معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي يتابع بنفسه تقدّم إيران وتطورها المعرفي والعسكري
30/01/2024

الصحف الإيرانية: الإمام الخامنئي يتابع بنفسه تقدّم إيران وتطورها المعرفي والعسكري

خبر زيارة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي إلى معرض الإنتاج الداخلي، والتي استمرت 4 ساعات، تصدّر الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الثلاثاء (30 كانون الثاني 2024)، فيما ركّزت من جانب آخر في مقالاتها الرئيسة على التطورات الميدانية في منطقة الشرق الأوسط مع زيادة التعقيدات المستمرة فيها.

قائد الثورة والاهتمام بالقدرات الداخلية

في هذا السياق، كتب النائب في المجلس الإسلامي الإيراني محمد إسماعيل كوثري، في صحيفة "همشهري" :"اهتمام قائد الثورة بتقدم الإنتاج المحلي والمبني على المعرفة والإنجازات في مجال التكنولوجيا كان أمرًا قديمًا وما يزال مستمرًا، وأكد دائمًا أن أعداء إيران اللدودين، هم أنفسهم الذين وجهت لهم الثورة ضربة في أوائل انتصارها لن يتركوها وشأنها، لذلك من الضروري أن نحقّق الاكتفاء الذاتي والردع كي نتجاوز ذلك. ولهذا السبب كان القائد يتابع بنفسه التقدم والتطور في مجالات المعرفة والأسلحة العسكرية وغيرها، ويُبدي حساسية في تفاصيل القضايا ودقائقها، على سبيل المثال، في النقاش حول الصواريخ، تابع عن كثب النتائج والتقدم، بل وقام بتوجيه المسؤولين في قضايا مثل مدى الصواريخ وقوتها في ظل قوة الردع، ونتيجة حساسية القيادة هذه يمكن أن نرى اليوم أن إيران وصلت إلى قوة يمكنها تحييد الإجراءات المضادة للثورة على الجانب الآخر من الحدود بمساعدة هذه القوة وتكنولوجيا الصواريخ، إضافة إلى ذلك، فإنّ إطلاق 3 أقمار صناعية الذي جرى مؤخرًا يُظهر أهمية التقدم في مجال التكنولوجيا وغيرها من المجالات العسكرية والمدنية، والتي كانت القيادة تراعيها وتتابعها بشكل جدي".

وأضاف: "من ناحية أخرى، نحن في عالم أصبحت فيه المؤسسات الدولية والعديد من حكومات العالم أسرى ولعبة للغطرسة العالمية والصهيونية الدولية، حيث تدين محكمة لاهاي الدولية "إسرائيل" من ناحية، ومن ناحية أخرى لا يعيرها الصهاينة أي اهتمام ويواصلون جرائمهم وتدميرهم، وفي مثل هذا العالم، فإنّ الحل هو التقدم وبناء الاقتدار الداخلي في مختلف المجالات، وخاصة في قطاعي المعرفة والتكنولوجيا، حتى نتمكّن من الحفاظ على مكانتنا في هذا العالم... ونقطة أخرى هي أننا قد نبدو اليوم متخلّفين عن بعض الدول المتقدمة من حيث التكنولوجيا، ولكن تجدر الإشارة إلى أن سرعتنا تعتمد على القدرات التي لدينا والإنجازات التي حققناها تثبت حقيقة أننا يمكن أن نكون أسرع من سائر البلدان في الوصول إلى أفضل النتائج. وأخيرًا، وعلى الرغم من أن اهتمام القائد الحكيم للثورة في تسريع هذه العملية قد أدى إلى تقدم لا يمكن إنكاره، إلا أن القضية المهمة هي أن القضايا المتعلقة بالتقنيات القائمة على المعرفة في أي مجال هي قضية مشتركة؛ حيث إن الحكومات يجب أن تؤدي دورًا في هذا الأمر، على سبيل المثال، في السنوات الماضية في بعض الحكومات، لم يُحرز أي تقدم، بل وقعنا أيضًا في الركود وتخلّفنا عن قافلة العلم".

حوار مع محمد جواد ظريف

أجرت صحيفة "وطن أمروز" حوارًا مع وزير الخارجية السابق محمد جواد ظريف، قال فيه: "ممّا لا شك فيه أن النظام الصهيوني هو بالتأكيد مشروع غربي في المنطقة، نعم، قبل أن يكون مشروعًا أميركيًا، فهو مشروع أنجلو-أوروبي في المنطقة - من وعد بلفور، عملت عائلة روتشيلد في بريطانيا وأشياء أخرى يعرفها الجميع، ويعلمون أنه ربما حتى حرب 1967 كان هذا المشروع مشروعًا بريطانيًا أوروبيًا وليس أميركيًا- ولكن بعد ذلك كانت أميركا حاضرة كأكبر داعم للنظام الصهيوني، ويمكن القول تقريبًا "إنّ "إسرائيل" لم تكن قادرة على البقاء من دون أميركا في أوقات مختلفة، وإذا نظرنا إلى حرب 1967 وحرب 1973 والحرب الأخيرة في غزة، فإنّ دور أميركا بارز للغاية، ويمكننا أن نراها تعارض بوقاحة حتى وقف إطلاق النار وتسير على هذا الموقف".

وأضاف: "يعتقد الكثيرون اليوم في أميركا أن مصالح "إسرائيل" لها الأولوية في كثير من الأحيان، مع الأخذ بالحسبان الحضور الإسرائيلي الكبير في المشهد السياسي والاقتصادي والدعائي الأميركي، وأنّ المصالح الأميركية يُضحّى بها من أجل مصالح "إسرائيل"، ولعلكم تتذكرون أن ترامب قال إنه انسحب من خطة العمل الشاملة المشتركة بسبب "إسرائيل"، وهذا يدل على أن مصالح "إسرائيل" هي الأهم عندهم في المنطقة، لذا فهي علاقة معقدة للغاية، وليس من السهل القول إنّ "إسرائيل" في يد أميركا في المنطقة، أو أن أميركا بيد "إسرائيل" في المنطقة، وهذه علاقة ذات اتجاهين، ويجب أن ننتبه إلى تاريخها وخلفيتها".

وتابع ظريف حديثه مع "وطن أمروز": "حاول الإسرائيليون خلق "توازن الرعب" وتعزيز أسطورة القوة التي لا تقهر بكميات هائلة من العمليات غير الإنسانية إضافة إلى تصوير أنفسهم بصورة المظلوم المتعرّض للقمع. هذان هما الركيزتان اللتان تقوم عليهما سياسة "إسرائيل" الخارجية، "قوة لا تقهر" و"شعب مظلوم تاريخيًا"، ومن المثير للاهتمام أن هذين الركنين متعارضان، لكن الإسرائيليين الذين لديهم تاريخ طويل في خلق الروايات والصورة للعالم، بنوا جسرًا بين هذين الركنين بكلمتين: لن يتكرر هذا أبدًا، يقولون إننا لن نسمح لأنفسنا بعد الآن بأن نكون مظلومين، ولن نسمح بعد الآن بارتكاب مجازر، لذلك يجب أن نكون لا نقهر... وبالإضافة إلى هاتين الركيزتين، هناك ثلاثة مبادئ لسياسة الحرب الإسرائيلية التي أعلنها بن غوريون؛ أولًا، يجب أن تكون الحرب خارج "إسرائيل"، وثانيًا، يجب أن تكون الحرب مفاجأة، وثالثًا، يجب أن تنتهي الحرب بسرعة، وهذه هي الركائز الثلاث للعقيدة العسكرية الإسرائيلية، لقد فشلت الركيزتان اللتان تقوم عليهما السياسة الخارجية الإسرائيلية والمبادئ الثلاثة للسياسة العسكرية الإسرائيلية في حرب غزة وفي عملية 7 تشرين الأول (أكتوبر)، في المقام الأول، حاول الإسرائيليون الحفاظ على استراتيجيتهم في تصوير أنفسهم بصورة الضحية، بالأكاذيب التي رووها بأن حماس قتلت أطفالنا، والتي تبين أنها كلها أكاذيب، ولكن عندما هاجموا المستشفى، بدأ هذا الركن الذي يدّعونه بالانهيار، واليوم قضية "إسرائيل" تمر بأسوأ الأوضاع في الرأي العام العالمي وداخل الأراضي المحتلة؛ كلتا الصورتان لـ"إسرائيل" تنهار: صورة "إسرائيل" التي لا تُقهر، وصورة "إسرائيل المضطهدة". 

الدور الأميركي
بدورها، كتبت صحيفة "إيران" تقول: "بالتزامن مع الحملة العسكرية في الأراضي المحتلة، دخلت هجمات فصائل المقاومة أيضًا مستوى جديدًا من المواجهة وضاقت ساحة اتخاذ القرار بالنسبة إلى أميركا... أثارت شدّة الهجوم المفاجئ للمقاومة العراقية على القاعدة الأميركية عند حدود الأردن وسوريا، يوم الأحد، ومقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة أكثر من 30 شخصًا غضب الأميركيين، ويأتي الاعتراف بهذه الإحصائية في حين أن الولايات المتحدة والكيان الصهيوني يرفضان حتى الآن تقديم إحصائيات دقيقة عن خسائرهما في المنطقة، ويحاولان تقديم صورة على أنهما قوة لا تقهر من خلال التلاعب بالإحصائيات".

وأضافت: "إنّ استمرار هجمات مجموعات المقاومة يدل على أن هجمات الولايات المتحدة على المقاومة العراقية لا يمكن أن تمنع تحرك المقاومة نحو أهدافها، وسوف تردع الولايات المتحدة في نهاية المطاف، وعليه ردّت حركة المقاومة الإسلامية النجباء على تهديدات العدو الأميركي في بيان لها، وأعلنت أنّ معادلة الردع تحدّدها المقاومة التي يستهزئ بتحذيراتها، ولهذا السبب، فإنّ تصعيد التوتر من الولايات المتحدة لا يؤدي إلا إلى تصعيد هجمات المقاومة ويجعل ميدان العمل أكثر صعوبة بالنسبة إليها. ومن الواضح أنه ليس لديها استراتيجية فعّالة متاحة لتجنب حرب حتمية، وهي تفكّر فقط في خيار الهجوم في ضوء تعرضها لضغوط متعدّدة، بداية، إنّ الأمر مكلف للغاية بالنسبة إلى أميركا التي تحمل اسم "شرطة العالم" أن تكون مواقعها مستهدفة بشكل مستمر من جهات غير حكومية وتخلّف خسائر بشرية، والحقيقة أن فصائل المقاومة وضعت أميركا في موقف «عدم القدرة على الدفاع عن نفسها»".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم