ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

مشاركة حاشدة في الانتخابات الإيرانية.. وخطّة العدوّ للمقاطعة فشِلت
02/03/2024

مشاركة حاشدة في الانتخابات الإيرانية.. وخطّة العدوّ للمقاطعة فشِلت

تصدّرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 02 آذار/مارس 2024 أخبار الانتخابات النيابية ومجلس خبراء القيادة التي جرت يوم أمس، حيث سلّطت الضوء على نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات، والرسائل التي أرسلتها للجهات العالمية التي سعت على مدى أشهر للحد من المشاركة الشعبية، كما سلّطت الصحف الإيرانية الضوء على مجزرة النابلسي في غزّة.

قوّة الجمهورية في إيران

في هذا السياق كتبت صحيفة "جام جم": "في نهاية عام 2022، استثمر الغرب بكثافة في الحركات المناهضة للدين في إيران، لقد كانت تطوّرات العام الماضي هي النقطة التي ثبت فيها الصراع الأقصى بين أعداء خطاب الثورة الإسلامية في إيران والمقاومة ضدّ الجمهورية الإسلامية والشعب المؤمن في هذا البلد، وبعد فشل الأعداء في هذا الأمر حاولوا الانتقام باسم الجمهورية والديمقراطية في إيران ومنعوا الناس من الحضور إلى صناديق الاقتراع، إلا أن ملاحظات صحافيين من مختلف دول العالم تظهر حضورًا حماسيًا واسع النطاق في الانتخابات، لقد حقق الشعب الإيراني هزيمة أخرى أمام الأعداء، ليس فقط في العاصمة الإيرانية (طهران)، بل في أجزاء أخرى من البلاد... 

وحقيقة الأمر أن تصويت الشعب في الدول التي تعتبر نفسها صاحبة الديمقراطية هي مسألة تشريفية وشكلية تمامًا ولا يستخدمونها إلا لزعزعة السلام والاستقرار في البلدان الأخرى، وتدرك الدول الواعية في المنطقة والعالم هذا النهج الذي يتبعه أعداء الإنسانية، وهي (الدول المطلعة) تعرف جيدًا كيف تتعرف على العدوّ في اللحظات الحرجة والحاسمة، وكيف تكبح جماح لعبته وتحيدها، تمامًا كما حدث في إيران في أوقات مختلفة، خلال السنوات التي تلت انتصار الثورة الإسلامية، واجهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية مؤامرات مختلفة، بما في ذلك الحرب والعقوبات والتهديدات وما إلى ذلك، لكن العلاقة بين خطاب المقاومة والشعب الإيراني لم ينقطع أبدًا... 

إن تزامن إجراء انتخابات المجلس الإسلامي في إيران والحرب في غزّة يظهر بوضوح أن الشعب الإيراني قد فهم طبيعة العدوّ الصهيوني والداعمين الغربيين لهذا النظام وشعاراتهم الكاذبة حول الديمقراطية المشوهة والمزيّفة... إن ما تم تحديه خلال المشاركة الكبيرة للشعب في الانتخابات الأخيرة كان الاستثمار الضخم وطويل الأمد الذي قام به الغرب منذ العام الماضي لتغيير طبيعة إيران الإسلامية وخلق الفتنة في هذا البلد، أميركا ونظام الاحتلال الصهيوني وغيرهم من اللاعبين الذين أرادوا هزيمة الإيرانيين في الانتخابات، يرون أنفسهم مرة أخرى أمام نضج ووعي الشعب الذي فهم استراتيجيات وأساليب وسلوك الأعداء ووجههم الحقيقي وراء حجاب الخطاب المستمر والزائف، وهذا النصر ليس للأمة الإيرانية فحسب، بل لكل من يحب إيران والثورة الإسلامية وخطابها في المنطقة والعالم".

فشلت خطّة مقاطعة الانتخابات

بدورها كتبت صحيفة "همشهري": "فشلت أكبر حملة مقاطعة للانتخابات خلال الـ 45 عامًا الماضية، وفشل المشروع "غير المسبوق" لمقاطعة الانتخابات، الذي صمّمه أعداء خارجيون وأتباعهم في الداخل منذ العام الماضي، بمشاركة نحو 25 مليون شخص، ولم تتمكّن وسائل الإعلام المناهضة للثورة، التي حاولت جعل المشاركة أقل من 20%".

وتابعت: "وقد جرت مشاركة أكثر من 40% من الأهالي في أقسى ظروف الحصار الاقتصادي، ورغم تهديدات العدو، إلا أنها تمت بأمان وسلاسة تامة، انتهى الماراثون السياسي لانتخاب 290 نائبًا عن المجلس الإسلامي و88 ممثلًا عن مجلس خبراء القيادة بعد نحو أسبوع من جهود المرشحين لاستقطاب الناخبين... خلال الأيام التي سبقت 01 آذار/مارس، ارتفعت حماسة الانتخابات في جميع أنحاء البلاد، وأشارت الاستطلاعات إلى المنافسة الشديدة بين القوائم الانتخابية في طهران، وأظهر الشعب الإيراني يوم الجمعة مرة أخرى إرادته في الانتخابات، فخر ومجد إيران الإسلامية بحضور كبير في صناديق الاقتراع ظاهر بوضوح أمام العالم، حيث استقبلت 59 ألف لجنة (مركز) اقتراع في 31 محافظة، يوم الجمعة، الناخبين الذين جاؤوا ليظهروا أنهم ما زالوا يشاركون في جميع مجالات الثورة الإسلامية بتصميم ثابت، على الرغم من كلّ الأجواء والدعاية الواسعة للأعداء لعدم حضور الناس في الانتخابات".

وبحسب "همشهري": "كان حضور شخصيات سياسية شهيرة، من مختلف الأطياف والتيارات السياسية، إحدى النقاط الأخرى التي استقطبت اهتمام وسائل الإعلام خلال انتخابات 01 آذار/مارس، من قبيل حضور مجموعة من شخصيات التيار الإصلاحي التي كانت بأصواتها في حسينية جماران... ووفقًا للتقارير الميدانية الواردة من مراكز الاقتراع في جميع أنحاء البلاد، فإن تواجد الشباب الذين يحق لهم التصويت لأول مرة كان واضحًا جدًا في مراكز الاقتراع؛ وهي القضية التي لاحظتها أيضًا وسائل الإعلام المحلية والدولية، وبحسب الإحصاءات التي أعلنها المسؤولون، فإن حوالى 3.5 مليون ناخب لأول مرة يحق لهم التصويت في هذه الفترة الانتخابية أدلوا بأصواتهم، ولذلك، تم إنشاء فرع خاص في طهران للناخبين لأول مرة، وحضر رضا مراد صحرائي، وزير التربية والتعليم، هذا الفرع وتحدث مع الناخبين".

إبادات جماعية متتالية!

وفي سياق متابعة الجرائم الصهيونية في غزّة، كتبت صحيفة "قدس": "يبدو أن صورة الموت والتهجير والقتل للشعب الفلسطيني الأبرياء على يد الصهاينة منذ سنوات عديدة أصبحت مشهدًا عاديًا بالنسبة لنا، وسط عجز وصمت الدول والمنظمات الدولية ولامبالاة منا نحن البشر الحائرين الغارقين في الفضاء السيبراني، فإن آلة القتل الإسرائيلية في الفضاء الحقيقي تخلق كارثة جديدة كلّ يوم، الذي يجعل الإنسان عاجزًا عن الكلام".

وتابعت: "في حرب غزّة الأخيرة، بلغت جرائم الاحتلال ذروتها وجعلتها أكثر فضيحة؟، لكن يوم الخميس، في اليوم الـ 146 للحرب، حدث شيء مفاده أنّ اللامبالاة هي خيانة للإنسانية، إنّ قتل المواطنين الفلسطينيين الأبرياء، الذين كانت جريمتهم الوحيدة الوقوف في طوابير للحصول على بعض الطعام، هو المحرقة الحقيقية أمام أعين العالم المتحضر في القرن الحادي والعشرين، يوم الخميس عندما كشفت وسائل الإعلام عن أبعاد المأساة، حيث شهدت ساحة "النابلسي" بمدينة غزّة الحادثة، واستهدفت الدبابات مئات الأشخاص الذين اصطفوا لتلقي المساعدة حول المقطورات التي تحتوي على مساعدات إنسانية، الحدث الذي خلف أكثر من 150 شهيدًا ونحو ألف جريح". 

وختمت: "يحاول المحتلون الذين تعرضوا لضغوط الرأي العام العالمي في الحادثة الأخيرة، خداع الرأي العام وتبرير عملية القتل هذه من خلال خلق مشهد زائف... وكشف جيش الاحتلال عن تفاصيل الحادثة قائلًا: "اقترب مئات الفلسطينيين من جنودنا أثناء تلقيهم المساعدات شمال غزّة، وأطلقت قواتنا النار عليهم لإحساسهم بالخطر!، وبعد هذا السيناريو، انضم جو بايدن، رئيس الولايات المتحدة، أيضًا إلى القصّة لدعم المحتلين، وبغضّ النظر عما حدث فقد قال في اتّصال هاتفي مع الشيخ تميم آل ثاني أمير قطر إنه يشعر بالقلق من تداعيات هذا الحادث على احتمال انهيار مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة... لكن رغم تفلسف الرئيس الأميركي في إثبات براءة حليفه المحتل، كشف وزير "دفاعه" الخميس، دون قصد، ستارًا آخر من الجنون الصهيوني، حيث واعترف لويد أوستن خلال جلسة الاستماع في الكونجرس أنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، قُتل أكثر من 25 ألف امرأة وطفل في غزّة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وبالطبع، ذهب أوستن إلى القول إن أميركا أرسلت نحو 21 ألف ذخيرة دقيقة التوجيه إلى "إسرائيل" منذ بدء الحرب على غزّة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل