الخليج والعالم
من طهران..العراق يجدّد موقفه الداعم لفلسطين
بغداد: عادل الجبوري
جدّد العراق موقفه الداعم والمساند للشعب الفلسطيني وهو يواجه العدوان الصهيوني بكل بسالة وشجاعة وقوة، بالرغم من تفاوت الإمكانات وخذلان الكثير من الأطراف العربية والإقليمية والدولية له.
في كلمة لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، في المؤتمر الدولي حول فلسطين الذي عقد في العاصمة الإيرانية طهران يوم السبت، وألقاها نيابة عنه وزير النقل رزاق محيبس السعداوي، أكد السوداني: "أن ما يحصل في غزةَ لا يتحمّل الاكتفاءِ بعبارات الإدانة، إذ إن مشاهد القتل والمجازر بحق أهل غزة هي جرائم تطهير عرقيٌ"، مشيرًا إلى: "أن القوى الدولية الكبرى تحمي الكيان الصهيوني الغاصب متخلية عن مسؤولياتها الإنسانيةِ والأخلاقية".
وأشار السوداني إلى: "أن الدول التي طالما رفعت شعارات حقوق الإنسان، تستكثر اليوم على أهل غزة الدفاع عن أنفسهم وتُبرئ القاتل الحقيقي وتجرِّم الضحية"، مؤكدًا أن الحكومة العراقية: "دعت منذ اليوم الأول للعدوان إلى وضع حد للمآسي والنكبات التي يعيشها أهل غزة كلَّ يوم.. وأن الموقف الرسمي العراقي تجاه القضية الفلسطينية يستند إلى تأييد سياسي وشعبي داخلي من جميع العراقيين".
وأوضح رئيس الوزراء العراقي: "أن محنة فلسطين وقضيتها تعيشان في وجدان جميع العراقيين منذ أن وقعت أسيرةً بيد الغاصبين"، و"أن مأساتها المستمرة توجب على جميع العرب والمسلمين أن يتوحّدوا لتشكيل كتلة ضغط كبيرة في المحافل الدولية من أجل وضع حد للجرائم الصهيونية".
وطالب السوداني بـ"إيقاف الحرب في غزةَ والإسراع بتقديم المساعدات العاجلة للفلسطينيين الذين يعيشون اليوم في ظل ظروف إنسانية صعبة مع حلول فصل الشتاء".
تجدر الإشارة الى أن العراق إلى جانب مواقفه السياسية الداعمة لفلسطين في إطار معركة "طوفان الاقصى"، بادر الى إرسال عشرات الأطنان من مواد الإغاثة الغذائية والطبية واللوجيستية المختلفة الى الشعب الفلسطيني، في الوقت ذاته الذي عبرت المرجعية الدينية عن استعدادها لاستقبال الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات الممولة من قبلها.
في هذا السياق، أكد السفير الفلسطيني في العراق أحمد الرويضي: "أن مساهمات العراق متعددة في دعم الشعب الفلسطيني، وخاصة الدعم السياسي المستمر من القيادة العراقية المؤكد على وجوب وقف العدوان على قطاع غزة، وكذلك الإنساني عبر قوافل المساعدات المستمرة، وبينها إرسال باخرة مساعدات تحمل 10 ملايين ليتر من المشتقات النفطية، أهمها زيت الغاز الذي أُعلن الحاجة له بالتنسيق بين الهلال الأحمر الفلسطيني والهلال الأحمر العراقي".
وأوضح السفير الرويضي في تصريحات صحفية: "أنّ هذه المواقف تؤكد على اهتمام العراق الشقيق بدعم الشعب الفلسطيني في محنته مع استمرار الدعوات العراقية بإيقاف العدوان ورفع الحصار، وهذه المواقف ترجمة واضحة لمواقف العراق المعلنة، والتي عبّر عنها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في أكثر من مناسبة".
وأشار السفير الفلسطيني إلى أن: "دعم العراق لم يقف عند هذا الحد، بل عُزّز بإعلان الجاهزية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين في المستشفيات العراقية، وهنالك اتصالات مكثفة تتم لاستقبال أول دفعة من الجرحى في مستشفيات العتبة الحسينية المقدسة، والتي عبرت عن استعدادها لعلاج جرحى فلسطين كافة، ويجري حاليًا التنسيق بين الأطراف الرسمية المعنية".
وبينما تجاوزت معركة "طوفان الأقصى" يومها السابع والسبعين، أخفق الكيان الصهيوني المجرم في تحقيق مكاسب حقيقية في الميدان، بالرغم من حجم الدمار الذي ألحقه بقطاع غزة وعدد الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني الذي تعدى العشرين ألف شهيد، وأكثر من ثلاثين ألف جريح. هذا في الوقت الذي نجحت فيه المقاومة الفلسطينية بكسر شوكة الكيان الغاصب وإظهار ضعفه وخوائه وهشاشته.