ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: أميركا وبريطانيا ستدفعان ثمن غبائهما الاستراتيجي
15/01/2024

الصحف الإيرانية: أميركا وبريطانيا ستدفعان ثمن غبائهما الاستراتيجي

سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين (15/1/2024) الضوء على خطاب الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله يوم أمس الأحد، بالإضافة إلى التطورات الميدانية في غزّة واليمن، وأحوال النشاطات الانتخابية في إيران.

الحدود بين الغباء الاستراتيجي والعمل التكتيكي

وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن "واشنطن ولندن بدأتا مغامرة حمقاء في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، لن تكون نهايتها إلا الفشل والدمار، ويكفي لإثبات هذا الطرح أن أنصار الله قد تعلَّموا أهمية الردع والعمل خلال 8 سنوات من الحرب غير المتكافئة مع آل سعود والإمارات"، معتبرًا أن "الحركة (أنصار الله) تراقب الميدان وتخطط بذكاء للخطوات العملية التالية، في وقت لا تمتلك الإدارتين البريطانية والأميركية القدرة على التمييز بين الغباء الاستراتيجي والعمل التكتيكي".

وأضافت أن "واشنطن ولندن تذرعتا بتهديد الأمن البحري والممرات المائية الدولية من أجل مهاجمة مواقع أنصار الله، لكن المؤكد أن تصرفات اليمنيين تقتصر فقط على السفن التي تتجه إلى الأراضي المحتلّة، إذ لم يتخذ اليمنيون أي إجراء ضدّ  السفن الأخرى خلال الـ100 يوم الماضية، لذلك فإن الهجوم على اليمن تم وفق تفسير خاطئ ومتعمد للتطورات الراهنة في البحر الأحمر، وليس له بالتأكيد أي شرعية دولية"، لافتة إلى أنّ "ملاحة السفن الأميركية والبريطانية ستواجه بالتأكيد تحديًا صعبًا إلى جانب سفن الكيان الصهيوني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب".

الصحيفة رأت أن "الإجراءات الشجاعة للمقاومة اليمنية في منع حركة السفن التجارية والعسكرية باتجاه الأراضي المحتلّة جاءت بناء على المتغيرًات الأخيرة في حرب غزّة، ففتح جبهة جديدة من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن ليس من أجل الردع فقط، كما أن النشاط الوقح الذي قامت به واشنطن ولندن مؤخرًا في البحر الأحمر لا ينبغي تحليله في سياق حرب غزّة، بل في شكل صراع جديد من جانب الغرب"، مؤكدة أن "الحرب في غزّة ستنتهي قريبًا بانتصار حماس والجهاد الإسلاميّ رسميًا وفشل الكيان الصهيوني القاتل للأطفال في تحقيق أهدافه (مثل تدمير حماس واحتلال غزّة)، لكن هذا لن يعني نهاية الصراع في البحر الأحمر".

وتابعت: "من الآن فصاعدًا، سيكون لأنصار الله الحق الشرعي والقانوني في اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان أمن البحر الأحمر وباب المندب وحماية المصالح الوطنية لليمنيين، ويمكن أن يكون لهذا الإجراء طبيعة عسكرية أمنية وأن يكون مصممًا لمراقبة حركة السفن التجارية أو العسكرية الأميركية والبريطانية"، موضحة أنّ "أي إجراء قد تقوم به أنصار الله في الحاضر أو المستقبل سيكون مبنيًا على هذا العمل غير القانوني والعدواني من جانب لندن وواشنطن، وسيكون له مبرّر قانوني ومنطقي في شكل عملٍ مشروع من قبل اليمنيين"، وقالت: "من المؤكد أن أميركا وبريطانيا ستدفعان جزءًا من التكاليف الهائلة لغبائهما الاستراتيجي في هذا الوقت، وجزءًا آخر منه في وقت وظروف لا يمكن تصورها".

تحليل مواقف الرئيس الإيراني من جرائم الكيان الصهيوني في غزّة

من جهة أخرى، لفتت صحيفة "إيران" إلى أن دستور جمهورية إيران الإسلاميّة، يؤكد أن الرئاسة (رئاسة الجمهورية) هي أعلى منصب سياسي في البلاد بعد منصب القيادة"، موضحًة أن "المكانة السياسية المتميّزة التي يتمتع بها الرئيس تُضاعف من أهمية منصب هذا المسؤول الرفيع، خاصة في مجال التطورات الإقليمية والدولية، ففي نظام الجمهورية الإسلاميّة الإيرانية، يجب أن تكون المواقف والسياسات المعلنة والمنفذة من قبل الحكومات، وخاصة الرؤساء، مبنية على المبادئ العليا المنصوص عليها في الوثائق الرسمية".

وذكرت الصحيفة بعضًا من أهم هذه المبادئ:

1. الكرامة والحكمة والمنفعة.
2. العقلانية الثورية، ويعني "المعرفة الصحيحة للقدرات والتهديدات.
3. المصالح الوطنية والمصالح الإسلاميّة، التي تحددها (الوطنية) على أساس "الهوية الثورية والإسلاميّة والإيرانية والجغرافيا السياسية للبلاد.
4. الاستراتيجية الأساسية، المتمثلة في نصرة المضطهدين والمستضعفين في العالم والحركات الإسلاميّة ومواجهة الظالمين وتدفق الاستكبار.

وأشارت إلى أن "العدو الصهيوني الغاشم على غزّة هو القضية الأهم في عالم السياسة ومنطقة غرب آسيا في الأشهر الثلاثة الأخيرة، ويمكن دراسة السياسات المعلنة والمنفذة للمجتمع الدولي في هذا السياق، خصوصًا أن تصرفات الكيان خلال هذه الفترة هي مثال ممتاز على "الفصل العنصري" (التمييز العنصري)، والتطهير العرقي، وجرائم الحرب، والإبادة الجماعية، والجرائم ضدّ الإنسانية، وقتل الأطفال، والانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان"، وقالت: "إزاء هذا الحدث المؤسف، فإن إيران، باعتبارها إحدى أهم الدول وأكثرها فعالية في منطقة غرب آسيا، تقف في المكان الصحيح والإنساني في التاريخ، وانطلاقًا من المبادئ الأساسية لسياستها الخارجية، تواجه الظالمين والمجرمين الدوليين وتدافع عنهم".

ولفتت الصحيفة إلى أن "رئيس الحكومة الثالثة عشرة السيد إبراهيم رئيسي، خلال فترة رئاسته، وبفهم حقيقي للمصالح الوطنية والمصالح الإسلاميّة انطلاقًا من خطاب الإمام روح الله الخميني (قده) وموقف آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، وبفهم حقيقي للظروف المتغيرة للنظام العالمي والإقليمي، ومباشرة بعد عملية طوفان الأقصى والعدوان الإجرامي المستمرّ للنظام الصهيوني في غزّة، تبنّى مواقف وتحركات دبلوماسية نشطة وحاسمة وعقلانية، على أساس المصالح الوطنية ومصالح جبهة المقاومة"، موضحة أن "السيد رئيسي أكّد ضرورة محاكمة أميركا والكيان الصهيوني كمرتكبي جرائم الإبادة الجماعية في غزّة؛ وقد تم طرح ثلاثة مطالب مهمة:

1 -  الوقف الفوري للهجمات على غزّة
2 -  رفع الحصار عن غزّة وإعادة فتح المعابر أمام إيصال المساعدات
3 -  إعادة بناء غزّة وإنشاء صندوق خاص للمساعدة في إعادة بناء غزّة

ووفقًا للصحيفة، فمن خلال دراسة جوانب تحركات وتصرفات ومواقف السيد رئيسي تجاه العدوان المناهض لحقوق الإنسان الذي يمارسه الكيان ضدّ أهل غزّة، يمكن أن نستنتج أن هذه السياسات والمواقف جرت في عدة اتجاهات في وقت واحد: 

1 -  إدانة الكيان الصهيوني وداعميه وفضح جرائمهم في غزّة
2 -  الدعم الحاسم لفصائل المقاومة في غزّة وشعبها المظلوم
3 -  محاولة توحيد العالم الإسلاميّ في دعم غزّة ومواجهة الكيان الصهيوني
4 -  تقديم مقترحات واضحة وعملية وواقعية لوقف إطلاق النار والحل الدائم للأزمة

اعتراف كيربي غير مرغوب فيه

بدورها، أفادت صحيفة "جام جم" أن المتحدث باسم مجلس الأمن القوميّ بالبيت الأبيض جون كيربي، زعم أن وقف إطلاق النار سيفيد حماس، وقالت: "لهذا السبب تعارض الحكومة الأميركية وقف الحرب في غزّة"، مشيرة إلى "ما قاله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بعد زيارة "تل أبيب" للتشاور مع سلطات الاحتلال، أنه "بدلًا من الهدنة ووقف الحرب، يجب اتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل الأذى على المدنيين".

وأضافت: "في الأيام الأخيرة، حاول مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن عدة مرات التمييز بين الرئيس الأميركي ورئيس وزراء كيان الاحتلال في ما يتعلق بحرب غزّة، لكن المواقف الأخيرة لبلينكن وكيربي تظهر أنه حتّى في الجوانب التكتيكية في حرب غزّة، فإنّ الجانبين متطابقين تمامًا ويتصرفان في تداخل مطلق مع بعضهما البعض"، لافتة إلى أن "تقديم عناوين غير صحيحة ومضلّلة وتشويه الأحداث الميدانية والتحليلية لحرب غزّة أصبح تعليمًا سياسيًا وإعلاميًا في الغرب، لكن يبدو أنّ تاريخ استخدام لعبة التطريز الغربية الصهيونية هذه قد انتهى".

وتابعت الصحيفة: "في المقابل، أدى الدخول الذكي والحاسم للمقاومة اليمنية في حرب غزّة إلى زيادة اليأس والارتباك الإقليميين لدى واشنطن وحلفائها، وباعتبارها أحد ركائز منظومة المقاومة، تعلمت أنصار الله جيدًا قواعد الردع والتحرك ضدّ  الأعداء"، موضحة أنها "استهدفت في هذه المعادلة، الاستراتيجيات والتكتيكات والحسابات الإقليمية للولايات المتحدة وكيان الاحتلال"، واعتبرت الصحيفة أنّ استمرارية قطاع غزّة والبحر الأحمر مهمّة في هذا السياق، ومن الواضح أن الدروس المستقبلية لحرب غزّة والأنشطة المرتبطة بها لن يتم استخلاصها على أساس تحقيق الأهداف الكلية وحتّى المتوسطة والقصيرة المدى لأعداء أمن المنطقة".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل