الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: البحر الأبيض المتوسط منطقة التصعيد الثانية للحرب الإقليمية
سلطت تحليلات ومقالات الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الاثنين 29 كانون الثاني 2024، الضوء على التطورات الميدانية في جنوب لبنان، فرأت أن منطقة البحر الأبيض المتوسط ستكون منطقة التصعيد الثانية للحرب الإقليمية، مؤكدة أن توسيع الحرب الصهيونية مع حزب الله سيدخل نتنياهو في مستنقع من المستحيل الخروج منه.
دور إيران البنّاء في إخراج أميركا من العراق.
في هذا السياق، كتبت صحيفة "إيران" في مقابلة أجرتها مع بعض المحللين لشؤون المنطقة: "هناك عدة نقاط وافتراضات في قضية انسحاب الاحتلال الأميركي من العراق:
أولًا: بدأ الأميركيون موجة إعلامية للتخفيف من حدة هجمات المقاومة.
ثانيًا: انسحاب قوات التحالف لا يعني نهاية التعاون مع الحكومة العراقية؛ بل على العكس من ذلك، إذا انسحبت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة من العراق، فمن المرجح استمرار الشراكة الأمنية والدفاعية بين العراق والولايات المتحدة بشكل أقوى من ذي قبل.
ثالثًا: تحاول الحكومة الأمريكية السيطرة على الحدود بين سوريا والعراق، وهذا يعني أن العراق يصبح مكانًا في متناول الأميركيين، وحتى مع افتراض الانسحاب، فإنّ السيطرة على منطقة القائم- البوكمال المهمة والاستراتيجية ستوفر المجال لدخول الأميركيين مرة أخرى.
رابعًا: لنتقبل أن منطقتنا هي ساحة التنافس على السلطة، إذا غادرت دولة، ستحل محلها دولة أخرى.
خامسًا: اقتصاد العراق لا يعتمد على سياساته، هناك عوامل كثيرة تثبت هذه المسألة، لكن ذكر حدثين يكفي لفهم مدى ارتباط الوضع الاقتصادي لهذا البلد بأميركا. فمنذ حوالي شهر ومع تزايد هجمات المقاومة على القواعد الأميركية في العراق، اختلفت حكومة الرئيس السوداني التي تسعى إلى تحويل العراق ووضع هذا البلد على طريق التطور والتقدم، مع قيادات المقاومة، وكان من المفترض نتيجة لهذا الخلاف أن يكون هناك انخفاض في حدة الهجمات، بالضبط بعد هذا القرار والمفاوضات التي أجراها السوداني مع قادة المقاومة العراقية، أُرسل 255 مليون دولار إلى العراق وزيادة قيمة العملة الوطنية. والحدث الثاني، مقاطعة طيران بغداد فلاي وأعضاء كتائب حزب الله العراقي؛ وبحسب الوثائق التي قدمتها الولايات المتحدة، فإن شركة بغداد فلاي كانت على اتصال مع فصائل المقاومة، ونقلت إليها المعدات، ومرة أخرى نرى أنه بعد هذا الحظر يظهر الدينار العراقي رد فعل إيجابي مقابل الدولار الأميركي، ولذلك ينبغي النظر في هذه القضايا بين العراق وأميركا، ولا ينبغي لنا أن ننظر إلى هذه القضية من جانب واحد".
وأضافت الصحيفة: "وفقا للأجواء السائدة في العراق، فإنّ وحدة الطائفة الشيعية لها أهمية كبيرة، وفي مرحلتين زمنيين مختلفتين، عندما كانت إيران بلا شك أحد المؤثرين الرئيسين في هذه العملية، تمّ إنشاء إطار التنسيق وفصائل المقاومة الإسلامية في العراق، لقد رأينا مرارًا أن هناك نوعًا من الانقسام بين السياسيين الشيعة، خاصة قبل الانتخابات وبعد إعلان النتائج، وأدت مبادرة الوحدة الشيعية التي طرحتها إيران إلى إنشاء إطار للتنسيق بشكل سياسي وعسكري، إلى ظهور المقاومة الإسلامية".
الخاسر يقامر بالموت والعار
كتبت صحيفة "جام جم": "تزايد خلال الأيام الأخيرة تبادل إطلاق النار بين المقاومة الإسلامية في لبنان والكيان الصهيوني، فقد استهدفت المقاومة مرارًا أهدافًا في شمال الأراضي المحتلة بهجماتها الصاروخية والطائرات المسيّرة، ومنذ بداية الحرب الأخيرة على غزة، كان للصهاينة دائمًا صراعات مع حزب الله، حيث يخوض قسم من القوة العسكرية لهذا الكيان في شمال الأراضي المحتلة حروبًا متفرقة مع حزب الله، وشهدت المناطق الحدودية في جنوب لبنان توترًا أمنيًا وتبادلًا لإطلاق النار وقصفًا صاروخيًا بين جيش الكيان الصهيوني والحزب.. بالرغم من أن العديد من المحللين يرون أن نتنياهو يرى مخرجًا في توسيع الحرب وخلق جبهات جديدة بسبب الهزائم المتتالية وزيادة الانقسامات الداخلية في الأراضي المحتلة وانتشار الاحتجاجات، لكنها تظهر نظرة إلى الحقائق على الأرض، أنه في حال نشوب صراع واسع النطاق بين كيان العدو وحزب الله، فإنّ نتنياهو، خلافًا لحساباته، سيدخل في مستنقع من المستحيل عليه أن يخرج منه:
1- في حال نشوب حرب، فإنّ النقاش الأول سيكون "اشتداد الحرب الإقليمية الحالية"، حيث ستزداد احتمالية انتشار الحرب بين جهات المقاومة والكيان الصهيوني والولايات المتحدة في سائر جبهات محور المقاومة.
2- منطقة التصعيد الثانية للحرب الإقليمية ستكون في منطقة "البحر الأبيض المتوسط"، والتي لم تشهد حتى الآن الكثير من التفاعل، ولذلك فإنّ منطقة البحر الأبيض المتوسط، والتي تعدّ حاليًا أهم منطقة لتزويد الطاقة والسلع لهذا النظام الصهيوني، ستشهد أحداثًا مثل البحر الأحمر الذي سيكون له أكبر تأثير على النظام الصهيوني.
3- المجال التالي في النقاش هو "دول البحر الأبيض المتوسط وأهمها سوريا، سيكون للمنطقة السورية التأثير الأكبر على أميركا، وستزداد احتمالية زيادة الهجمات على القواعد الأميركية في سوريا".
انتقام محور الشر من أهالي غزة
كتبت صحيفة "قدس": "على حكومتنا أن تخجل من تدهورها الأخلاقي تجاه الفلسطينيين الذين يموتون جوعًا، هذا عقاب جماعي" هذه هي التصريحات الحادة للزعيم السابق لحزب العمال المعارض الرئيسي في بريطانيا ردًا على قرار لندن بتعليق المساعدات المالية للأنروا.
وكان موقف جيريمي كوربين بعد إعلان 9 دول غربية، من بينها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفنلندا وهولندا وأستراليا واسكتلندا، إلى جانب تل أبيب وتحت ذريعة دور وكالة الأمم المتحدة في تشغيل الفلسطينيين المشاركين في عملية طوفان الأقصى، قامت هذه الدول بتعليق المساعدات المالية لمؤسسة الأنروا المهمة في مجال الإغاثة".
وأضافت: "تزعم وزارة الخارجية الأميركية أن 12 موظفًا في الأونروا متهمون بالتورط في هجمات حماس، لكن في خضم الحرب وحاجة سكان غزة لمزيد من المساعدات الإنسانية، واجه هذا النهج العديد من ردود الفعل السلبية، وفسره الكثيرون على أنه إبادة جماعية وقتل جماعي، تقدم الأونروا المساعدات الأساسية للاجئين الفلسطينيين منذ العام 1949، وبعد فرض العقوبات على وكالة الدعم هذه، هناك مخاوف من تفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة، حيث يعيش أكثر من 80% من أفراد هذه الفئة تحت خط الفقر، ويعيش نحو 1.7 مليون لاجئ فلسطيني في ثمانية مخيمات تدعمها هذه المؤسسة".
كما يرى حسن هاني زاده، الخبير في قضايا غرب آسيا، في حديث لـ"قدس": "أميركا تبحث مع بعض حلفائها الأوروبيين عن مؤامرة جديدة للضغط على الشعب الفلسطيني وخلق فجوة بين الشعب ومقاتلي حماس، لكن الشعب الفلسطيني يحاول دائمًا بوعي تعزيز الحركات المسلحة ولن يتعرض أبدا لضغوط الدول الغربية".
وأوضح: "في الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، تعرض المحور الغربي – الإسرائيلي لهزائم كبيرة على الساحة، كما أفشلت مقاومة أهل غزة مخطط هذا المحور للهجرة القسرية للفلسطينيين، كل جهود "إسرائيل" كانت تهدف إلى الضغط على الشعب ونزع سلاح المقاومة في غزة، لكنها لم تنجح".