الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: اغتيال الشهيد "الحاج جواد" ضمن مسلسل اغتيالات قادة محور المقاومة
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الثلاثاء (09 كانون الثاني 2024)، في مقالاتها الرئيسة ثلاثة مواضيع، أولها جريمة اغتيال القيادي في المقاومة الإسلامية وسام الطويل "الحاج جواد" ضمن مسلسل الاغتيالات التي ينفذها الكيان الصهيوني لقادة محور المقاومة، والثاني يتعلق بالانتخابات الإيرانية ومساعي مثيري الشغب المرتبطين بالخارج للحد من المشاركة الشعبية فيها، والثالث البحث عن الاستراتيجية التي يتبعها محور المقاومة تجاه تصرفات العدو الصهيوني الذي يحاول توسيع دائرة الحرب من غزة إلى بقية دول المنطقة.
الصبر أم الانتقام؟
في هذا السياق، كتبت صحيفة "وطن أمروز" تقول: "من الأمور الأخرى التي ينبغي الانتباه إليها أداء النظام الصهيوني الإرهابي بعد عملية طوفان الأقصى تجاه إيران، وعلى الرغم من أن تنظيم "داعش" قد أعلن مسؤوليته عن الهجوم الإرهابي في كرمان، إلا أنه ليس سرًا أن هذا العمل، إذا لم ينفذه عملاء إسرائيليون، فلا بد أن تنفيذه تمّ بأوامر من الصهاينة لـ"داعش"، وقبل ذلك اغتال النظام الصهيوني الضابطين في الحرس الثوري الإيراني "محمد علي عطاي شورجه" و"بناه تقي زاده" في أثناء قيامهما بمهمة استشارية في جبهة المقاومة الإسلامية السورية، وقبل وقت ليس ببعيد الجنرال السيد رضي الموسوي الذي كان مسؤولًا عن دعم محور المقاومة في سوريا".
وأضافت: "ربما يمكن عدّ استهداف "إسرائيل" للقوات الاستشارية للحرس الثوري الإيراني في سوريا له سابقة في مواجهة النظام الصهيوني مع فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني في المنطقة، لكن الهجوم الإرهابي على المدنيين في كرمان هو بالتأكيد محاولة صهيونية لمزيد من الضغط على إيران في اتجاهين: أحدهما: أن توقف دعمها لمحور المقاومة، وهو أمر غير ممكن بأي حال من الأحوال بالنظر إلى إجراءات القائد وعقيدة نظام الجمهورية الإسلامية في الدفاع عن المظلومين ومسلمي المنطقة. والثاني: نظرًا إلى الفشل الذريع والضربات التي تلقاها الصهاينة في عملية طوفان الأقصى وما تعرضوا له من قوى المقاومة الفلسطينية في الحرب البرية، يريدون توسيع الملعب والصراع".
وتابعت الصحيفة: "مما لا شك فيه أن الصهاينة، من خلال العمليات الإرهابية ضد إيران، يتطلعون إلى دخول بلادنا مرحلة الصراع المباشر، وبطريقة ما، ستُنفذ رغبتهم في تغيير أرضية الصراع، وبحسب الصهاينة، فإنه في حال وقوع مثل هذا الحدث، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، التي تدعم وتوجه بشكل كامل جزءًا من الحرب منذ بداية طوفان الأقصى، فيمكنهم تحقيق إجماع أوروبي وغربي يقف إلى جانبها ويقف ضد إيران ومحور المقاومة".
مقاطعو الانتخابات في إيران مثيرو الشغب
أما صحيفة "جام جم" فقد تناولت في مقالها الرئيسي دعوة بعض المعارضين الإيرانيين لمقاطعة الانتخابات القادمة وقالت: "ممّا لا شك فيه أن مقاطعي الانتخابات هم في معسكر العدو وأن أنشطتهم تتماشى مع العقوبات القاسية التي فرضت على الشعب الإيراني وتسببت بمشكلات كثيرة للبلاد، ولكن استنادًا إلى تاريخ الحضور الشعبي في المواقف الحساسة، من المتوقع أن يشارك الأهالي بحماس في الانتخابات النيابية، وسيقوم الخبراء الإسلاميون والقياديون بإحباط المقاطعين ومنع تحركاتهم الأخرى، والتي من شأنها تأجيج أعمال الشغب في الشوارع".
ولفتت "جام جم" إلى أن هذه الجماعات ومنذ انتصار الثورة حتى الآن، رأت صناديق الاقتراع أمرًا مستهدفًا وأرادت من الشعب أن يبتعد عنها ومنع مشاركته الحماسية في الانتخابات، وبالتأكيد هذه المرة، كما حدث قبل أربعة عقود، سوف تفشل مساعيهم، ففشل مشروع اضطرابات الشوارع في العام الماضي جعل القلق عندهم أكثر جدية، والمشاركة الانتخابية هذا العام ستكون أعلى من قبل، وربما لهذا السبب يقرعون طبول اليأس عند الشعب بمساعدة الغربيين".
وتوقعت الصحيفة أن يقدم مجلس صيانة الدستور "إجابة منطقية على الشكوك والاتهامات المثارة من الموجة الدعائية للمقاطعين، وكذلك الحكومة يجب أن تهيئ الأرضية اللازمة لإجراء انتخابات عادلة، حتى يتمكّن النظام من إطلاق رصاصة أخرى على تحركات الأعداء في زعزعة أمن البلاد وإحباط مؤامراتهم تجاه الناس".
هل تستعد "إسرائيل" لحرب مع حزب الله؟
كتبت صحيفة "قدس": "بالتزامن مع انسحاب ما لا يقل عن أربعة ألوية عسكرية تابعة للنظام الصهيوني من شمال قطاع غزة، خلال الأسبوع أو الأسبوعين الماضيين، فإن كل شيء يشير إلى تخطيط الصهاينة للتركيز على الشمال واحتمال اندلاع حرب على الجبهة الحدودية مع لبنان، ومع أن تل أبيب وصفت انسحاب القوات من غزة بأنه تكتيكي وفي اتجاه التركيز على الضربات الجوية، إلا أن الكثيرين يعتقدون أن هذا الإجراء هو نتيجة هزيمة حماس للجيش الصهيوني في الميدان وأيضًا بهدف إعادة ترتيب القوات لبدء حرب كاملة من خلال هجوم واسع النطاق على حزب الله، والتطورات الميدانية خير دليل على هذا الادعاء".
وأضافت: "وفي هذا الصدد وفي تطور يدل على تصاعد التوتر، أعلن حزب الله، أمس، استشهاد وسام حسن الطويل (الحاج جواد)، أحد القادة الميدانيين للمقاومة، في هجوم بطائرة مسيرة صهيونية، وكان قد احتدم الصراع في الجبهة الشمالية خاصة بعد اغتيال صالح العاروري القيادي في حركة حماس في بيروت، والذي رافقته وعود بالانتقام من حزب الله، ثم إطلاق المقاومة 62 صاروخًا على قاعدة ميرون". الإسرائيلية.
في المقابل، ذكر مصدق مصدق بور، الكاتب والمحلل لقضايا غرب آسيا، في تحليله للأحداث عند الحدود الشمالية لفلسطين ولبنان، في حديثه مع صحيفة "قدس": "إنّ الحرب الحالية في غزة تحولت في الواقع إلى حرب شخصية بين نتنياهو والعديد من الشخصيات السياسية والعسكرية الإسرائيلية.. لقد تبين أن الانسحاب البري الإسرائيلي من شمال غزة، خلافًا لما يعتقده البعض، لا يعني الاستعداد لمعركة مع حزب الله، ويعود ذلك بالأساس إلى إفراغ الضفة المستهدفة لجيش الاحتلال".
وأضاف: "ومع ذلك؛ تواصل المقاومة الفلسطينية عملياتها ضد القوات الإسرائيلية، لذلك انسحابها من شمال غزة يشكّل خسارة واضحة لهذا النظام من حيث عدم تحقيق أهداف الحرب التي أعلنتها تل أبيب. وهناك عاملان أساسيان يفسران هذه الخسارة الواضحة؛ أولًا، لا يستطيع جيش الاحتلال تطهير شمال قطاع غزة بيتًا بيتًا أو نفقًا نفقًا، ثانيًا إنّ الحكومة الإسرائيلية يجب أن تعيد ضخ جنود الاحتياط تدريجيًا في اقتصادها لإعادة تشغيل الاقتصاد، وضمان عدم تعرض القطاعات الإنتاجية للأضرار التي سيستغرق تعافيها وقتًا طويلًا".