الخليج والعالم
"نيويورك تايمز": لهذه الأسباب انهار الجيش الإسرائيلي يوم "7 أكتوبر"
أفاد تحقيق لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عانى من ارتباك ونقص في الأسلحة وكان تنظيمه سيئًا للغاية، أثناء عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي.
التقرير الذي أعدته الصحيفة الأميركية بالتعاون مع الصحفي الإسرائيلي رونين بيرغمان، وحمل عنوان "أين كان الجيش الإسرائيلي؟"، كشف شهادات جديدة عن هجوم حماس على المستوطنات والمواقع العسكرية الإسرائيلية في غلاف غزة، وطريقة تعامل الجيش الإسرائيلي معها.
ووفقًا للصحيفة، فقد سادت العشوائية وانعدام المعلومات لدرجة أن الجنود اضطروا إلى التواصل في مجموعات "واتساب" مؤقتة، والاعتماد على منشورات وسائل التواصل الاجتماعي لجمع المعلومات التي من شأنها أن تخدمهم في المعركة.
ونظرًا لانعدام الاتصال مع قاعدة "رعيم" العسكرية -مقر قيادة فرقة غزة في الجيش الإسرائيلي- لجأت وحدة "ماجلان" إلى الفيديوهات التي نشرتها حركة حماس على شبكات التواصل الاجتماعي لفهم ما يجري، كما أمر أحد قادة الفريق جنوده في المروحية بالبحث عن معلومات على "تليغرام" والتقارير الإخبارية لاختيار الأهداف.
دون خطة
و"ربما كان الأمر الأكثر فظاعة على الإطلاق"، كما نقلت الصحيفة عن الجنود والضباط السابقين والحاليين، هو أن "الجيش الإسرائيلي لم يكن لديه أي خطة للرد على أي هجوم واسع النطاق تشنه حماس من قطاع غزة على كيان العدو".
إعلان
ووفقًا للجنرال السابق في القيادة الجنوبية يوم توف سامية، فإنه "لم يكن هناك إعداد "دفاعي" مناسب، ولا تدريب، ولا معدات، ولا بناء قوة لمثل هذه العملية".
وقال نائب قائد فرقة غزة السابق أمير أفيفي، في تحقيق "نيويورك تايمز" ــ استنادًا إلى وثائق حكومية إسرائيلية داخلية وفحص مواد من قاعدة بيانات عسكرية ــ "لم تكن هناك خطة "دفاعية" لهجوم مفاجئ من النوع الذي رأيناه في 7 تشرين الأول/أكتوبر الماضي".
ارتباك وفوضى
ومن الشهادات التي جمعتها الصحيفة الأميركية والتي تظهر صورة الارتباك الذي كان سائدًا في ذلك اليوم، إفادة للجندي في قوات الاحتياط الإسرائيلية دافيدي بن تسيون قال فيها "بعد حوالى 7 ساعات من بدء الهجوم، التفتُّ إلى جندي الاحتياط الذي كان بجانبي وسألته: أين جيش "الدفاع" الإسرائيلي؟".
وأضاف جندي آخر من قوات المظلات "أنه جنّد نفسه هو وأصدقاؤه -دون دعوة رسمية-، ولتوفير الوقت غادروا دون معدات للرؤية الليلية أو سترات مناسبة"، مؤكدًا أنه "كان يتوقع أن يرى الطرق مليئة بالجنود والمعدات والمدرعات التي تتجه جنوبًا، لكنها كانت فارغة".
واعترف مسؤول في القيادة الجنوبية أنه "حتى عند الظهر لم يفهم الضباط هناك ما كان يحدث، وقدّروا أن حوالى 200 مقاتل من حماس تسللوا إلى كيان العدو، في حين أن العدد في الواقع كان أعلى بعشر مرات".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ "أحد مشاهد الفوضى في ذلك الصباح، كان سيطرة حماس على الطرق الرئيسة وإغلاقها، خاصة في مفرق النقب، الأمر الذي أعاق تقدم القوات الإسرائيلية لساعات عدة".