معركة أولي البأس

الخليج والعالم

صعود الصين يناقض رواية الهيمنة الاقتصادية الغربية
28/02/2024

صعود الصين يناقض رواية الهيمنة الاقتصادية الغربية

قال الكاتب الكندي شون نارين:"إنّ صعود الصين يمثل المرة الأولى، في التاريخ الحديث، حين تتفوق فيها دولة غير أوروبية لا تخضع للسيطرة الغربية اقتصاديًا على الغرب".

وفي مقالة، نُشرت على موقع "Asia Times"، أضاف الكاتب أن: "الولايات المتحدة لا تستطيع فرض إرادتها على المعسكر الجنوبي العالمي". كما أشار إلى ما كان قد قاله العالم السياسي فرانسيس فوكوياما عن أن نهاية الحرب الباردة تشكّل نهاية التاريخ، يعني أن النظام الرأسمالي الليبرالي الديمقراطي هو الشكل النهائي والأفضل للحكم، موضحًا أن الصين أثبتت عدم صحة ذلك من خلال التطور الاقتصادي والتكنولوجي السريع وغير المسبوق، وفي الوقت نفسه بسبب اعتمادها لنهجها الخاص، مردفًا أنّ: "الصين لاعب رئيسي في الاقتصاد العالمي، فهي رفضت أن تصبح دولة تابعة للغرب".

ورأى أنّ الغرب من جهته فشل، بشكل واضح وخاصة منذ الأزمة المالية العام 2008، إذ ذكر في هذا السياق ما تعانيه أوروبا اقتصاديًا من ركود وانحدار ديمغرافي واستقطاب سياسي.

كذلك تحدّث الكاتب عن حال نفور وتشاؤم عند جيل الشباب في الغرب، وعن عجز الغرب على تدمير الاقتصاد الروسي عبر العقوبات، فبرأيه ذلك دليل على تراجع قوة الغرب الاقتصادية، مردفًا: "الفشل الأخلاقي للغرب في غزة يتجلى بشكل واضح".

وبهذا السياق، لفت الكاتب إلى أنّ: "المثل الأهم والأبرز على الانحدار الغربي هو الولايات المتحدة". إذ قال إنه وبينما أداء الاقتصاد الأميركي هو جيد نسبيًا على الورق، إلا أن هناك مشكلات حقيقية عمليًا، مثل البطالة وعدم المساواة على الصعيد الاقتصادي". كذلك تحدث الكاتب عن غضب وخيبة أمل العديد من الأميركيين، موضحًا أن أميركا تعاني اختلالًا وظيفيًا وفسادًا ماليًا في السياسة، مشيرًا إلى أنه حتى أعلى سلطة قضائية في البلاد اتهمت بالفساد. كما لفت الكاتب إلى احتمال إعادة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب، واصفًا إياه ممثلًا لهذا الفساد.

وتابع الكاتب أنّ الصين شهدت تحولًا مذهلًا، خلال الأعوام العشرين الأخيرة، لافتًا إلى مدنها الحديثة وما يوجد فيها من بنية تحتية متينة وأماكن عامة نظيفة وغيرها، وذلك مقابل تفتت البنية التحتية و"الشوارع الخطيرة" في بعض المدن الأميركية.

كذلك أشار الكاتب إلى أنّ الناتج المحلي الإجمالي في الصين يفوق الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة بفارق 25 % وفقًا لمقياس القوة الشرائية، وهذا الفارق سيزداد بنسبة 40 % مع حلول العام 2028، بحسب صندوق النقد الدولي.

وخلص الكاتب إلى أنّ العداء الغربي حيال الصين يعكس إدراكًا بأنّ الغرب في النهاية قد لا يمثل قمة الإنجازات، وبأن الغربيين اختاروا الامتعاض الناجم عن الفوقية، بدلًا من التعلم من نجاحات الصين.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم