الخليج والعالم
إدانات واسعة للعدوان الأميركي على سوريا والعراق.. وروسيا تدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن
دمشق - علي حسن
أثار العدوان الأميركي الصارخ على سوريا والعراق موجة كبيرة من الانتقادات التي تخطّت الطابع الشعبي والإقليمي وصولًا إلى الدولي، بعد أن ضاق العالم ذرعًا بالسياسة الأميركية التي لا تعير انتباهًا للقانون الدولي وسيادة كلّ بلد على أرضه.
رفض عالمي لذرائع العدوان
منذ إعلان الإدارة الأميركية تنفيذها عدوانًا واسعًا على سوريا والعراق ارتفعت الأصوات المندّدة بالاعتداء والرافضة للذرائع والحجج الأميركية لتسويغه وتبريره. وحول هذا الموضوع قال المحلّل السياسي يوسف الحرك لموقع "العهد" الإخباري:"إنه وبالرغم من الحملة الإعلامية الكبيرة الأميركية التي سبقت العدوان وحاولت التمهيد له إلا أن الموقف الأميركي بدا ضعيفًا أمام الرأي العام العالمي، وكان يصعب الدفاع عنه. وفي الوقت الذي أدانت فيه الدول التي تعرضت للعدوان (سوريا والعراق) الاعتداء الأميركي وكذلك الدول المساندة لهما - على رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولبنان بالإضافة إلى دول من أميركا اللاتينيه مثل كوبا وفنزويلا- كان ملفتًا موقف سلطنة عمان التي لم تكتفِ بإدانة العدوان فحسب، بل أجرى وزير خارجيتها اتّصالًا بنظيره السوري فيصل المقداد وأبلغه تضامن السلطنة مع سوريا، وهو موقف ملفت وجريء من جانب دولة خليجية بالرغم من التأثير الكبير للولايات المتحدة على الدول الخليجية وامتناع هذه الدول عن القيام بأي خطوة لا ترضي واشنطن أو تغضبها".
وأضاف المحلّل السياسي؛ أنه وفي الوقت الذي لقيت فيه العملية إدانة واسعة من العديد من الدول والهيئات والمنظمات الدولية، وصولًا إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش الذي أبدى قلقه الشديد من التصعيد الأميركي، التزمت معظم الدول المتحالفة مع الولايات المتحدة الصمت وامتنعت عن تأييد العدوان نظرًا للانتهاك الخطير الذي ارتكبته واشنطن بعدوانها على بلدين مستقلين ذات سيادة خاصة، وأن وجودها في سوريا هو بمثابة احتلال. وهذا بالتالي يُسقط فرضية الدفاع عن النفس؛ بينما تطالب الحكومة العراقية ومعها البرلمان بجدولة الانسحاب الأميركي وضرورة مغادرته بأسرع وقت ممكن، وهذا ما يجعل واشنطن في موقف محرج، ويسحب منها حجتها من أنها تدافع عن قواتها وتنتقم لجنودها المصروعين في البرج 22. وتوقّع "الحرك" أن تؤدي المواقف الرافضة للعدوان دورًا ضاغطًا على واشنطن، خاصة في ظلّ التعثر الميداني وانعدام الجدوى لاستمرار تلك الهجمات.
موسكو تدخل على الخط وتدعو لجلسة عاجلة لمجلس الأمن لمناقشة العدوان
من ناحيته، رأى الكاتب والمحلّل السياسي محمد خالد قداح أنّ هناك عاملًا مهمًا يسهم في زيادة الضغط على واشنطن، وهو الموقف الروسي ومن ورائه الصين، مشيرًا إلى أن الوضع الدولي قد تغير وأخذ منحىً تصاعديًا، خاصة بين روسيا والولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية. فقبل الحرب كان هناك نوع من التوازن والتفاهمات حول مجموعة من الخطوط الحمر تنظّم العلاقة بين البلدين، ويحرص كلّ طرف على عدم تجاوزها، ولكن بعد اندلاع الحرب والدعم العسكري الكاسر للتوازن الذي سعت واشنطن وحلفاؤها الأوروبيون لتقديمه إلى أوكرانيا وجدت موسكو نفسها في حل من هذه التفاهمات، وباتت تبحث عن أي موقف يمكن أن يُضايق الولايات المتحدة لتتبناه وتؤيده. وما شجّع موسكو أكثر على هذه الخطوات هو تشتت الجهد الرئيسي للولايات المتحدة في دعم كيان الاحتلال والاستمرار في تقديم العون العسكري لأوكرانيا وكذلك خوض حروبها في المنطقه، وبالتالي وجدت روسيا نفسها في موقف يسمح لها بالضغط على واشنطن، وما دعوتُها مجلس الأمن للانعقاد بشكل عاجل لمناقشة العدوان الأميركي سوى أحد الوسائل الدبلوماسية لهذا الضغط.
وختم قداح كلامه بالتأكيد أنّ: "العالم يمر في منعطف تاريخي؛ يشهد من خلاله أفول القطب الواحد وانفضاض حلفائه عنه، ولو بشكل تدريجي، وأن محور المقاومة كان له فضل كبير في بداية إرساء عالم جديد متعدّد الأقطاب بعيدًا عن هيمنة الولايات المتحدة".