معركة أولي البأس

الخليج والعالم

 الصحف الإيرانية: أميركا صنعت طريقًا مسدودًا لنفسها
20/01/2024

 الصحف الإيرانية: أميركا صنعت طريقًا مسدودًا لنفسها

اهتمّت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم بقراءة وتحليل الأوضاع الإقليمية في جبهة محور المقاومة، وتابعت القضايا المتعلقة بغزة وبالإرهاب.

وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "جام جم": "دخلت المواجهة بين الولايات المتحدة وقوى المقاومة اليمنية مرحلة جديدة، ويمكن القول إن الأميركيين لم يواجهوا قط مثل هذا المأزق المعقد والمتعدد الأبعاد في تاريخ دبلوماسيتهم المعاصرة، فهو طريق مسدود يبدو من المستحيل عليهم عبوره بأي شكل من الأشكال، وإذا نظرنا إلى أهداف الولايات المتحدة وبريطانيا منذ بداية الهجوم على اليمن، نرى أنه لم يكن هناك أي هدف يمكن أن يبرره الرأي العام العالمي، ولم يكن هناك أي مبرر قانوني وشرعي للعدوان، في حين تحاول أميركا وبريطانيا في هذه الهجمات مساعدة نظام يرتكب جرائم حرب وإبادة جماعية، ومساعدة مثل هذا النظام غير مقبولة في أي قاموس، خاصة أن اليمنيين أكدوا مرارًا وتكرارًا في تنفيذ سياستهم في البحر الأحمر أن هدفهم منع السفن الإسرائيلية، وأن الهجمات موجهة فقط ضد سفن الكيان الصهيوني حتى ضمان وصول الغذاء والدواء إلى سكان غزة".

وقالت الصحيفة إن اليمنيين أكدوا أيضًا مرارًا وتكرارًا أن الممر المائي للبحر الأحمر ومضيق باب المندب مفتوحان أمام السفن الأخرى ولن يتم إزعاج أي سفن دولية، وبتكرار هذه القضية بذكاء، فقد حيدوا الدعاية الأميركية والبريطانية، وبالتالي فإن قيام الأميركيين بضرب القوات اليمنية قد جعلهم شركاء في منع وصول الغذاء والدواء إلى أهل غزة المظلومين، لذلك، فإن أميركا ليست فقط لا تستطيع تبرير عملها ضد اليمن من الناحية القانونية وحقوق الإنسان، بل كلما قامت بتحليل أهدافها، اعترف بها الرأي العام العالمي كشريك لـ "إسرائيل" في الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني".

وتابعت أن المشكلة الأخرى التي واجهها الأميركيون بعد الهجوم على اليمن هي أن هدفهم من هذه الهجمات كان إيقاف قوات المقاومة اليمنية، لكنهم لم ينجحوا، بل حسب جميع الخبراء العسكريين، فإن ما تقوم به اليمن ضد مصالح النظام الصهيوني والولايات المتحدة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب يعد أمرًا غير مسبوق في تاريخ العمليات العسكرية الأميركية، ويؤكد الخبراء العسكريون أن القوات اليمنية لا تحتاج إلى صواريخ ومعدات ثقيلة ومتطورة لتشكل خطرًا على السفن التجارية للكيان الصهيوني، فبالنظر إلى الموقع الجغرافي لليمن، يمكن لمجموعة صغيرة من عدة أشخاص ذوي أسلحة خفيفة وشبه ثقيلة المعدات أن تتصادم مع حركة سفن النظام الصهيوني، وبعد الهجمات الأميركية والبريطانية، أعلن اليمنيون أن جميع قواعد هاتين الدولتين في المنطقة، وكذلك سفنهم، قد أضيفت إلى أهداف قوات المقاومة اليمنية.

المنطق الاستراتيجي للعمل الإيراني ضد "جيش الظلم"

وحول تصدّي إيران لما يسمى "جيش العدل" الإرهابي على الحدود الباكستانية، ذكرت صحيفة "إيران": "كانت العملية في باكستان بمثابة إجراء دفاعي وقائي وموجه ضد الإرهاب، ومن المؤكد أن عدم التحرك الفوري من قبل إيران كان من شأنه أن يعرض حياة العديد من المواطنين وجنود الوطن للخطر ويخلق كارثة أسوأ من جريمتي راسك وكرمان، في حين تقدر حكومة الجمهورية الإسلامية العمل الحاسم الذي اتخذته القوات المسلحة أنه إجراء وقع في الوقت المناسب، وأيضًا كان توقع جمهورية إيران الإسلامية من الدولة المجاورة هو الوفاء بالتزاماتها الأمنية والتعامل مع مثل هذه التهديدات التي تعمل بتوجيه من الأجهزة الإسرائيلية والبريطانية، ولذلك طرحت إيران أنها ما زالت على استعداد لتعزيز إطار التعاون الثنائي بين إيران وباكستان، وتعد هذه العملية خطوة مهمة نحو تحسين مستوى الردع لجمهورية إيران الإسلامية، ومن حيث العقيدة، فهي ترتكز على مفهوم الدفاع الوقائي، والمضي قدمًا ولكن دون انتشار عسكري، ويختلف الردع ضد الجماعات الإرهابية عن المستوى الحكومي، ففي بعض الأحيان، بسبب تعقيداته، فإنه يتطلب عملاً نشطًا يعتمد على عمليات استخباراتية أساسية".

وقالت إن هدفنا العملياتي هو الإرهابيون وليس دولة باكستان الصديقة والشقيقة، وفي غضون ذلك، ينبغي للمرء أن يكون حذرًا بشأن الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى استفزاز شعبي إيران وباكستان.

صورة الإسلام في أوروبا والغرب بعد طوفان الأقصى

من جهة ثانية، قالت صحيفة "وطن أمروز" إن "طوفان الأقصى والتطورات الأخيرة في قطاع غزة عكست صورة مختلفة عما كانت تبثه وسائل الإعلام الأوروبية عن الإسلام، ويبدو أنه على الرغم من الجهود المكثفة التي تبذلها وسائل الإعلام المتحالفة مع الصهيونية في أوروبا لتدمير صورة الإسلام ونشر موجة الإسلاموفوبيا، فإن الرواية الشعبية عن حرب غزة لم تحبط هذه الجهود السامة فحسب، بل أصبحت سببًا في ازدياد موقف الشعوب الأوروبية تجاه الإسلام الذي يتغير بطريقة إيجابية".

وأضافت إن الروايات المتسرعة والكاريكاتورية التي قدمتها وسائل الإعلام الأوروبية في الأسابيع الأخيرة ضد المسلمين وقمع وضع اليهود الذين يعيشون في أوروبا، أثارت انتقادات خطيرة في أوساط وسائل الإعلام الأوروبية، مثل فرنسا، التي أصبحت مركزًا للإسلاموفوبيا في أوروبا في السنوات الأخيرة.

ونقلت الصحيفة عن رئيس اتحاد الجمعيات الإسلامية في أوروبا عبد الله بن منصور قوله إنه منذ بداية العدوان على قطاع غزة شهدنا موجة كبيرة من اعتناق الإسلام في فرنسا، وهو أمر غير مسبوق خلال الأربعين سنة الماضية، إذ ارتفع عدد الذين يعتنقون الإسلام من 80 شخصًا يوميًا إلى 400 شخص، وبحسب عبد الله بن منصور، فإنه منذ الهجمات العدوانية للنظام الإسرائيلي على قطاع غزة، اعتنق 20 ألف شخص الإسلام في فرنسا، معظمهم من الشباب.

وختمت: "في الوقت نفسه، فإن تزايد الجرائم المتعلقة بالإسلاموفوبيا أثر أيضًا على المجتمع المسلم، إلى حد أنهم يشعرون بالقلق على سلامة أطفالهم في طريقهم إلى المدرسة وأثناء وجودهم فيها، ولكن على الرغم من كل أعمال العنف المنظمة هذه، فإن عواقب طوفان الأقصى في مختلف المجالات الاجتماعية، وحتى الطريقة التي يتعامل بها المقاتلون الفلسطينيون مع الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، صدمت العالم، فإن الصبر والهدوء واليقين والثقة التي يتمتع بها أهل غزة، الذين يتعاملون مع مشاكل ومعاناة فقدان أحبائهم وبيوتهم، خلق هذا السؤال في أذهان المواطنين الأوروبيين: ما سبب كل هذا الهدوء والصبر؟ وقد وجدوا الجواب على سؤالهم في المعتقدات الدينية للشعب الفلسطيني المظلوم".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل