الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: لاستمرار المواكبة الإعلامية الكثيفة للعدوان الصهيوني على غزة
تصدرت مضامين خطاب قائد أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي اهتمامات الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الخميس، والذي أطلق جملة من الشعارات والتهديدات الملفتة، والتي عنونتها بعض الصحف. كما اهتمّت بتحليل مساعي وقف إطلاق النار في قطر ومراقبتها. كذلك ركزّت على جملة من الأحداث الداخلية، مثل سيطرة الحكومة السريع على الهجوم السيبراني الذي تعرضت له شبكة توزيع الوقود الداخلية، وكذلك قبول مجلس النواب مشروع الموازنة.
"حل الدولتين" منتهي الصلاحية
صحيفة "جام جم" كتبت: "في هذه الأيام، تُضخ فكرة أو خطة "حل الدولتين" للقضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، في وسائل الإعلام وعند السياسيين الغربيين، بينما بلغت جرائم الاحتلال الصهيوني وقتله الأطفال في قطاع غزة ذروتها، وحتى بعض من يروجون لخطاب التسوية في فتح والسلطة الفلسطينية اعترفوا أن افتراضاتهم بشأن "السلام" مع نظام الاحتلال قد وصلت إلى طريق مسدود".
وقالت إن: "تشكيل دولتين أمر مثالي ووهمي"، مضيفًة: "من الواضح للجميع أن التطورات، في مجال العلاقات الدولية وطبيعة الفاعلين في عالم السياسة، لا تتحدد في الفراغ وفي زاوية ذهن المثقفين، وهذه القاعدة تنطبق أيضًا على النظام المحتل الصهيوني، فأشخاص مثل ايتمار بن غفير وبنيامين نتنياهو وأفيغدور ليبرمان وحتى بعض زعماء التيارات الليبرالية مثل يائير لابيد وبيني غانتس مجمعون على خطة "من النيل إلى الفرات" وتوسيع احتلالهم، حتى في العصر الذي استولى فيه الحزب الديمقراطي الأميركي والحركة الليبرالية في الأراضي المحتلة على السلطة في واشنطن و"تل أبيب" في وقت واحد، لم يكن لحل الدولتين فرصة لتحقيقه. إذ يعتقد العديد من منظري الواقعية الجديدة والاستراتيجيين في أميركا والأراضي المحتلة أن الإصرار على حل الدولتين ينبع من رؤية مثالية ومتفائلة للغاية لطبيعة النظام التوسعي الذي يرفض حتى القرارات الصريحة الصادرة عن الأمم المتحدة ضد المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية".
وتابعت الصحيفة إن :"النقطة الثانية تتعلق بالعقلية الحقيقية لمستوطني الأراضي المحتلة والفلسطينيين تجاه خطة الدولتين وتنفيذها. إذ تُظهر آخر استطلاعات الرأي التي أجريت في غزة والضفة الغربية أن أقل من ثلث سكان فلسطين والأراضي المحتلة يؤمنون بخطة الدولتين وإمكان تنفيذها"، مشيرةً إلى أن: "المسح أعلاه أجري قبل عملية طوفان الأقصى، وفي هذا الاستطلاع، سُئل الفلسطينون عما إذا كان من الممكن إيجاد حل لتشكيل دولة فلسطينية مستقلة، وما إذا كان هذا البلد يستطيع العيش بسلام مع "إسرائيل"، وأظهرت النتائج أن مستوى الثقة فيما يتعلق بفعالية حل الدولة وصل إلى أدنى مستوى ممكن، ومن المؤكد أن المعركة الأخيرة ستزيد من حدة هذا الاتجاه النزولي".
الوظيفة الإعلامية تجاه ما يجري في فلسطين
بدورها، نقلت صحيفة "قدس" آراء وتحليلات بعض الخبراء حول أهمية استمرار المواكبة الإعلامية الكثيفة للعدوان الصهيوني في غزة، لافتةً إلى خطورة ضعف الحساسية الإعلامية تجاه الجرائم الصهيونية. وأشارت الصحيفة إلى تأكيد حسن لاسجردي - كبير الخبراء في الدراسات الفلسطينية - ضرورة منع التطبيع مع جرائم العدو في غزة، إذ قال: "بداية؛ يجب التأكيد على هذه القضية، فالتطبيع مع الجريمة يعني في الواقع التخلص من بشاعتها، وبهذه الطريقة، سيجد المجرم تبريرًا لارتكابها، وسيفترض الأشخاص المعتدى عليهم والمتضررون أيضًا أنهم عاجزون ووحيدون، ما سيؤدي إلى زوال الشعور بالإنسانية، ولذلك، لا بد من منع التطبيع مع جرائم النظام الصهيوني في غزة بأي طريقة ممكنة، لذا فإن الخط الإخباري والإعلامي لتطورات وجرائم الاحتلال في غزة والدفاع المشروع عن المقاومة يجب أن يستمر في العمل بقوة أكبر من أي وقت مضى".
ونقلت، عن المحلّل السياسي محمد صادق كوشكي، قوله إن الظاهرة تصبح عادية عندما لا نبذل جهدًا لتسليط الضوء عليها إعلاميًا، ومن خلال تسليط الضوء الإعلامي واستخدامه، نمنع أن تصبح هذه الأحداث عادية. وفي الواقع، إن انعكاس جرائم "إسرائيل" في غزة يجب أن يتمّ من خلال الأساليب الفنية، فمن واجبنا جميعًا التوضيح وفصل الحقيقة عن الروايات الكاذبة، فالروايات الكاذبة التي تحاول وضع ضحايا جرائم هذا النظام الشنيعة على قدم المساواة مع قاتليهم، لا أساس لها من الصحة ومخزية أخلاقيًا، ولذلك يجب علينا أن نرفع صوت المطالبة بالعدالة وعدم السماح بأن يصبح ارتكاب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان أمرًا طبيعيًا.
الروح الميدانية للحكومة
من جهتها، صحيفة "إيران" قالت تعليقًا على تصدي الحكومة للهجوم السيبراني الذي استهدف شبكة الوقود الداخلية: "كان للهجوم السيبراني على إمدادات الوقود في البلاد وتعطيل تشغيل محطات الوقود، والذي حدث يوم الاثنين، تداعيات سياسية، بالإضافة إلى تداعيات أمنية، وأصبح تعاطف الناس مع المعنيين وصبرهم على حل هذه المشكلة عاملًا إيجابيًا في الاستجابة لهذا الاضطراب"، مضيفةً: "بالرغم من أن العدو، وربما بعض التيارات الداخلية، كانوا يحاولون الاصطياد في هذه الحادثة، إلا أن الروح الميدانية للحكومة واستعدادها للعمل عند حدوث المشكلات، خلقت الأساس لثقة الناس في المسؤولين التنفيذيين، وأصبح وقوف الشعب إلى جانب الحكومة ذخرًا فريدًا للحكومة الثالثة عشرة".
وتابعت: "الشعب الآن أمامه حكومة يعرفها، من الرئيس إلى الوزير والهيئات الحكومية المختلفة، وكلها تعمل على حل المشكلات في أسرع وقت ممكن، وفي غضون ذلك، أُعلم الأشخاص بأحدث التغييرات من خلال إشعارات مباشرة من دون تأخير، وبهذه الطريقة تشكّلت ثقة الناس، والثقة التي انعكست أسسها الأولى في الانتخابات الرئاسية، والآن قُطفت ثمارها، وكانت ثمرة هذه الثقة الخروج السلس للبلد والحكومة والأمة من أزمة مصطنعة في قطاع البنزين".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024