الخليج والعالم
"إسرائيل" تواجه جبهة الرأي العام العالمي بعد ممارساتها في غزّة
أكدت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أنّ "إسرائيل" التي تضغط عسكرياً في غزة، وجدت نفسها في "موقف دفاعي" على جبهات أخرى، مشيرةً إلى أنّ أبرز هذه الجبهات هي جبهة الرأي العام العالمي.
وأشارت إلى أنّ كيان الاحتلال، لا يجد إلا الولايات المتحدة، باعتبارها واحدة من الدول القليلة المستعدّة لتصديق رواياته بشأن الأحداث في قطاع غزة، وعلى استعداد للدفاع عن ممارساته، بينما يزداد تشكيك العالم في تبريرات الكيان لإستراتيجيّته وأفعاله.
وقدّمت المجلة مثالاً في هذا الإطار، موضحةً أنّ "إسرائيل" ادّعت حرصها على تقليل إلحاق الضرر بالمدنيين والبنى التحتية الأساسية في غزة، إلا أنّه "من الصعب التوفيق بين هذا وبين ما تخبرنا به أعيننا".
كما أعربت المجلّة عن قلقها من الخسائر في غزة، ومن استمرار العدوان الإسرائيلي، ومن دفع الاحتلال نحو أسوأ أنواع النتائج، وخصوصاً مع ما يرافق ذلك من تضييق على الإغاثة الإنسانية وانعدام الأمن الغذائي وتفاقم الأزمات الصحية، مما سيؤدي إلى طرد مقنّع للفلسطينيين من أراضيهم، وسط تجاهل من بقية العالم، وفق المجلة.
وأوضحت "فورين بوليسي"، أنها وصفت هذا التهجير للفلسطينيين من غزة بـ"المقنّع"، لأنّ المجاعة وانتشار الأمراض يحقق نفس النتيجة ومن "دون تجميع الناس ودفعهم جسدياً عبر الحدود مع مصر".
وفي وقت تقول فيه إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، إنها تعارض تهجير الفلسطينيين، أكدت المجلة أنها لم تتخذ خطوة جدية لمحاسبة "إسرائيل" على ممارساتها في غزة، مشيرةً إلى أن احتمال وقوف الإدارة الأميركية في وجه "إسرائيل" من خلال حرمانها من الدعم العسكري أو السياسي "يبدو شبه معدوم".
ولفتت المجلة إلى وجود نقاش حادٍ من المسؤولين الحاليين والسابقين بشأن مخطط التهجير، مشدّدة على أنّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو والائتلاف الحكومي دعوا إلى ما يسمّى "خفض عدد سكان غزة".
وشدّدت "فورين بوليسي" على ضرورة رفض العالم لهذا المخطط، مؤكدةً أنّ "تطهير الفلسطينيين بشكل جماعي من أراضيهم سيحمل المزيد من الكراهية والمآسي في المستقبل".
وفي الأيام الماضية، طرحت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية، إشكالية "كيف ستواجه "إسرائيل" اتهامات الإبادة الجماعية في لاهاي؟"، وذلك بعد أن تقدّمت جنوب أفريقيا بدعوى في المحكمة الدولية ضد كيان الاحتلال بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.