الخليج والعالم
العراق يدعم فلسطين: لا معنى للاستنكار والتنديد في ظلّ وجود علاقات مع العدو
بغداد - عادل الجبوري
يُواصل العراق إطلاق مبادراته ومواقفه السياسية والإنسانية الداعمة لأبناء الشعب الفلسطيني، وهم يخوضون معركة "طوفان الأقصى" ضدّ الكيان الصهيوني الغاصب منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وفي هذا السياق، دعا رئيس مجلس النواب العراقي بالنيابة علي أكبر محسن المندلاوي إلى إنشاء الصندوق الآسيوي والدولي لإعمار غزة، وفي الوقت ذاته شدّد على ضرورة اتخاذ موقف برلماني "عربي - إسلامي - آسيوي" حازم لإيقاف غطرسة الكيان الصهيوني ووضع حدّ لجرائمه الدموية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
وأكد المندلاوي، في كلمة له خلال الاجتماع الاستثنائي لاتحاد الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حول فلسطين المنعقد حاليًا في العاصمة الإيرانية طهران، إنّ:" العراق شرّع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني استنادًا لموقفه الثابت من فلسطين"، مشيرًا الى أنه: "لا معنى للاستنكار والتنديد في ظل وجود علاقات مع الكيان الصهيوني".
وطالب المندلاوي، وهو يشغل منصب رئيس الاتحاد البرلماني العربي، بوقفة لإعادة القيم للنظام الدولي وعدم الرضوخ للمصالح والضغوط الصهيونية، من خلال اتخاذ موقف برلماني (عربي - إسلامي – آسيوي) حازم لإيقاف غطرسة الكيان الصهيوني ومنع جرِّ المنطقة إلى أتونِ حرب مدمّرة".
وتجدر الإشارة الى أنّ مجلس النواب العراقي كان قد صوّت بالإجماع، في السادس والعشرين من شهر أيار/مايو 2022، على قانون يجرم التطبيع وإقامة العلاقات مع الكيان الصهيوني، هذا في الوقت الذي راحت فيه حكومات بعض الدول العربية تُبرم الاتفاقيات الاستسلامية مع ذلك الكيان، متجاهلة ما ارتكبه ويرتكبه من جرائم بشعة ضد الشعب الفلسطيني والشعوب العربية الأخرى.
إلى ذلك، أرسل العراق قبل أيام باخرة محمّلة بعشرة ملايين لتر من مادة الكاز الى قطاع غزة، حيث صرّح الناطق باسم القوات المسلحة العراقية، اللواء يحيى رسول، أنه: "بتوجيه من القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني ومن خلال قرار مجلس الوزراء، انطلقت وعبر الناقل الوطني سفينة عراقية محملة بعشرة ملايين لتر من مادة الكاز عبر المياه الدولية باتجاه ميناء سيناء البحري، وهذه الكمية من الوقود مخصصة لشعبنا المحاصر في قطاع غزة".
وأشار اللواء رسول الى أنه: " قد استكملت الإجراءات والتنسيق على مستوى عالٍ مع السلطات المصرية، موضحًا: "أن هذا العمل جاء بتضافر الجهود من خلال لجنة الاستلام وتشغيل التبرعات لقطاع غزة المتمثلة بمستشار رئيس الوزراء زيدان العطواني وعضوية ممثلي وزارة الدفاع وجمعية الهلال الأحمر العراقية وجهاز المخابرات الوطني ووزارة التجارة وهيئة الحشد الشعبي".
وأكّد أنّ: "التوجيه مستمر بدعم قطاع غزة، وهناك تنسيق عالٍ يجري من خلال الهلال الأحمر العراقي لتسليم المواد الإغاثية والطبية، ومن خلال هذه السفينة المحمّلة بالوقود إلى الهلال الأحمر المصري، ومن ثم التنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني".
وبحسب بيانات سلطة الطاقة الفلسطينية، يبلغ متوسط حاجة غزة الشهرية من الكاز (السولار) اللازم لتوليد الكهرباء، نحو 12 مليون لتر، منها 3 ملايين لتر شهريًا لضمان عمل المؤسسات الصحية في القطاع علمًا أنه منذ اندلاع معركة "طوفان الاقصى" في السابع من شهر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تسببت جرائم جيش الكيان الصهيوني باستشهاد 22835 مواطنًا فلسطينيًا، وإصابة 58414 آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ من كبار السن، فضلاً عن حجم الدمار الهائل في البنى التحتية الذي أحدثته المجازر الصهيونية المتواصلة.
وطوال الشهور الثلاثة الماضية، أسهم العراق بدعم أبناء الشعب الفلسطيني بعشرات الأطنان من المواد الغذائية والطبية والمستلزمات الحياتية الأخرى. وبشهادة الكثيرين، كان العراق، حكومة وشعبًا، متقدمًا إلى حد كبير عن كثير من الدول في مواقفه ومبادراته السياسية والإنسانية لإغاثة الشعب الفلسطيني المظلوم والشجاع ومساعدته، فضلًا عن دخول المقاومة العراقية بصورة مباشرة في معركة "طوفان الأقصى" من خلال توجيه العديد من الضربات إلى عمق الكيان الصهيوني المحتل.