معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: عجز أميركي أمام تهديدات اليمن في البحر الأحمر
20/12/2023

الصحف الإيرانية: عجز أميركي أمام تهديدات اليمن في البحر الأحمر

سلّطت الصحف الإيرانية، الصادرة صباح اليوم الأربعاء 20 كانون الأول/ديسمبر 2023، الضوء على الفشل الأميركي في اجتذاب الدول العربية لتشكيل تحالف ضد اليمن، متحدثة عن المستجدات الأخيرة المتعلقة بالعدوان الإسرائيلي على غزة.

"لا" للتحالف الأميركي

في هذا السياق، رأت صحيفة "قدس" أنّ: "الرد السلبي من معظم الدول العربية، وخاصة السعودية والإمارات، على أميركا، يشير إلى فشلها في تشكيل التحالف المناهض لليمن". وذكرت الصحيفة أنّ :"المقاومة اليمنية نفذت تهديداتها بجعل البحر الأحمر غير آمن، مع استمرار هجمات الكيان الصهيوني المجنونة ضد سكان قطاع غزة، الأمر الذي وجّه ضربة خطيرة للغاية للتجارة الخارجية للكيان"، مشيرة إلى أن: "30% من واردات هذا الكيان المؤقت تمر عبر باب المندب وتُفرغ في ميناء إيلات، ومع مقاومة اليمن أصبح الشريان الحيوي للصهاينة تحت سكين اليمنيين".

وأضافت أن: "فشل التحالف يظهر، بوضوح، وجود خلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها العرب، فضلاً عن الانقسام بين العرب أنفسهم. وفي الوقت نفسه؛ فإنّ غياب الرياض وأبو ظبي والقاهرة أكثر إثارة للاهتمام من غيرها"، لافتة إلى أن: "واشنطن لجأت إلى التهديدات لضمّ السعودية والإمارات معها، واستخدمت مسألة تقليص التعاون العسكري وسيلةً لإجبارهم على الانضمام إلى التحالف المناهض لليمن".

الصحيفة أشارت إلى تقارير تحدثت عن أن الإمارات والسعودية رفضتا الانضمام إلى الولايات المتحدة بسبب العواقب المدمرة لهذا التحالف"، وتابعت أن: "عدم الترحيب بالتحالف البحري للولايات المتحدة يؤكد تراجع نفوذها وهيبتها العالمية. ففي 2021 وبحضور 34 دولة أعلنت واشنطن تشكيل تحالف أطلق عليه اسم "القوات المشتركة 153" بهدف "توفير الأمن البحري في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن... لكن الآن، وبعد مرور عامين فقط، أظهرت واشنطن عجزها عن التوصل إلى اتفاق في الحد الأدنى للتعامل مع أنصار الله، ولم تستجب لطلبها سوى 10 دول، ومن أجل معالجة هذا الخلل، طلبت أميركا رسميًا من روسيا والصين الانضمام إلى هذا التحالف، الأمر الذي قوبل بالرفض من موسكو".

في سياق متصل، تحدثت صحيفة "إيران" عن أسباب عدم موافقة العرب على هذا التحالف، وقالت: "إذا كانت الدول العربية في المنطقة، بالرغم من تعاونها وراء الكواليس وشبه الخفي مع الكيان الصهيوني وعدم استخدام الأدوات المتاحة للضغط على هذا الكيان، قد اتخذت موقفًا حذرًا تجاهه برفض الانضمام للتحالف البحري الأميركي، فإنّ ذلك يعود إلى أسباب رئيسة:

1. أظهرت تجربة حرب التحالف السعودي ضد اليمن، والتي دامت لـ 9 سنوات، بوضوح، أن استخدام خيار الحرب لا يجلب لهم أي فوائد فحسب، بل يعقد الوضع سياسيًا وأمنيًا ويمكن أن يجعل الأمر أكثر تعقيدًا. فالوضع الهادئ الحالي عرضة كي يتحول إلى توتر دائم، خاصة أن القوة العسكرية واللوجستية للجيش اليمني، في الوقت الحاضر، تطورت كثيرًا عما كانت عليه في نهاية الحرب المذكورة وأزالت وهم التفوق غند الدول العربية. في المقابل؛ غيّرت سياسة بعض الدول العربية اتجاهها بعد الهزيمة في الحرب في سوريا واليمن، واتجهت نحو تثبيت الاستقرار الإقليمي وتجنب أي توتر.

2. مواجهة اليمن الذي يشارك في خطوط الدفاع ضد الصهاينة، تحمل رسالة واضحة للعالم المؤيد لجرائم الغزاة، والتي ستكون لها نتائج سلبية على شعوب المنطقة الإسلامية ودولها. إذ يريد بعض العرب، على الرغم من النهج العملي المحايد وغير الفعال بعد طوفان الأقصى، الحفاظ على صورتهم الداعمة التقليدية للقضية الفلسطينية في العالم الإسلامي. فعلى سبيل المثال، كانت إحدى التحديات التي واجهت عملية التطبيع، بين الرياض و"تل أبيب" قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر، هو وجود هذه القضية من الناحية الشعبية".

ضربة للصهاينة في أميركا

صحيفة "جام جم" أشارت إلى أن نتائج استطلاع أجرته جامعة "هارفرد" أظهرت أن أغلبية الأميركيين (51%) الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عامًا يرون أن ما فعلته المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول/أكتوبر في مواجهة الفظائع المستمرة لكيان الاحتلال، هو نتيجة طبيعية ومبررة بسبب الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون".

وأضافت الصحيفة أن: "هذا المسح أثار اهتمام العديد من الأوساط المستقبلية في الأراضي المحتلة والغرب"، لافتة إلى أن: "نتيجة هذا الاستطلاع واضحة، وعلى الرغم من سيطرة الحزبين الديمقراطي والجمهوري ووسائل إعلامهما، فقد فقدت اللوبيات الصهيونية في أميركا القدرة على التلاعب بالجيل الجديد في هذا البلد وهندسته عقليًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية".

وتابعت: "لقد خسر كيان الاحتلال المعركة الميدانية والمعلوماتية والمعرفية، وكانت نتيجة هذا الفشل الذريع لجوء الصهاينة إلى قتل الأطفال والوحشية في غزة. ولكن كما أكد الإمام الخامنئي، لا يستطيع الصهاينة إنكار فشلهم في عملية طوفان الأقصى بهذه التصرفات أو الهروب من عواقب هذا الفشل. ومن جهة، أميركا الآن هي التي تجلس خلف الستار وتدير الحرب في غزة، ومن جهة أخرى، واشنطن متخوفة من مستقبل المعركة مع جبهة المقاومة. إذ لم تفقد أميركا وكيان الاحتلال القدرة على إدارة المعركة فحسب، بل فقدا أيضًا القدرة على نقل صورة الميدان التي يريدانها في الحد الأدنى". ورأت الصحيفة أن: "الارتباك والتناقضات المتكررة بين مسؤولي البيت الأبيض والكيان الصهيوني هي نتيجة هذه القضية، والصهاينة والأميركيون لا يواجهون خيارًا اسمه النصر في أي من دراساتهم المستقبلية للحرب، ولن يحاولوا إلا تقليل تكاليف هزيمتهم، لكن هذا أيضًا غير ممكن".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم