ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

"عشرة الفجر" تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية
03/02/2024

"عشرة الفجر" تتصدّر اهتمامات الصحف الإيرانية

تصدّر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 03 شباط/فبراير، 2024 المقالات التحليلية المرتبطة بالثورة الإسلاميّّة وذلك مع بداية "عشرة الفجر" ذكرى انتصار الثورة الإسلاميّّة في إيران، مضافًا إلى الاهتمام برصد الأوضاع الميدانية والتفاوضية في الحرب الراهنة على جبهة فلسطين المحتلّّة وسائر جبهات محور المقاومة.  

الاقتدار مع الثورة

وفي هذا السياق كتب "محمد حسين رجبي دوّاني" الباحث والكاتب في تاريخ إيران المعاصر، في صحيفة "همشهري": "هناك العديد من إنجازات تمّ تحقيقها بفضل الثورة الإسلاميّّة، لكن أهمها وأبرزها هو حصول البلاد على الاستقلال السياسي، قبل انتصار الثورة الإسلاميّّة، كان تأثير القوى الأجنبية في بلادنا كبيرًا لدرجة أن القرارات الكبرى في البلاد كانت تحدد بمشاورتها وإرادتها، وكانت هذه القوى هي بريطانيا وروسيا في وقت ما، وأميركا وبريطانيا و"إسرائيل" في وقت آخر، واستمرت هذه القضية بشكل أو بآخر في سياسة البلاد خلال فترة القاجار والبهلوية واستمرت حتّى انتصار الثورة، قضية أخرى هي فقدان وحدة أراضي البلاد بسبب إهمال وخيانة السياسيين خلال فترة القاجار والبهلوية، لسوء الحظ، خلال فترة القاجار، فقدنا القوقاز وأفغانستان، وخلال الفترتين البهلوية الأولى والثانية، فقدنا أجزاء من أذربيجان وبلوشستان، لكن في زمن الجمهورية الإسلاميّّة، وعلى الرغم من كلّ الهجمات السياسية والعسكرية التي حدثت في بداية الثورة والحرب المفروضة ودعم وتأييد الكتل الشرقية والغربية لصدام، فإننا لم نخسر ولو جزءا واحدا من وتم الحفاظ على أرضنا وسلامة أراضي البلاد بالكامل".  

وأضاف: "إن العودة إلى هويتنا الأصلية هي سمة أخرى من سمات انتصار الثورة الإسلاميّّة، وفي فترة الـ 150 عامًا التي اتصلت فيها إيران بالغرب الاستعماري، فقدت هويتها الوطنية إلى حد كبير؛ وبالطبع فإن التيارات المختلفة مثل الماركسية والقوميّّة، التي ظهرت ثقافيًا وسياسيًا في أوقات مختلفة من أجل إعادة الهوية إلى البلاد، لم تكن متجذرة في ثقافتنا الماضية، لم تستطع إعادة الهوية المشوهة للأمة، في المقابل إن الثورة الإسلاميّّة هي التي استطاعت إعادة الهوية المفقودة للأمة، ومن السمات الأخرى أنه في القرنين السابقين لانتصار الثورة، وبسبب الهزائم السياسية والعسكرية التي منيت بها إيران، فضلًا عن رجال الدولة غير الأكفاء (باستثناء أمير كبير والدكتور مصدق)، زادت ثقة إيران في الاعتماد على القوى الأجنبية في تحديد مصيرها، لكن هذا الأمر تغير مع الثورة الإسلاميّّة، وبدعم القيادة الواعية، اكتسب الشعب هويته الماضية، ووثق بقوته، واستطاع إحباط أكبر المؤامرات السياسية والعسكرية والأمنية التي خطط لها منذ الماضي وحتّى الآن، ونتيجة هذه الثقة والاعتماد على الذات تمّ تحقق العديد من الإنجازات في مختلف المجالات، وأهمها الإنجازات العسكرية والتسليحية. . .   واتضح لرجال الدولة أنه لا ينبغي بأي حال من الأحوال الاعتماد على الخارج، ولذلك فإن قيادة النظام، سواء في عهد الإمام الخميني (رض) أو في عهد الإمام الخامنئي، أسست سياستها الخارجية على الاستقلال عن الشرق والغرب، وطبقت هذه السياسة على كافة النواحي، والحقيقة أن التجربة المريرة التي مررنا بها من فترة الحرب المفروضة جعلتنا قادرين على اقتناء الأسلحة المناسبة للدفاع عن استقلال البلاد وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع بما يتوافق مع خصائص البلد، ولحسن الحظ، وصلنا إلى مستوى من الاقتدار بحيث يعترف به حتّى أعداؤنا".  

اليد العليا لحماس في المفاوضات

بدورها كتبت صحيفة "جام جم": "مارست السلطات الأميركية، في الأيام الأخيرة، ضغوطًا على المقاومة الفلسطينية بشكل رسمي وغير رسمي بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار لمدة 35 يومًا، وفي محادثات وقف إطلاق النار السابقة، حاول البيت الأبيض نزع سلاح حماس بالكامل من خلال الاستشهاد بالحلول السياسية، لكنّه واجه يقظة حركة المقاومة الفلسطينية، كما أن السلطات الأميركية والبريطانية، استنادًا إلى التصريح المتكرّر بتشكيل الدولة الفلسطينية وطرح حلّ الدولتين، تحاول ضبط التطورات الحالية في غزّة بشكل تضطر حماس إلى القبول به، ولكن في النهاية لم تتمكّن واشنطن من تأمين مصالحها ومصالح تل أبيب".  

وأضافت: "أثار الإعلان عن شروط المقاومة الفلسطينية للإفراج عن الأسرى الصهاينة تحليلات جديدة في البيئة الإعلامية والأمنية لأميركا والكيان الصهيوني، وبعد ضغوط الرأي العام والأحزاب المعارضة للحكومة، انضم ""الجيش الإسرائيلي"" الآن إلى مجموعة الذين يعتقدون أنه لا يمكن تحرير الأسرى الإسرائيليين من غزّة بالحرب، لقد أصبح نتنياهو أكثر وحدة من ذي قبل، وربما لا يكون أمامه خيار سوى قبول شروط حماس. . .   وبحسب التقارير، فإن شروط حماس تشمل وقفًا كاملًا للأعمال العدائية، وانسحاب الجيش من قطاع غزّة مع ضمان عدم العودة إلى الحرب، وأخيرًا ضمان عدم استهداف قادة حماس، وثمن ذلك هو إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين، وطبعًا حماس صرحت من قبل وفي مرات عديدة أن إطلاق سراح الأسرى هو مقابل إطلاق سراح كافة الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وهذا أيضًا شرط آخر، ولا ينبغي أن ننسى أن أميركا ونظام الاحتلال الصهيوني عارضوا بشكل أساسيّّ أي وقف لإطلاق النار في غزّة في الأسابيع الأولى من الحرب، ولكن في الوقت الحاضر، أدى يأس الصهاينة المطلق في تحقيق أهدافهم الثلاثية (احتلال غزّة، وتدمير حماس، وإطلاق سراح السجناء) إلى إصرارهم على وقف إطلاق النار، لذا تجدر الإشارة إلى أننا نشهد اليأس الميداني لواشنطن و"تل أبيب"، ولذلك فإن القضية الأهم التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار في تحليل الأوضاع الأخيرة لحماس هي اليد العليا للمقاومة الفلسطينية في ساحة المعركة في غزّة حيث تمكّنت حماس من منع تحقيق الأهداف المعلنة لنتنياهو وأعضاء حكومة الحرب في غزّة من خلال مقاومتها المشتركة مع سائر الفصائل المقاومة، وقد أدت هذه القضية إلى خلافات في حكومة الحرب التابعة للكيان الصهيوني، بل واحتمال انهيارها".  

نمر من ورق

كذلك كتبت صحيفة "كيهان": "لا يوجد ضوء في نهاية النفق" هكذا وصف منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الوضع اليائس في أوكرانيا بعد ما يقرب من عامين من الحرب. . .   كانت أميركا وحلفاؤها سيئي الحظ إلى درجة أنهم عندما كانوا يحاولون التعامل مع الهزيمة في أوكرانيا بطريقة فيها نوع من "الانسحاب الكريم" والتركيز على قضية أكبر في شرق آسيا، وهي الصين؛ فوجئوا بعملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر، حيث توجّب عليهم إرسال مليارات الدولارات من الدعم العسكري والمالي واسع النطاق للجيش الصهيوني، حيث وافق البرلمانيون الأميركيون على مساعدات بقيمة 14.  3 مليار دولار للكيان الصهيوني، ولم يكن هذا سوى جزء من المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لآلة الحرب الإسرائيلية، ولكن ما هي النتيجة؟ لقد مر ما يقرب من 120 يومًا منذ هذه الحرب، ولا تزال حماس منظمة وتقاتل بقوة".  

وختمت: "إن إخفاقات أميركا الخارجية وصراعاتها الداخلية ليست مخفية، وحدها "وسائل الإعلام" هي التي تستطيع أن تصنع عملاقًا مخيفًا من هذه الدولة المهزومة، بعد الهجوم الناجح للمقاومة الإسلاميّّة في العراق على القاعدة الأميركية في الأردن؛ مرة أخرى تمّ الكشف عن ضعف ودونية الجيش الأميركي، ولكن مرة أخرى، أصبح الإعلام الغربي المحلي رافعة وزارة الحرب الأميركية، ولحظة بلحظة، من خلال نشر أخبار مشوهة ومزيّفة، تحدثوا عن قرار أميركا بمهاجمة إيران؛ وهو الخيار الذي اعتبره المسؤولون الأميركيون الحدث الأكثر احتمالًا، ومن خلال هذا الترهيب، سلبوا السلام من الجو الاقتصادي في إيران وأزعجوا سوق البلاد، أميركا تهاجم إيران، لكن ليس بجنودها وفرسانها، بل بجنود القلم في الإعلام الغربي".  
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل