ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: أنصار الله تهزم أميركا في البحر الأحمر
23/01/2024

الصحف الإيرانية: أنصار الله تهزم أميركا في البحر الأحمر

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء (23/1/2024)، الضوء على الأخبار المتعلقة بالأوضاع في الكيان الصهيوني من الداخل والخارج، وركّزت على المستجدات الأخيرة المرتبطة بالانتخابات في إيران والولايات المتحدة الأميركية.

ما العمل مع كردستان العراق؟

أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أنّ: "معظم الباحثين في التاريخ يؤكدون امتلاك إيران لقواسم مشتركة ثقافية وتاريخية مع أكراد شمال العراق. فقد كانوا وما يزالون من أكثر الشعوب الآرية والإيرانية أصالة، وعلى سبيل المثال، فإنّ اللغة الكردية هي جزء من اللغات الإيرانية". ولفتت إلى أن: "إيران تعاونت مع كردستان العراق كثيرًا في مراحل زمنية عديدة، وخاصة خلال النضال ضد نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، إذ كانت إيران ملاذًا آمنًا للقادة الأكراد حتى نهاية الحرب ضد نظام صدام، واستمر هذا التعاون حتى بروز الإرهابيين التكفيريين التابعين لـ"داعش" وخطر تدمير إقليم كردستان العراق"، مضيفة أنّ: "وجود إيران ومساعدتها للأكراد في الوقت المناسب أديا إلى النصر وإعادة الاستقرار في هذه المنطقة من شمال العراق".

وتابعت الصحيفة أنّه: "بعد التطورات الجيوسياسية الجديدة في المنطقة، يحاول كيان العدو الصهيوني تحقيق أهدافه ذات الأمد الطويل في منطقة غرب آسيا، والمتمثلة بإنشاء "إسرائيل" الكبرى من النيل إلى الفرات، ولهذا الغرض، جعلت كردستان العراق تؤدي دور قلب "إسرائيل" الجيوسياسي". ورأت الصحيفة: "بسبب التوجهات العلمانية والخلفية التاريخية لوجود اليهود الأكراد في العراق والخلافات الداخلية بين الجماعات الكردية والتوتر بين الأكراد والعرب، والأهم من ذلك، جهود الأكراد المبذولة لتحقيق الاستقلال وتشكيل دولة كردية مستقلة، فضلًا عن عدم التواصل الفعّال مع الحركة الفلسطينية، وعدم دعم النضالات الإسلامية، كل ذلك وفّر أرضية مناسبة للوجود الإسرائيلي في شمال العراق، كما أن تسليح الكيان الصهيوني للأكراد وتدريبهم وشراء الأراضي والاستيلاء عليها، كل ذلك قدم ذريعة مناسبة لهذا الوجود أي الإسرائيلي- في المنطقة".

وقالت: "من أجل السيطرة على هذا الوضع، يجب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تضع الحلول وتعيد تعريف العلاقات مع دول المنطقة على جدول الأعمال، ووفقًا لهذه الأجندة، فلا بد من التعرف إلى علاقات "إسرائيل" مع دول الجوار ومواقفها تجاه الكيان، وبعد معرفة خطوط الاتصال بينهم، ينبغي الاهتمام جديًا بإعادة تحديد علاقات إيران مع الدول المذكورة ومحاولة منع تشكيل أي تحالف وائتلاف بينها ضد الجمهورية الإسلامية.

وأضافت الصحيفة: "ينبغي أن يؤخذ بالحسبان إمكانات إيران الاقتصادية والدبلوماسية للعمل في المناطق المذكورة بهدف إبعاد "إسرائيل" عن حدود البلاد"، مشيرة إلى أن كيان العدو: "ينتهج رؤية جيواستراتيجية طويلة الأمد، تركز على الزعم بأن "عدو عدوي هو صديقي"، لذلك يبدو أن الخطوة الأهم التي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن تقوم بها في الوضع الحالي هي تعطيل معادلات "إسرائيل" من خلال التهدئة وزيادة تكلفة العلاقة مع تل أبيب بالنسبة إلى الدول العربية، بما في ذلك السعودية والإمارات".

أنصار الله يهزم أميركا

من جهتها، لفتت صحيفة " كيهان" إلى أن: "هجمات المقاومة اليمنية على السفن الصهيونية أو السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب، جعلت الوضع صعبًا للغاية بالنسبة إلى كيان العدو، لدرجة أن 10 دول بقيادة الولايات المتحدة وافقت على القيام بهجمات مشتركة في البحر الأحمر من أجل حماية السفن التجارية من هجمات أنصار الله"، ورأت الصحيفة أنّ: "المشاكل برزت في أركان هذا التحالف المزعوم منذ البداية، حيث أعلن بعضهم أنهم سينسحبون من التحالف، لتصبح أميركا الآن بمثابة "الشرطة" في المنطقة، من دون أن تتمكّن من وقف عمليات المقاومة".

ورجحت الصحيفة أن: "تؤدي الهجمات المتصاعدة ضد اليمنيين إلى تعطيل المزيد من الشحن، ما قد يؤدي إلى نتائج عكسية على التداعيات الاقتصادية، وينذر بخطر حرب إقليمية شاملة"، مشيرة إلى أن "الحرب السابقة في اليمن أصبحت ساحة تدريب، حيث تعلّم اليمنيون التفوق على الأسلحة الأميركية الصنع بشكل كبير - خاصة القوات الجوية - في عملياتهم الحالية في البحر الأحمر". وقالت: "لقد استخدم اليمنيون المشاعر المعادية لأميركا في العالم العربي واللامبالاة الواضحة للأنظمة الموالية لأميركا بمعاناة غزة لتعزيز مكانتهم الجيوسياسية، فهم لا يميزون أنفسهم أبطالًا للقضية الفلسطينية فحسب، بل إنهم يعيدون بناء مصداقيتهم في الداخل، وأصبح المتحدثون الرسميون اليمنيون لاعبين أساسيين في القنوات التلفزيونية الناطقة باللغة العربية، حيث يستمتعون بدورهم في تحدي الغرب بشأن محنة الفلسطينيين".

وختمت الصحيفة قائلة: "يبدو أن الغضب تجاه أميركا يتزايد في المنطقة، حيث تعطي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الأولوية للاقتصاد العالمي على حياة الفلسطينيين في هجماتها على اليمنيين، ولم يهتم أحد بإراقة الدماء الفلسطينية خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، ولكن عندما تعرضت المصالح الاقتصادية للغرب للتهديد، سارعوا إلى العمل".

اغتيال المستشارين الإيرانيين بدعم أميركي

بدورها، نقلت صحيفة إيران عن الخبير في شؤون الشرق الأوسط السيد رضا صدر الحسيني، قوله: "بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول/أكتوبر، كان هناك تنسيق كبير بين فصائل المقاومة في المنطقة، وتزايدت الضغوط على أميركا كونها الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني بشكل ملحوظ.. ومع بداية جرائم النظام الصهيوني والدعم الشامل لحلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة،  طُرحت مسألة إخراج القوات الأميركية من المنطقة على جدول أعمال محور المقاومة.. وبناء على ذلك، وجّهت ضربات من مختلف جبهات العراق وسوريا ولبنان واليمن بالقدر اللازم للكيان الصهيوني وبالتالي للأميركيين، حتى اضطر الأميركيون إلى إخلاء قاعدتهم في ريف القامشلي في سوريا شمال محافظة الحسكة السورية، والوضع هو نفسه في مناطق أخرى من الحدود المشتركة بين العراق وسوريا، وفي قاعدة عين الأسد وفي مناطق مختلفة من المحافظات الكردية العراقية، حيث تتعرض القواعد العسكرية الأمريكية لهجمات متواصلة. ومن ناحية أخرى، تصر حكومة العراق الرسمية والقانونية على انسحاب القوات الأميركية – باستثناء دائرة التدريب التابعة لها، وفي الواقع، كان هناك ضغط مزدوج من كل من قوى المقاومة والحكومة العراقية لطرد الأميركيين من المنطقة". 

ولفت الحسيني إلى أنّ "منطقة غرب آسيا هي مهمة جدًا بالنسبة إلى الأميركيين، وقد أعلنوا بالفعل أنهم لن يغادروا هذه المنطقة بالكامل، وهذا القرار الأميركي ليس بمعزل عن المأزق الذي وجدت "إسرائيل" نفسها فيه خلال حرب غزة، فليس هناك حدود للتعاون العسكري والاستخباراتي بين الجانبين، وفي الواقع، بناءً على هذا المستوى من الدعم الذي تتلقاه من الولايات المتحدة، وضعت "إسرائيل" أيضًا اغتيال المستشارين الإيرانيين في سوريا على جدول أعمالها، وبينما يعتزم الأميركيون تقليص قوة جماعات المقاومة، فإنهم يريدون أيضًا أن يوجهوا رسالة مفادها أنه بدلًا من البقاء في غرب آسيا وفي بلدان مختلفة بما في ذلك العراق وسوريا، فإنّ الشخصيات الذين كان لها الدور الفعلي في طرد قواتهم ستوجه إليهم ضربات موجعة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم