ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الولايات المتحدة تعيش ارتباكًا استراتيجيًا
01/02/2024

الصحف الإيرانية: الولايات المتحدة تعيش ارتباكًا استراتيجيًا

ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الخميس 01 شباط 2024، على الأزمة الأميركية بشكل أساسي، إذ تناولت المقالات التحليلية أبعاد الضعف في القرار الأميركي والسبب الذي يمنع البيت الأبيض عن القيام برد فعل قاسية في الشرق الأوسط، إلى جانب اهتمامها بـــــ"الأزمات الخارجة عن السيطرة"، وهو النوع الجديد الذي تواجهه الإدارة الأميركية.


نقصان العقل الأميركي وبايدن ليس رجل حرب

صحيفة "وطن أمروز" كتبت: "هذه الأيام؛ الإعلام الأمريكي ومسؤولو البنتاغون يتحدثون بحرية عن الأزمة والحرب في العالم ويتهمون الجهات الأخرى في مجال العلاقات الدولية بخلق الأزمة! وتقول واشنطن إنها قلقة بشأن مستقبل العالم وتصاعد الصراعات وتشكك في إمكان السيطرة على الأزمات الجديدة،  في حين أن المسألة واضحة: صانع ومنشئ أزمات الماضي والحاضر في مجال العلاقات الدولية (أمريكا) أعلن قلقه من المستقبل...أولًا، أصبح خلق أزمات عميقة وواسعة النطاق في نقاط ومراكز جيواستراتيجية حساسة في العالم عنصرًا استراتيجيًا وثابتًا في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن ناحية أخرى...كلما تحرك العالم نحو السلام والاستقرار تبدأ بدعم الإرهاب بالوكالة أو خلق توترات جديدة، فخلال الأشهر الأربعة الماضية من حرب غزة، منعت سلطات واشنطن إنهاء الأزمة مرتين باستخدامها حق النقض (الفيتو) ضد قرار وقف إطلاق النار والوقوف في وجه المجتمع الدولي. وأكد بايدن والديمقراطيون مرارًا أنهم لا يرون نهاية للحرب في غزة، على الأقل في الوقت الحالي، لأن تل أبيب لم تحقق أهدافها الثلاثة، وهي "تدمير حماس"، "احتلال قطاع غزة" و"تحرير الأسرى الصهاينة". وفي مثل هذه الحال، يعرب المسؤولون في البنتاغون والبيت الأبيض والخارجية الأميركية عن قلقهم من تصاعد الأزمة في منطقة غرب آسيا في مواقفهم العلنية!".

وأضافت: "أمّا النقطة الثانية والأهمّ؛ فهي موجهة إلى الدراسة المستقبلية الحقيقية لتطورات العالم على أساس أزمة أمريكا وحلفائها - بما في ذلك نظام الاحتلال الصهيوني وبعض شركاء واشنطن الأوروبيين- إذ إننا نشهد هنا ظهور مخاوف حقيقية في الحكم الغربي. ويعود هذا القلق إلى أن واقع المنطقة والنظام الدولي لا يتوافق مع أهداف الولايات المتحدة وفرضياتها الاستراتيجية، فقد أدرك البنتاغون والقيادة المركزية بوضوح أن التطورات في غزة والصراعات الأخيرة في البحر الأحمر والاحتجاجات المرتبطة باستمرار وجود الاحتلال الأمريكي في العراق وسوريا، وما إلى ذلك، لا يمكن السيطرة عليها. بمعنى آخر، بدلًا من "الأزمات التي يمكن السيطرة عليها"، واجهت أمريكا "أزمات لا يمكن السيطرة عليها"، والتي، كما قال هنري كيسنجر قبل وفاته، يمكن أن تستهدف أساس هيكل السلطة في الغرب".

وختمت الصحيفة إن: "السجالات التي أثيرت في المنافسات الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 وروايات ترامب وبايدن بشأن ما يحدث، في المجال الإقليمي والدولي لبلادهما، تظهر الافتقار إلى الحد الأدنى من العقلانية في مجال السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية...وفي عقيدة السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، لا يوجد مكان للتسامح مع العدو، سواء كان عقلانيا أم غير عقلاني، إن نتيجة اللعبة الأمريكية بالنار التي أشعلوها في المنطقة والنظام الدولي لن تكون سوى عودة هذه النار إلى الجانب الآخر من الأطلسي".

أميركا تعيش ارتباكًا استراتيجيًا
 
بدورها، كتبت صحيفة " جام جم": "ذكر المسؤولون الأمريكيون مرارا وتكرارا أن الوضع الحالي في المنطقة لم يكن هو نفسه في العقود الماضية...ومن المؤكد أنّ الهم الرئيسي لأمريكا هو أن تكون قادرة على السيطرة على التوترات الحالية في المنطقة والعالم، أي إن أمريكا لا تعارض أساسًا "الحرب والأزمات"، لكنها تخشى بشدة من "الأزمات الخارجة عن السيطرة" التي تستهدف مصالح أمريكا على المدى القصير والطويل، وينبغي القول إن هذا الذعر هو نتاج الفشل الذريع للغرب في المنطقة: حيث يواجه نظام الاحتلال والبيت الأبيض مجموعة من إخفاقاتهم في قطاع غزة، ولبنان، واليمن، وسوريا، والعراق، إلخ. في الوقت الحالي، هناك حالات توتر مختلفة في المنطقة وتتحرك مناطق مختلفة بالتناوب، لكن هذه التوترات لم تؤدِ إلى حرب واسعة النطاق، وتعلم أميركا أنها في حال نشوب حرب ستتكبد خسائر فادحة لن تُفسّر بالتأكيد للرأي العام الأميركي، إضافة إلى ذلك، أصبح بايدن الشريك الأساسي في هزيمة الصهاينة في حرب غزة، وقد أثبت للجميع أنه الأقل قدرة على فهم وإدارة التطورات في غرب آسيا، وفي مثل هذا الوضع، يعدّ إدخال الأميركيين إلى توتر جديد مرادفًا للانتحار الاستراتيجي لواشنطن، أمريكا وحلفاؤها الإقليميون لا يملكون بالأساس القدرة على تصعيد الأزمات الحالية في المنطقة."

وتابعت: "لا يسعى حلفاء أميركا إلى توسيع نطاق الحرب، وقد مارسوا ضغوطًا متكررة عليها حتى لا توسع نطاق التوتر أكثر، لأن وقوع أي حرب من أي نوع خارج منطقة غزة وفي المنطقة يعني دفع تكاليف هزيمة أمريكا على يد شركائها الغربيين وحلفائها الإقليميين، خلال الحربين في أوكرانيا وغزة...وأخيرًا؛ فإنّ أميركا تظهر نفسها أنها مستعدة للحرب، أما في جانب آخر فهي تنقل رسائل حول عدم تطور الحرب، وهذا التناقض، هو نتاج ارتباك استراتيجي وافتقار أميركا إلى الحد الأدنى من القدرة على تحليل ووصف التطورات الإقليمية والعالمية، حيث في كل يوم هناك صدمة وحادثة جديدة تبطل ثوابت ومسلمات سلطات واشنطن السياسية والأمنية في المنطقة"

بيان حزب الله العراق وإفشال الخطة الأميركية

أمّا صحيفة " إيران"، فقد كتبت :"أحبطت كتائب حزب الله العراق، باستراتيجيتها في الوقت المناسب الداعمة لحكومة محمد السوداني، المؤامرة الأمريكية لإشعال حرب واسعة النطاق في المنطقة ببيان في الوقت المناسب، بعد ساعات من أنباء مصادر إخبارية عن التوتر الذي خلّقته طائرات واشنطن المقاتلة فوق المنطقة...حيث أصدرت الكتائب بيانا أعلنت فيه أن "جميع العمليات العسكرية لهذه المجموعة ضد الاحتلال الأمريكي قد توقفت حتى إشعار آخر"، ولم تسمح للأميركي بإطلاق النار".

وأردفت: "أكدت واشنطن أن رغبة أمريكا في خلق التوتر في المنطقة قد اشتدت فيما كشفت بعض المواقع الإخبارية الغربية أنه على الرغم من وعود جو بايدن المتكررة بمنع نشر قوات في المنطقة، واشنطن أمرت قواتها في العراق بدعم الحرب الصهيونية في المنطقة...لكن بعد بيان الكتائب العراقية، كان لوزارة الدفاع الأميركية رد فعل غريب على بيان الكتائب حول تعليق العمليات ضد جيش واشنطن في المنطقة، وقال المتحدث باسم البنتاغون: "لقد اطلعنا على هذه التقارير والتصريحات، وليس لدينا إجابة واضحة في هذا الوقت، ونحن معنيون بالسلوك وليس بالكلمات".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم