصمت على هذه الجرائم، لا شك سيتلقون صفعة قوية غدًا"، وقال إن "فلسطين أضحت اليوم معيارًا للإنسانية والأخلاق والضمير البشري".
وأوضح السيد رئيسي أن "الشركات المعرفيّة في إيران، قادرة على وضع نماذج شراكة حديثة وناجعة في معرض التعامل مع الدول الأعضاء بمنتدى المصدرين".
واستطرد قائلًا: "من هذا المنطلق، تدعو جمهورية إيران الإسلامية، الدول الأعضاء في هذا المنتدى، وفي سياق تبادل المعلومات والخبرات على صعيد التنقيب والإنتاج ونقل التجارب المتعلّقة بالغاز والتقنيات ذات الصلة، أن تشكّل تحالفات منتظمة وبالتالي عقد استثمارات مشتركة في قطاع الغاز".
الرئيس التونسي قيس سعيد أكد في كلمته، أنه لا يمكن للدول أعضاء المنتدى رفع التحديات - من قبيل اضطراب الأسعار كلما تدفق نفط أو اكتشف حقل للغاز - إلاّ مجتمعين غير مشتتين، وإلا زادت الأطماع وسالت الدماء.
وأكد الرئيس التونسي أنه "لا يمكن في هذا الاجتماع إلا أن أؤكد مجدّدًا وقوفنا الكامل مع شعبنا في فلسطين في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب الذي يرتكب أبشع الجرائم حتّى يسترد شعبنا الفلسطيني حقه كاملًا غير منقوص في إقامة دولته المستقلة على كلّ أرض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف".
بدوره، الرئيس العراقي عبد اللطيف جمال الرشيد أعلن في كلمته أنّ العراق ضاعف إنتاجه إلى 4.7 مليون في السنوات الأربع السابقة، مشددًا على دور الجزائر المهم في الوصول إلى توافقات تاريخية.
ورأى الرئيس العراقي أن "صناعة الغاز تحتاج إلى جهد وتمويل كبيرين على مستوى الانتاج والتصدير، ومنتدى الدول المصدرة للغاز حريص على تنسيق الرؤى والمواقف مع منظمة "أوبك".
وأشاد "بدور الجزائر التاريخي والأساسي في تثبيت أسعار النفط واستقرار سوقه العالمي من خلال عملها الريادي لمقاربة الآراء بين الدول في منظمة "أوبك" وخارجها للوصول إلى توافقات تاريخية".
هذا، وخرج عقب انتهاء القمة العديد من التوصيات التي ذكّرت، بداية، بالإعلانات المنبثقة من القمم السابقة لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
كما أكدت التوصيات على:
"- الحقوق السيادية المطلقة والدائمة للدول الأعضاء على مواردها من الغاز الطبيعي.
- الالتزام بأهداف منتدى الدول المصدرة للغاز، والعزم على تعزيز دور المنتدى بالتركيز على مساهمته من أمن وعدالة واستدامة الطاقة في العالم.
- السعي الحثيث للتسيير الفعال والتشجيع على استعمال موارد الغاز الطبيعي للدول الأعضاء بهدف تعزيز التنمية المستدامة التي تعود بالفائدة على المنتجين والمستهلكين على حد سواء.
- التعاون والتنسيق بين الدول الأعضاء لتطوير البحث والابتكار ونقل المعارف والتكنولوجيات المتعلّقة بالغاز الطبيعي، إلى جانب تبادل أفضل ممارسات وبناء القدرات.
- الدعم لحوار قوي وهادف بين المنتجين والمستهلكين وكذلك الأطراف المعنية الأخرى ذات الصلة بقصد ضمان تأمين كلّ من العرض والطلب وتعزيز استقرار السوق والدفاع من أجل أن تكون أسواق الغاز الطبيعي منفتحة وشفافة وخالية من العوائق ودون تمييز".
وشددت التوصيات على "الحاجة إلى اعتماد ممارسات قائمة على الابتكار وأبحاث موجهة علميًّا لتقوية الدور المهم للغاز الطبيعي في تحسين الولوج إلى الطاقة والحد من الفقر الطاقوي، بالإضافة إلى الدور الهام للغاز الطبيعي في سلسلة قيم الصناعة البيتروكيميائية والكيميائية بصفة عامة، إلى جانب مجموعة واسعة من أسواق الاستهلاك النهائي الأساسية لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بما فيها صناعة الأسمدة لضمان الأمن الغذائي العالمي والقضاء على المجاعة".
كما، عبّر المنتدى عن تعزيز التعاون بهدف الإبقاء على موثوقية أنظمة الغاز الطبيعي، وقدرتها على الصمود، وتوفير إمدادات فعالة وموثوقة من الغاز الطبيعي، وتوسيع استعمال الغاز الطبيعي لتنمية مستدامة، والتخفيف من وطأة تغير المناخ والتكيف معه، بالإضافة إلى الدعوة للاستثمار في الوقت المناسب من أجل استقرار السوق وتدفّق الموارد المالية من دون عراقيل والولوج إلى التكنولوجيا ونقل المعارف بطريقة غير تمييزية.
ورحّب المجتمعون بالتوقيع على اتفاق المقر لمعهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز والكائن بالجزائر العاصمة، كما عزموا على ترقية التكنولوجيات المبتكرة للغاز الطبيعي والصناعات ذات الصلة وذلك عبر معهد البحث في الغاز لإفادة الدول الأعضاء في منتدى الدول المصدرة للغاز.
وشددوا على مواصلة تطوير خبرات المنتدى وآلياته في المشاريع المشتركة بقصد تعزيز دور منتدى الدول المصدرة للغاز كمنصة رائدة للحوار والتعاون في شؤون الغاز الطبيعي، بالإضافة إلى الاستفادة من معهد البحث في الغاز التابع لمنتدى الدول المصدرة للغاز لتوسيع التعاون في جملة من الأمور من بينها تكنولوجيات الغاز الطبيعي، والأبحاث الموجهة علميًّا، وبناء القدرات الموجهة للابتكار.