ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية
08/02/2024

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

أقامت الجالية الحجازية في إيران حفلًا خطابيًا بمناسبة يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية الذي يتزامن مع شهادة الإمام الكاظم (ع) تحت عنوان "صمودٌ ينبتُ حرية"، تخلّله عرض صور للمعتقلين في سجون آل سعود من علماء وناشطين ومُغيّبين بالإضافة لتقارير تتناول مظلوميتّهم.

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

 الشيخ صادق أخوان: عذابات المعتقلين في سجون آل سعود لن تذهب سُدى

الأستاذ بالحوزة العلمية الشيخ صادق أخوان تحدّث بداية فأكد أن "ما يحصل على معتقلي الرأي في سجون آل سعود من ظلم واضطهاد هو نفس الظلم الذي لحق بالإمام الكاظم (ع) في سجن هارون"، وقال إن "مواقف هؤلاء المعتقلين أكدت أن السجن أحبّ إليهم من العيش مع هؤلاء الخبثاء والأنذال".

وتابع الشيخ أخوان "نحيي ذكرى هؤلاء الأبطال عبر تعلّم الدروس التي قدموها بأصوات لم تسمعها آذان الرؤوس لكن تؤمن بها آذان القلوب"، وأضاف "جهود وعذابات المعتقلين وما يتحمّلونه في زنزانات الكفر والشرك في سجون آل سعود لن يذهب سُدى، وجميعًا سنشاهد آثاره.. نحن جميعًا مكلّفون ولا زلنا في جهاد أمام عدوٍ شرس أمام تحالف عالمي في جميع جبهات الكفر والشرك والنفاق والإلحاد والظلم فلا بد علينا أن نحفظ معنوياتنا، لا بد علينا ألّا يفرح أعدائنا، فإذا شعرنا ولو قيد أنملةٍ من الضعق أو الندم لانتصر بايدن ونتنياهو، ولانتصر محمد بن سلمان الذي هو أنجس وأقذر من بايدن ونتنياهو، فمن المستحيل أن نجلس ونتفاوض أو أن نرضى بآل سعود كما قال الإمام الخميني فأنهم ارتكبوا جرائم من خلال قلوب خسيئة وقلوب ممسوخة تجسد فيهم جميع أشكال العداوة للرسالة الإلاهية، للولاية الربانية وللحق".

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

وأضاف الشيخ أخوان "لا بدّ علينا أن نقوّي معنوياتنا وبشتا الوسائل والحمد لله ساحة الجهاد وساحة المبارز والمواجهة الإعلامية مفتوحة، اليوم الحمد لله المجالات سواءً في الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعي مفسوحة لنتمكّن أن نكون وسطاء ونشارك هؤلاء المظلومين المعذبين حتّى نكون شركاء في وجودهم فإن لهم عند الله أجرًا عظيمًا".

وأردف الشيخ أخوان "واجبنا بالنسبة لعوائل الأسرى الأبطال أن نزرع في نفوسهم الأمل وأن نقوّي قلوبهم حتّى يكونوا مثل سيدتنا زينب عليها السلام حين قالت ما رأيتُ إلّا جميلًا، حتّى لا بنتزع ذلك الطاغية ولا يفرح ولا يشعر بنوع من التفوق والانتصار، فهذه البطولية لا بد أن تكون في جميع أمهات هؤلاء الأبطال الأسرى والمعتقلين".

وختم الشيخ صادق أخوان "يجب أن نُري آل سعود وابن سلمان وكلّ  سفّاك من هذه الأسرة الخبيثة هذه الشجرة الملعونة أننا على طمأنينة ويقين من وعد الله ووعده غير مكذوب إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ووعد الله الذين أمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أنا يعبدونني ولا يشركون بي شيئًا ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمةً ونجعلهم والوارثين".

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

السيد عباس شبر: معاناة حقيقية يعيشها أبناء الجزيرة العربية

بدوره، أكد الناشط الحقوقي السيد عباس شبر أن شعب الجزيرة العربية يعاني من ظلم الحكام المتسلّطين على الأرض، وقال "هناك معاناة حقيقية يعيشها أبناء هذه الأرض وخصوصًا من الحكومة المتسلطة على الجزيرة العربية".

وتابع "كثير من هؤلاء الموجودين داخل سجون آل سعود لا تكون عليهم قضايا حقيقية ولربما تكون قضاياهم قضايا مفبركة ولكن لجور الحاكم الذي جمع هؤلاء في داخل السجن وللأسف لا يوجد لهم حقوق حقيقية لأن السلطة التي تحاول أن تطبق قانونًا لها خارج القانون الدولي تحاول أن تجعل هؤلاء رهن الاعتقال التعسفي من دون محاكمات عادلة من دون وجود دفاعٍ حقيقي يمكن أن يخرج هؤلاء من السجن هي مظلومية حقيقية يعيشها أبناء الجزيرة العربية".

وتحدث السيد شبر عن تجربته الشخصية في سجون آل سعود حيث تم اعتقاله، قائلًا "اعتقلتُ في المملكة لفترة وجيزة في مخابرات الدمام في سجن انفرادي حيث شاهدتُ المظلومية بشكل واقعي، ولكوني لا أحمل الجنسية السعودية كان من المفترض أن تكون المعاملة مختلفة ولكن عندما تنقلك السلطة من الجسر بين البحرين والسعودية تُعتقل من دون أن تعرف التهمة وتغيب لمدة 10 أيام من دون أن تعرف ما هي التهمة وتخرج من السجن من دون أن تعرف ما هي التهمة، وهذا على صعيد التجربة الشخصية فما بالك بالآخرين الذين يعيشون هذه التجربة وهم يحملون الجنسية التي أعطيت لهم من هذه السلطة الحاكمة المتشبثة".

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

وأضاف السيد شبر "لذلك نشاهد الاعتقال التعسفي والقتل خارج إطار القانون ونشاهد الإعدامات التي فيها إسراف في هذه الدماء ومن المستغرب الصمت الدولي الحاصل على هذه السلطات التي ترتكب المجازر بحق هذا الشعب"، واعتبر أن "سكوت المجتمعات الغربية بخصوص الإعدامات الجائرة يعود إلى مصالحهم في النفط والغاز مع السعودية".

وقال السيد شبر "الإحصائيات التي عرفتها بشكل سريع بين 2010 و2023 عدد الشهداء 178 شهيدًا وعدد النساء المعتقلات 52 أمرأة في دولة مسلمة تعتقل فيها المرأة بهذا المستوى بالإضافة للعلماء من الشيعة والسنة 25 عالم دين شيعيًا و60 عالم دين وداعية سنيًا وهي أعداد كبيرة جدًا، لماذا هذا العمل من هذه السلطة وماذا تريد أن تصنع؟".

وأضاف السيد شبر "عندما نشاهد التغيرات الأخيرة التي حصلت في هذه المملكة التي أسرفت في الدماء نشاهد أنها تتّجه نحو الفساد الأخلاقي وما يعبرون عنه بأنه انفتاح ويعتبرونه تقدّمًا وأن اتّجاههم هو في فتح هذه الملاهي والدعاية السياحية اللاأخلاقية في كثير من المناطق القريبة ومن العتبات الطاهرة كمكة والمدينة التي لها رمزية خاصة في نفوس المؤمنين والمسلمين، نشاهد بأن هذا الاتّجاه لا ينعكس على قضية التمدن الذي تدعيه هذه السلطات اتّجاه مواطنيها، فالتمدن الحقيقي عندما تعطى الحقوق الأساسية ومنها حق السجين في محاكمة عادلة عبر توفير قضاء عادل وبيئة صحية حقيقة داخل السجن فهذه الحقوق البسيطة التي يحتاجها أي سجين ولكن لا نراها موجود في المملكة، وهذا يدلل على وجود خلل حقيقي".

وشدّد السيد شبر على أنه من خلال التجربة الحقوقية والتواصل مع المنظمات الحقوقية العالمية ومجلس حقوق الإنسان هناك نتيجة حقيقية تفيد بأن هذه الأدوات المستخدمة لا يمكن أن تضغط على هذه الدول لتغيير الواقع بشكل جاد لأن كلّ ما يمكن أن تصل إليه هذه المنظمات الحقوقية هو الضغط على السلطات ولكن هذه القرارات التي تصدر عن مجلس حقوق الإنسان هي قرارات غير ملزمة لدول الأعضاء.

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

الدكتور حمزة الحسن: استمرار العنف مكلف

عضو لقاء المعارضة في الجزيرة العربية الدكتور حمزة الحسن أكد في كلمة مسجّلة عرضت في الحفل أن "هذا القمع الموجود في المهلكة السعودية غير مسبوق تاريخيًا والذي يقرأ تاريخ المهلكة لا يجد قمعًا وصلت إليه البلاد بالقدر الذي نراه اليوم".

وأضاف الحسن "هذا القمع تخطّى المناطق، ففي الزمن القديم كان الظلم والقمع مسلّطًا على الشيعة وحدهم ولكن اليوم القمع عابر للمناطق وعابر للمذاهب وبالإضافة لكل الطبقات الاجتماعية من كتاب وصحفيين ومشايخ وحقوقيين وسياسيين حيث أصبح القمع يلف المهلكة السعودية من أقصاها إلى أقصاها، وعندما نقول أنه قمع غير مسبوق بمعنى أنه مرت على هذه البلاد دورات قمع ولكن لم تكن بهذه الشراسة والدموية"، وتابع "مورست في هذه الفترة أشياء لم تكن تمارس سابقًا، حيث كانت سابقًا المرأة خط أحمر لكن الآن لم تعد المرأة خط أحمر حيث تعتقل وتعدم ويعتدى عليها، بالإضافة إلى تدمير المنازل فلم يكن هذا سابقًا موجود ولكن الآن أصبح عادي بالنسبة إليهم، بالإضافة لأعداد المعتقلين وصلت إلى أرقام مخيفة لم تصل إليها في تاريخ هذه البلاد لا في الخمسينات ولا في الستينات التي كان فيها حراك سياسي في كلّ المناطق، والإعدامات الشرسة التي لم تتوقف بكلّ المناطق، وصحيح نحن كشيعة حصتنا كالعادة حصة الأسد وهذا فخرٌ لنا لأنه الذي يقف في المقدمة تكون الضربة مسلطة عليه دائمًا".

الجالية الحجازية في إيران تحيي يوم معتقلي الرأي في الجزيرة العربية

ورأى الحسن أن "العنف لا يمارسه بجنون إلّا نظام خائف وجبان لأنه يستشعر بنهايته فيرى في سفك الدماء وسيلة لحماية ذاته لكن لو لم يكن يشعر بالخوف وعدم الإطمئنان ولو كان مستقرًا لما كان يشعر بالحاجة إلى العنف، ووصلت به حالت الخوف إلى المعاقبة على التغريدة بحكم 40 سنة سجن".

وقال "صحيح أن محمد بن سلمان قد سيطر على الحكم لكنّه في نفس الوقت لم يتوقف عن الدم والعنف ومطاردة المعارضين في الخارج أو عوائل المعتقلين ما يدل على أن النظام يشعر بالخوف ولو لم يكن خائفًا لما كان يشعر بالحاجة إلى مما رسة العنف، حتّى وإن كنا نراه مستقرًا فهو لا يعتقد بأنه مستقر وآمن ويشعر بأن أقل حركة ستؤدي إلى زواله".

وأكد الحسن أن "عدم شعوره (أي ولي العهد) بالأمان والاستقرار هو سبب ممارسته لعنف غير مسبوق بالفترة السلمانية وأنه يواجه خطرًا وجوديًا على كيان آل سعود مثل ما يشعر به الصهاينة".

وأضاف أن "رسالة آل سعود من ممارسة العنف هي قوله بأنه قوي ولا يريد أي معارضة لأفعاله وأن أي شيء أقوم به من قرارات أو سياسات فلا يجب أن تعارضوا بل عليكم أن توافقوا ولا يجب أن تصمتوا حتّى بل عليكم تأيد أي فعل أقوم به، فهو يظن بأن العنف سيؤدي إلى الردع والاستقرار بينما التجربة التاريخية على مر العصور تؤكد أن العنف لا يؤدي إلى استقرار".

وأشار الحسن إلى أن زيادة العنف أدى إلى زيادة المعارضين في العهد السلماني، وقال إن "العنف مكلف لأي دولة لأنه يؤدي إلى هجرة العقول وهجرة الأموال والاضطراب فاستمرار العنف مكلف".

ونبّه الحسن إلى أنه من الواجب علينا الاهتمام بعوائل المعتقلين والشهداء فيجب حفظ المعتقل والشهيد في أهله وفي زوجته وأبنائه.

وختم أن من يظنّ أن "عدم التحدث عن المعتقلين يؤدي لحماية المعتقلين فهو واهم، لأن السكوت عن مظلومية المعتقلين تؤدي إلى زيادة العنف بحقهم".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم