الخليج والعالم
"أمة تقاوم أمه تنتصر".. تونس تحقق وحدة الساحات العربية ضد الاحتلال
تونس – عبير قاسم
من تونس هنا فلسطين، من تونس هنا المقاومة، التي اجتمعت بكل أطيافها في قصر المؤتمرات في العاصمة في "ملتقى تونس لدعم المقاومة"، تحت شعار "أمة تقاوم أمه تنتصر" بتنظيم من حركة الشعب، وبمشاركة قيادات من حركات المقاومة في حماس، والجهاد الإسلامي، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية القيادة العامة، وحزب الله، وعدد من الأطراف الداعمة للمقاومة في مختلف الساحات العربية، ووفود من مصر وليبيا والعراق، وبحضور شخصيات تونسية بارزة مثل رئيس مجلس النواب التونسي إبراهيم بودربالة، والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي، وعميد المحامين التونسيين حاتم مزيو.
وكان لافتًا الحضور الجماهيري الذي عبّر بالشعارات التي رفعها عن رفضه للتطبيع وإسناده للمقاومة.
ووجّه الحاضرون تحية للمناضل التونسي الشهيد محمد الزواري التي لا تزال صواريخه شاهدة على وفائه وإخلاصه لفلسطين.
أمين عام حركة الشعب زهير المغزاوي أكد في كلمته أن فلسطين تكتب تاريخًا جديدًا للأمة، موجهًا التحية لكل الشعوب التي تنتفض ضد الصهيونية، قائلًا إن "حركة الشعب شأنها كشأن بقية الشعب التونسي تضع فلسطين في القلب".
ولفت المغزاوي إلى أن ملحمة طوفان الأقصى أذلت "إسرائيل" التي لم تكن تملك أي خطة للرد سوى القصف الهمجي، مشددًا على أن المقاومة "صامدة في وجه العدو الصهيوني".
وأشار إلى أن وفدًا من اليمن تعذر عليه الحضور بسبب القصف الأميركي البريطاني الهمجي.
التطبيع سيجّرم في تونس
كما اعتبر المغزاوي أن "التطبيع سيُجرَّم في تونس، ومهما فعلوا فإن التطبيع ممنوع، وتونس لن تطبع مع العدو الصهيوني، فتونس، التي أرسلت مقاومين إلى غزة منذ 1948 وقدمت الشهيد محمد الزواري، لن تتخلى عن دورها في الدعم"، موجهًا التحية إلى كل من يرفع البندقية ضد العدو الصهيوني، آملًا أن "يخرج الملتقى ببنود عملية وتوصيات ستمكن من المزيد من الوقوف إلى جانب المقاومة".
من جهته، تطرّق القيادي في الجهاد الإسلامي إحسان عطايا في تصريح لموقع العهد الإخباري إلى دور مخرجات المؤتمر في دعم المقاومة، قائلًا: "من الواضح أن حركة الشعب قدمت اليوم نموذجًا مهمًا من وسائل الدعم غير التقليدية، وهذا المؤتمر يعّول عليه لأن يصبح مؤسسة دائمة تعمل على تقديم أفكار خلاقة وبناءة، ويتم بلورة وسائل لدعم مستمر على مختلف المستويات وليس فقط دعمًا إنسانيًا وإعلاميًا"، مضيفًا: "نحن في معركة متواصلة لمحاربة غسل الأدمغة وإرساء وعي مساند في مختلف المجالات".
ولفت إلى أن جنوب أفريقيا اليوم قدّمت نموذجًا مهمًا من الدعم القضائي ضد عدو مجرم يرتكب حرب إبادة جماعية ويقتل ويرتكب المجازر بشكل كبير، وقدمت نموذجًا داعمًا لفلسطين بغض النظر عن الملاحظات التي أثيرت في الإعلان، ولكن هذا الموقف انطلاقًا من رؤية جنوب أفريقيا وهو موقف يشّرفها.
إسناد المقاومة بكل الوسائل
وعن سؤال كيف يمكن إسناد المقاومة لدعم صمودها في غزة، قال عطايا: "يتم الإسناد بطرق عديدة ومنها هذا الحضور الإعلامي اليوم لتوضيح الصورة ونقل الحقائق التي تجري على الأرض وتنوير الرأي العام والشعوب وهذا كله جزء من إسناد مقاومتنا وقضيتنا، فإننا نجتمع اليوم في تونس لإعادة الاعتبار لإسناد القضية الفلسطينية، وهذا بحد ذاته جزء من إسناد مقاومتنا، ومقاطعة البضائع الأميركية والصهيونية وكل الدول الشريكة في العدوان هي جزء من المساندة، وتقديم كل ما يلزم للمقاومة من إسناد عسكري أو مادي أو معنوي أو كل ما يخطر على بال أي شخص يمكن أن يكون مهمًا حتى بالموقف والتعبير عن الرأي والوقوف ولو خارج البيوت حتى برفع العلم الفلسطيني فكل شيء هو مهم لفلسطين ويؤثر على الرأي العام وعلى صانعي القرار".
وأضاف أن "الموقف الرسمي التونسي منذ اليوم الأول لتولي رئيس الجمهورية سدة الرئاسة كان موقفًا متقدمًا جدًا ومبشرًا لأن تونس هي تونس الأصيلة ونفسها لم تتغير، وتونس لا تساند القضية بل تعتبر نفسها صاحبة القضية الفلسطينية، وهذه هي تونس التي أظهرت كم هي معنية بالقضية من أعلى رأس هرمها إلى الشعب التونسي العزيز الذي نشاهده في إسناده وتعاطفه مع فلسطين حاضر في كل مكان".
حسن ذياب عضو المكتب السياسي لحزب التيار الشعبي قال للعهد "إنّ الملتقى يأتي في لحظة تاريخية يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة لحرب إبادة شاملة"، مضيفًا أن "الملتقى مهم لأنه يضم كل التكتلات السياسية والشخصيات الوطنية العربية والتونسية في سياق ما تشهده فلسطين خاصة في غزة من خلال التضحيات الجسام التي قدمها شعبنا العربي في فلسطين".
وتابع "أننا اليوم في الاجتماع نلتقي لنؤكد دعمنا المطلق للمقاومة على اعتبار أن فلسطين عربية وعاصمتها القدس الشريف، ونحن في تونس لدينا شعار أن فلسطين ستكون مستقلة من النهر إلى البحر".