الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الغرب في خناق المضيق
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء (16/1/024)، الضوء على الهجوم الأخير على السفن الأميركية في البحر الأحمر، مشيرة إلى تحليلات تؤكد أن اليد العليا هي للجانب اليمني خصوصًا ومحور المقاومة عمومًا في الحرب الأميركية الصهيونية على غزة. كما ركّزت على بعض القضايا الداخلية المرتبطة بإنجازات الحكومة الحالية والحوارات المستمرة بين مختلف الأطياف السياسية حول الانتخابات البرلمانية القادمة.
وحدة الميادين مرةً أخرى.. ومعنى دخول الضفة المواجهة
في هذا السياق، أشارت صحيفة "إيران" إلى إعلان كتائب شهداء الأقصى - الجناح العسكري لحركة فتح عن تشكيل غرفة موحدة للقيادة العسكرية بين فصائل المقاومة كافة.. "سيف القدس من جديد""، مضيفة أنه: "منذ عملية طوفان الأقصى وبداية العدوان على غزة، برزت قضيتان تتعلقان بالضفة الغربية، الأولى تتعلق بتزايد اعتداءات قوات الاحتلال بقتل السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية واعتقالهم، والثانية تتعلق بالتحذيرات المتكررة للمؤسسات الأمنية الإسرائيلية بشأن وصول الأمور إلى حافة الانفجار في الضفة".
ولفتت إلى أننا يمكننا دراسة دور الضفة الغربية في المعركة الحالية بعدة طرائق:
- الناحية الاجتماعية: بعد الحرب مَنَعَ الصهاينة سكان الضفة من دخول الأراضي المحتلة من أجل العمل، ويهدف هذا الإجراء من جانب حكومة العدو إلى فرض ضائقة اقتصادية شديدة على سكان الضفة الغربية.
- الناحية الأمنية: حذرت سلطات "الشاباك" و"أمان" مرات عديدة من وقوع انفجار خارج عن السيطرة في الضفة الغربية، فيما أعلن وزير الحرب الصهيوني عن خطورة الوضع الأمني في الضفة.
وأضافت الصحيفة أنه: "بالإضافة إلى الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والأمنية المتشابكة، جيوسياسيًا واستراتيجيًا، فإنّ موقع الضفة الغربية هو موقع فريد، وتفعيل هذه الجبهة يمكن أن يطوّر الأوضاع في الميدان لصالح المقاومة بشكل كبير"، ورأت أن: "هيمنة قوى المقاومة على المرتفعات المشرفة على السهل المنبسط من الجهة الغربية، والتي تضم أهم محاور المواصلات الإسرائيلية والمطارات الدولية والصناعات الثقيلة والاختناقات الاقتصادية، يمكن أن يحوّل عمق الأراضي المحتلة إلى هدف مشروع للمقاومة، وبالتالي يكون تكامل قوى المقاومة وتحديد المصير السياسي للحرب مختلفًا".
الغرب في خناق المضيق
هذا وأشارت صحيفة " كيهان" إلى أن: "الهجوم العسكري الأميركي والبريطاني على اليمن سلط الضوء مرة أخرى على أهميته الاستراتيجية في التطورات الإقليمية"، وقالت: "اليمن بلد فقير ومحاصر ومهمش، في الأدبيات السياسية الشعبية التي يروّج لها الغربيون بشكل رئيسي. ولكن من خلال دراسة التاريخ، اليمن له مظهر مختلف، لم يكن هذا البلد تحت احتلال القوى الأجنبية والإقليمية لمدة طويلة، لقد كان اليمن في شبه الجزيرة العربية دائمًا بلدًا يتمتع بالحضارة والتجارة وشعبه مجتهد ومقاوم، لذلك أصبح في مراحل تاريخية مختلفة مصدرًا لتغيرات كبيرة في المجال الدولي"، وأضافت: "هذه الصورة المذكورة، في الكثير من الكتب، هي أكثر واقعية من الصورة التي رسمها الغربيون لليمن بسبب كراهيتهم.. وفي هذه التطورات الراهنة، وعلى الرغم من كل المعوقات التي فُرضت عليهم، أخذ اليمنيون الدور الأبرز في صدّ عدوان الكيان الصهيوني الغاصب في غزة ومواجهة قتل أهلها، من دون حافز خارجي يجبرهم على التحرك".
وتابعت الصحيفة: "مما لا شك فيه أن استمرار الحرب سيجعل وضع الكيان الصهيوني أكثر اضطرابًا، إذ يتفق الكثيرون على ضرورة تأمين الممرات المائية والمضائق، ويدركون أن أمن مضيق باب المندب الحساس وممر البحر الأحمر المائي يعتمد على كسب رضا اليمنيين"، مؤكدة أنه: "عندما يستخدم اليمنيون أسلحة المضائق والممرات المائية لدعم المقاومة الفلسطينية، فلا سبيل آخر سوى وقف الحرب في غزة وانسحاب جيش الاحتلال منها ورفع الحصار البحري عن سكانها، وعلى الغرب أن يدرك أن دعم كيان العدو لا يتوافق مع أمن المضائق والممرات المائية، كما على الغرب أن يؤمن بأن "إسرائيل" لا تستطيع أن تستمر وهي غير قادرة على إدارة حرب في منطقة ضيقة"، وشدّدت الصحيفة على أن: "أمن الممرات المائية في المنطقة ليس أمرًا تحدده التوجيهات الغربية وقرارات الأمم المتحدة، ولا يمكن تحقيق هذا الأمن إلا من خلال تأمين مصالح الدول المحيطة".
مواجهة تيار الدعوة لمقاطعة الانتخابات
من جهة أخرى، لفتت صحيفة "جام جم" إلى أن: "اعتماد النظام على أصوات الشعب هو أحد الطرائق المخصصة للأمة وفقًا للدستور، ليتمكّن الناخبون من إظهار تضامنهم مع السلطات وإرسال هذه الرسالة إلى خصومهم والمتعاطفين معهم"، مشيرة إلى أن: "العقوبات التي فرضها الأعداء ليس لها أي قيمة مع إصرار الشعب على دعم النظام، فمن خلال المشاركة في الانتخابات، يعلن الشعب أن أمن البلاد ومصالحها الوطنية هي الأولوية الأولى للأمة الإيرانية ولن تُهمّش أبدًا بسبب المعارك السياسية بين التيارات المختلفة والدعاية الخبيثة للمعارضين. وبالإضافة إلى ذلك، فإنّ صناديق الاقتراع هي الطريقة الأمثل لمخاطبة المسؤولين المتهورين وغير الفاعلين، فهم يُضرون بالمصالح الوطنية، وبسبب هذا الإهمال يجب إخراجهم من دائرة السلطة واستبدالهم بأشخاص بالمستوى المطلوب".
وأضافت أنّ: "تشويه إنجازات الثورة، في أوقات مختلفة، قلب النجاحات رأسًا على عقب، فالرقابة على تصرفات القوى الثلاث، والتشكيك في إقرار المؤهلات ومقاطعة الانتخابات واتهام المؤسسات القانونية في ما يتعلق بهندسة الانتخابات وغيرها، كل ذلك هي أساليب يستخدمها المفترون والمعارضون لاستهداف مبدأ مشاركة الشعب في الانتخابات واتهام النظام بأنّه غير مقبول عند الناس". ففي رأي الصحيفة أن: "هذه السلسلة من الأعمال التي هي في الأساس تشكك بدور الشعب وفعاليته يجب أن تشرحها النخب السياسية، وأن تسلب فرصة الصيد من المياه الموحلة للمتسللين على حساب جبهة العدو".
وذكرت الصحيفة أنّه: "بالنظر إلى سجل عملهم -أي المفترون والمعارضون- يظهر بوضوح أنهم لا يؤمنون بعزة إيران ويريدون بخططهم أن يشكك الناس بأهمية وجودهم في ساحة صنع القرار في البلاد. وهذه هي بالضبط لعبتهم التي يريدها العدو"، وقالت إن: "إحباط الشعب على القدرة على التغيير وبثّ اليأس بسبب استمرار المشكلات نقطة مهمة يريدها العدو دائمًا لتوجيه ضربة جوهرية لا يمكن إصلاحها بسهولة".
وختمت الصحيفة قائلة: "إن تثبيت الأسس السياسية والاجتماعية للمجتمع، وتوزيع السلطة بناء على إرادة الشعب وإطلاق النار على تيار النفاق الذي يريد حرمان الشعب من حق المواطنة، هي من الإيجابيات الأولية والآثار للحضور الشعبي الكبير في هذا الماراتون السياسي الذي تصل بركاته الطويلة الأمد إلى أربع سنوات، بل وحتى لعقود قادمة".