ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: اليمن يكشف عيوب نظام الهيمنة وازدواجية المعايير الدولية
14/01/2024

الصحف الإيرانية: اليمن يكشف عيوب نظام الهيمنة وازدواجية المعايير الدولية

تصدر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 14 كانون الثاني 2024  أخبار المتابعة الميدانية في الجبهات المتصلة لمحور المقاومة انطلاقًا من فلسطين ومرورًا بلبنان والعراق ووصولًا إلى اليمن.

كما سلّطت الضوء على قضية الانتخابات البرلمانية الآتية والتجهيز لها لضمان أكبر مشاركة شعبية فيها.
 

اليمن يكشف عيوب نظام الهيمنة

في حوار مع صحيفة "إيران" ذكر سعد الله زارعي، الخبير في قضايا المنطقة: "لقد كان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة متناقضا مرات عديدة في التعامل مع القضايا الأمنية خلال تاريخه الممتد لأكثر من 75 عاما، وبما أن الأرواح والممتلكات والأراضي والاستقلال والسلامة الإقليمية وقيم الأمة كانت على المحك، لم يكن مجلس الأمن على استعداد تام للرد، هذا المجلس مستعد للرد فقط من خلال المواقف التي لا يكون فيها لقرار الأعضاء عادة الكثير من الجانب التنفيذي.. خلال حرب غزة استشهد ما يقرب من 25 ألف مدني غالبيتهم من النساء والأطفال، وأصيب نحو 35 ألف شخص، ودُمر ما يقرب من 50 ألف منزل، وتم إطلاق أكثر من 360 صاروخاً على الناس يوميا من الطائرات العسكرية، لكن الأمم المتحدة ومجلس الأمن التابع لها لم يتحركا لوقف هذه الجرائم، ولم يكن هناك سوى قرار واحد ينص على تقديم المساعدات، لكن لم يتم اتخاذ أي خطوات لتنفيذه، أي أن مجلس الأمن أصدر قراراً بالقوة وتحت ضغط الرأي العام، ولم يتابعه قط، ولم يتخذ أي خطوة نحو تحقيقه، ولذلك يمكننا القول إن مجلس الأمن لم يفعل شيئاً فيما يتعلق بقتل أهل غزة، ولكن هنا، عندما يمنع اليمنيون، باستخدام حقهم المشروع، حركة السفن التي إما تابعة لإسرائيل أو تحمل بضائع إلى إسرائيل، تأتي القوة والقرارات من قبل مجلس الأمن والاستنفار، ليس لدينا هنا قتل الأطفال، ولا قتل النساء، ولا انتهاك وحدة أراضي البلاد.. ولكن هنا نرى أن مجلس الأمن يتدخل سريعاً ويصدر قراراً ضد اليمنيين، لقد كانت هذه المعايير المزدوجة موجودة دائمًا خلال فترة 75 عامًا، وهذا ليس بالأمر الجديد الذي ينبغي أن يكون مفاجئًا وغير متوقع".

وأضاف: "كما يعلن المسؤولون الأميركيون، فإنهم لا يريدون توسيع الحرب، وأعلن بلينكن بعد ساعة من الهجمات الأمريكية على أجزاء من اليمن انتهاء العملية، وأعلن أننا ننتظر إعلان اليمنيين أنهم سيتوقفون عن استخدام سياسة عرقلة حركة السفن، لكن ما حدث هو عمل إجرامي لن يمر دون رد فعل، ولذلك فإن الصراع سيستمر بالتأكيد، الأمر ليس في أيدي الأمريكيين، وبطبيعة الحال، إذا توقف الأمريكيون عن الرد على اليمن، فإن هذا الصراع لن يستمر، لكن لا يبدو أن الأميركيين يفكرون في عملية واحدة فقط ولا يريدون القيام بأي شيء آخر ضد اليمن، من المحتمل أن تستمر مثل هذه الصراعات المتبادلة لبعض الوقت".
أسباب فشل الحملة الأميركية على اليمن

وفي السياق نفسه كتبت صحيفة "جام جم": "يعد الهجوم الأمريكي على اليمن هو الدخول الرابع المباشر للولايات المتحدة في الحرب في غرب آسيا في القرن الحادي والعشرين، بعد أفغانستان والعراق وسوريا، هذه الدولة التي حاولت في العقد الأخير وخاصة بعد حركة الصحوة الإسلامية سحب قواتها من المنطقة، وفي السنوات الأخيرة أدى انسحابها من كابول إلى وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، هي الآن تحاول العودة لإنقاذ إسرائيل وفرض تكاليف الحرب بمليارات الدولارات على شعب بلادها".

وأضافت: "على الرغم من ذلك، على الأقل لسبعة أسباب واضحة، فإن صناعة الحرب الجديدة هذه لن تكون مفيدة لواشنطن ولندن، وهاتين الدولتين، اللتين شهدتا ذات يوم التحايل على القوانين الدولية خلال حرب العراق، ستظلان الآن عالقتين في مستنقع البحر الأحمر:

أولاً- كانت أمريكا تأمل أن يؤدي الهجوم على اليمن إلى إجبار أنصار الله على التراجع، لكن ذلك لم يحدث، وأعلن الحوثيون أنهم أصبحوا أكثر إصراراً على استهداف السفن الإسرائيلية.

ثانياً- حاولت أمريكا بمهاجمتها اليمن إرسال هذه الإشارة إلى جبهة المقاومة بأن فتح حدود صراع جديدة مع إسرائيل سيؤدي إلى هجوم مباشر من أمريكا، لكن رد فعل إيران وحزب الله وجبهة المقاومة العراقية أظهر أن هذا الهجوم يعقد عمل إسرائيل في مواجهة المقاومة.

ثالثاً- كانت أمريكا تأمل أن يرافقها حلفاء غربيون وإقليميون آخرون في هذا الهجوم وأن تشير إلى تحالفها كتحالف عالمي، لكن واشنطن فشلت في ذلك ولم تستطع حتى ضم فرنسا وإيطاليا وانعزلت في البحر الأحمر.

رابعاً- أدى الهجوم الأمريكي إلى ارتفاع أسعار الطاقة بشكل كبير في فصل الشتاء، وهذا سيضر تماماً بأميركا وحلفائها الأوروبيين، بل سيرفع من مكانة إيران في المنطقة ويرفع يد روسيا في حرب أوكرانيا.

خامساً- إن دخول الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب في المنطقة قد أفقد بايدن مصداقية كبيرة في أعين الديمقراطيين، وهو يعلم جيداً الآن أنه في انتخابات 2024، لن يحظى بدعم اللوبي الصهيوني ولا معارضي الحرب في الحزب الديمقراطي.

سادسا- لم تعد أمريكا قادرة على القيام بدور الوسيط في الصراع الفلسطيني بعد هذه الحرب، البيت الأبيض مستعد للانخراط رسمياً في عمليات عسكرية من أجل إسرائيل، وهذا ما أضر بشدة بصورة الولايات المتحدة في المجال الدبلوماسي ويقلل من شعبية الولايات المتحدة.

سابعا- أمريكا الآن شريكة لإسرائيل في الإعلام الغربي؛ النظام الصهيوني الذي من المفترض أن يجيب على تهمة الإبادة الجماعية في المحكمة، هذه المرة يجب على بايدن وحكومته أن يجيبوا أيضا على اتهامات مماثلة.

وتظهر هذه الأسباب أنه بغض النظر عن مستوى الصراع بين الولايات المتحدة واليمن، فإن البيت الأبيض يخسر بالفعل الحرب التي بدأها".
 

دعم المقاومة بالدبلوماسية الإعلامية والعامة

وكتبت صحيفة "قدس": "في إطار سياسة الواقعية في العلاقات الدولية، وبحسب مستوى التهديد من القوى الأجنبية، يتم تحديد دائرتين متعلقتين بالأمن لكل دولة: دائرة مباشرة وفورية ودائرة غير مباشرة وغير فورية، وفي هذا الصدد، تشمل الدائرة الأمنية المباشرة لإيران الدول المجاورة، وهي العراق وتركيا وباكستان وأفغانستان وحكومات الحدود الجنوبية للخليج، حيث تكون احتمالية التهديدات من هذه المناطق على مستوى عالٍ، وتشمل الدائرة الأمنية غير المباشرة أيضاً دول سوريا ولبنان وفلسطين، وهي الدول الأقل احتمالاً أن تشكل تهديداً، ولكن في الوقت نفسه، التهديد الأكبر ما تشكله خطة الأميركية وخطة الشرق الأوسط الكبير، حيث إن تقسيم دول المنطقة الذي يقع على جدول أعمال واشنطن وتل أبيب، وبالنظر لما تشكله فلسطين اليوم العمق الاستراتيجي لإيران في منطقة غرب آسيا، وبناءً على مبادئ الدفاع والأمن، يصبح الاهتمام بهذا البلد ومنع نفوذ الغرب وتحقيق نواياه هو أولوية أمنية لإيران".

 وفي هذا الصدد، قال حسن عابديني، الخبير في القضايا الدولية ونائب مدير الإذاعة والتلفزيون، في مقابلة مع "قدس":" إن استراتيجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية في محور المقاومة تقوم على التعاليم والأوامر الدينية: منذ بداية الثورة الإسلامية وحتى الآن، كانت الحرب ضد الاستكبار العالمي هي الأهم، لقد أصبحت الإستراتيجية العملية لسياسة إيران الخارجية بحيث تعمل اليوم من خلال شبكة من القوى الثورية في الساحة العالمية متأثرة بهذه التعاليم وضمن إطار عالمي ضد النظام الاستكباري بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لقد تصرفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية دائما كدولة فاعلة في المنطقة مستفيدة من الأحداث الإقليمية وعززت مكانتها في المعادلة الأمنية الإقليمية من خلال دعم محور المقاومة".

وعن المجال الأول لنشاط إيران، قال عابديني:"أولاً، من خلال الدبلوماسية الرسمية والعامة، يجب على إيران تنبيه العقول ووسائل الإعلام الدولية إلى أهداف واستراتيجية المقاومة في المنطقة، ليس لدى كافة فصائل المقاومة في المنطقة القدرة على الحضور والمشاركة في المؤسسات والتجمعات الدولية، ومن واجب الجمهورية الإسلامية الإيرانية إيصال رسالة هذه الجماعات إلى الدبلوماسيين والسياسيين الدوليين بثوب دبلوماسي، وأما المجال الثاني لنشاط إيران فيقع في سياق مسألة الدبلوماسية العامة على الساحة الدولية، ينبغي القول إن مقاتلي محور المقاومة يقاتلون اليوم ضد النظام الصهيوني والولايات المتحدة، الدول في مختلف المجالات، بما في ذلك العسكري والإعلامي والدعائي، وعلى إيران أن تقدم رسالة أصالة هذه المقاومة للعالم من خلال قدرتها الإعلامية".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل