ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

رئيس السلطة القضائية الإيرانية من بغداد: أمن وازدهار إيران والعراق مرتبطان ببعضهما بعضًا
15/02/2024

رئيس السلطة القضائية الإيرانية من بغداد: أمن وازدهار إيران والعراق مرتبطان ببعضهما بعضًا

بغداد: عادل الجبوري

أجرى رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية حجة الإسلام والمسلمين غلام حسين محسني ايجئي سلسلة لقاءات واجتماعات مع كبار المسؤولين العراقيين خلال الزيارة التي يقوم بها للعراق حاليًّا بناء على دعوة رسمية تلقاها من رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي القاضي فائق زيدان.

وتخللت زيارة الشيخ ايجئي التي بدأت قبل يومين وتستمر عدة أيام، سلسلة اجتماعات مع رئيس الجمهورية عبد اللطيف رشيد، ورئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، ورئيس مجلس القضاء الأعلى فائق زيدان، ورئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي، فضلًا عن لقاءات مع عدد من الزعامات والشخصيات السياسية العراقية من مختلف التوجّهات والانتماءات. علمًا أن رئيس السلطة القضائية الإيرانية كان قد توجه فور وصوله العاصمة العراقية بغداد إلى موقع اغتيال القائدين الشهيدين أبي مهدي المهندس وقاسم سليماني، اللذين استشهدا على إثر قصف جوي أميركي غادر في الثالث من شهر كانون الثاني/يناير من العام 2020، لقراءة سورة الفاتحة على روحيهما.

وصرح الشيخ ايجئي قبل وصوله بغداد قائلًا "إن تعميق العلاقات والاتّصالات وتطويرها الشامل مع جميع الدول الصديقة، وخاصة الدول المجاورة، هو إحدى السياسات المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وتشمل هذه العلاقات والاتّصالات مجموعة متنوعة من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية والقضائية"، مشيرًا إلى أنه "خلال زيارة رئيس مجلس القضاء الأعلى العراقي إلى إيران في شهر أيار/مايو الماضي، تم ابرام مذكرات تفاهم بين الجانبين، وتم تشكيل لجان مشتركة بشأن مختلف المواضيع والقضايا ذات الصلة".

إلى جانب ذلك، فإن ملف اغتيال الشهيد سليماني في العراق، كان أحد أبرز الموضوعات التي ناقشها المسؤول الإيراني من المسؤولين العراقيين المعنيّين.

وخلال لقاءاته مع رؤساء السلطات العراقية الثلاث، أكد الشيخ ايجئي "تحقيق أعلى مستوى من التواصل بين إيران والعراق في الوقت الحالي، مقارنة بالسنوات الماضية"، وقال: "نحن نتطلع إلى عزة العراق وأمنه وازدهاره في كافة المجالات، ونؤمن بأن أمن وازدهار إيران والعراق مرتبطان ببعضهما بعضًا، وسنواصل الوقوف إلى جانب الشعب العراقي".

وفي ما يتعلق بأوضاع فلسطين والمنطقة، قال رئيس السلطة القضائية الإيرانية: "نشهد اليوم الجرائم البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب المظلوم والصامد في غزّة، وذلك بدعم من أميركا وبعض الدول الغربية، وهذا يقتضي ويحتم سن قوانين محدّدة ومختصة لتجريم السياسات الصهيونية وتوفير أساس قانوني لملاحقة ومحاكمة العناصر الإجرامية في المنطقة".

وقال الشيخ ايجئي أيضًا: "إن مواقف إيران والعراق من القضية الفلسطينية قوية وواضحة، لكن هذا ليس كافيًا، ومن الضروري حث الدول الإسلامية الأخرى على وضع قوانين حاسمة في مجال التصدي للعدوان على الأراضي والبلدان الإسلامية، واتّخاذ إجراءات حازمة من قبل جميع الدول الإسلامية لقطع العلاقات السياسية والاقتصادية بصورة كاملة مع الكيان الصهيوني".

في مقابل ذلك، أكد كبار المسؤولين والساسة العراقيين على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، وبما يسهم في توطيد الأواصر الاجتماعية والدينية لشعبيهما، وتعزيز فرص التعاون الثنائي، خاصة في المجالات القضائية والقانونية، فضلًا عن ضرورة التعاون وتنسيق المواقف بين طهران وبغداد لدعم الأمن والاستقرار في كلا البلدين وعموم دول المنطقة.

كما ثمّن المسؤولون العراقيون الدعم المبدئي والمستمر الذي تقدمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية، وكذلك للعراق حكومة وشعبًا، وأعربوا عن استعداد العراق لتطوير وتعزيز العلاقات مع الجارة إيران في كافة المجالات، معتبرين أن "أمن إيران من أمن العراق، وأن الحكومة العراقية لن تسمح بأي عمل ضدّ أمن إيران من داخل الأراضي العراقية".

وتأتي زيارة رئيس السلطة القضائية الإيرانية للعراق في إطار التبادل المستمر للزيارات بين البلدين الجارين على أعلى الصعد والمستويات وبما يسهم في تعزيز العلاقات والروابط السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية في ما بينهما، علمًا أن أكثر من ستة ملايين مواطن إيراني يأتون إلى العراق سنويًّا لزيارة العتبات الدينية المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية وسامراء وغيرها من المدن العراقية، فضلًا عن توجه أعداد كبيرة من العراقيين لإيران سنويًّا لأجل زيارة العتبات المقدسة في قم ومشهد وطهران، وللسياحة والعلاج والدراسة والعمل، في ذات الوقت فإن هناك عشرات الشركات الإيرانية التي تنشط في سوق الاستثمار العراقي بمختلف الاختصاصات، مستفيدة من تحسن الأوضاع الأمنية وانتعاش الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم