الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الحرب على غزة أدت إلى تآكل "إسرائيل"
سلّطت الصحف الإيرانية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء (19 كانون الأول/ديسمبر 2023)، الضوء على التطورات الأخيرة في البحر الأحمر والدعوة الأميركية إلى تشكيل تحالف للتصدي للقوات المسلحة اليمنية. كما تحدثت عن الهجوم الأخير الذي نفذ على حرس الحدود في محافظة سيستان - بلوشستان، وربطه بالهزيمة الصهيونية في غزة.
الهندسة المعقّدة لحرب الـ 74 يومًا
في هذا السياق، رأت صحيفة "كيهان" أنّ: "حرب غزة هي واحدة من أكثر الحروب تعقيدًا، ولا يقتصر ذلك بسبب الضربات العسكرية المؤلمة التي وجهتها المقاومة الفلسطينية لجيش الاحتلال -على الرغم من أنها مهمة في مكانها ويجب تحليلها وتدريسها في الأكاديميات العسكرية - إلا أن هذه الضربات تترافق مع ضربات اقتصادية وسياسية ودبلوماسية، وهي تنذر بقرب سقوط الكيان الصهيوني".
وقالت الصحيفة: "ألقى الصهاينة قنابل تعادل عدة مرات قنبلة هيروشيما النووية على أهل غزة، لكنها لم تفعل شيئًا"، وأضافت: "وفقًا للتقويم السياسي والدعائي الإسرائيلي، وبعد 74 يومًا على عملية طوفان الأقصى وحوالي شهرين على الهجوم الصهيوني على غزة، كان لا بد أن يستولي على غزة منذ أسابيع، ويدمر حماس، وكان ينبغي أن يتوقف إطلاق الصواريخ والقذائف على عمق المناطق المحتلة، وكان ينبغي إطلاق سراح الأسرى الصهاينة، ولكن على العكس من ذلك، أدت الحرب إلى تآكل "إسرائيل"".
وأضافت: "عندما اجتاح جيش الاحتلال غزة، بعد أسبوعين من الارتباك، لم يكن يتصوّر أن مقاومة لبنان والعراق واليمن ستفتح جبهة جديدة، وبغض النظر عن عظمة حزب الله والمقاومة العراقية، فإنّ دخول المقاومة اليمنية يعدّ خطوة مذهلة، حيث ضيّق مجاهدو اليمن، بسبب إغلاق ميناء إيلات، المجال أمام التجارة والشحن للكيان الصهيوني"، وقالت: "لقد أصبحت مقاومة اليمن الآن بمثابة عظمة في حلق "إسرائيل" وأميركا، أوقفت 6 شركات شحن كبرى مرور سفنها عبر البحر الأحمر بسبب تهديد المقاومة اليمنية، فالبحر الأحمر هو الطريق الرئيسي بين المحيط الهندي وأوروبا، وقد أعلنت إدارة قناة السويس، أنه خلال الشهر الماضي، غيّرت 55 سفينة مسارها عبر هذه القناة".
بدورها، كتبت صحيفة "إيران": "الضغوط المزدوجة من فصائل المقاومة، وخاصة المقاومة اليمنية، فضلاً عن فشل الصهاينة في تحقيق الأهداف المعلنة مثل "القضاء على حماس" وتحرير الأسرى مقابل هجمات جنونية، فضلًا عن نفقات البيت الأبيض التي لا يمكن تعويضها في المجالات السياسية والمالية والائتمانية، نجد أن مقاومة حماس، مع مرور الوقت، أصبحت على قدم المساواة مع جماعات المقاومة الأخرى، ما زاد من حدة هجماتها وأكّد وجودها بشكل أكبر على الرغم من خطاب نتنياهو (رئيس حكومة العدو)".
وأضافت الصحيفة أنّ: "ما يجري في غرب آسيا في حد ذاته دليل على مدى تعقيد عملية صنع القرار، في مراكز الأبحاث الغربية، بشأن الخروج من الوضع الصعب الحالي في التعامل مع فصائل المقاومة".
فشل في غزة... ردود عمياء في إيران
هذا وتحدثت صحيفة "جام جم" عن انقطاع في بيع البنزين والمازوت الذي شهدته بعض محطات الوقود في طهران ومدن إيرانية أخرى، صباح أمس الاثنين، مشيرة إلى أن "صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية زعمت بأنّ إحدى مجموعات القرصنة الصهيونية تبنت اختراق محطات الوقود".
الصحيفة قالت: "بطبيعة الحال، ليست هذه هي المرة الأولى التي تتعرّض فيها أنظمة البلاد لهجوم من قراصنة دوليين، فالكيان الذي يحلم بتدمير إيران القوية من خلال التحركات الإقليمية وتنظيم أعمال الشغب واغتيال العلماء النوويين، وتعطيل الصناعات الدفاعية والنووية، أصبح الآن في صورة الخاسر في زاوية الحلبة الذي يحاول تعطيل مضخات البنزين في كل مكان، وبهذا يكون قد اتجه للتعويض عن الكراهية التي تلقاها من إيران كونها قائدًا لجبهة المقاومة".
ورأت أن: "سلطات العدو، والتي منيت بهزائم لا تعوض في ساحة المعركة مع أهل غزة المدعومين من إيران، قد خططت بشكل موسع لهذا العمل التخريبي من أجل بث شائعات عن أزمات أخرى، مثل زيادة سعر البنزين ودعوة الناس للاحتجاج، إذ كان الكيان يسعى لإثارة البلبلة ولكن مساعيه وصلت إلى طريق مسدود بسبب بصيرة الرأي العام".
وختمت "جام جم" بالقول إن: "إسرائيل" وعملاءها الإقليميين لا يخجلون من خلق مشاكل لإيران الإسلامية، ويريدون حرمان الشعب من السلام والأمن بأي شكل من الأشكال، وقد عدلوا كل خططهم على هذا الأساس. وبالتأكيد اختراق محطات الوقود هو عمل في هذا السياق أيضًا، ليكتمل المشهد باستشهاد عناصر من حرس الحدود الإيراني". وأضافت: "كان من المفترض أن يكون ذلك شرارة لإشعال نار أكبر تستهدف الأمن القومي للبلاد مع اختراق أنظمة بيع الوقود أمس الاثنين، وهنا نلاحظ البصيرة المثالية لقائد الثورة (آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي) الذي رأى أن الهزيمة الأخيرة للصهاينة لا يمكن إصلاحها، لذلك ليس من المستغرب أن يضاف إلى الأضرار البالغة 50 مليار دولار وتدمير قوة الردع الخاصة بهم التي طالما تحمّسوا لها، تهديدات مثل إغلاق ميناء إيلات الاستراتيجي، وكونها تحت ضغط الرأي العام، لذا فهي تريد تعويض هذه الإخفاقات الفاضحة بأي طريقة ممكنة، حتى تستعيد سمعتها المفقودة، لكن الشواهد تشير إلى أن الكيان الصهيوني سينتهي قريبًا وهذه الصراعات تشير إلى هذه الحقيقة".
صحيفة "همشهري" علّقت على هذا الحدث بالقول: "هل لاحظتم التغير الذي طرأ على أسلوب العقوبات خلال هذه السنوات الأربعين الماضية؟ كانت في بداية الثورة العقوبات اقتصادية على المسؤولين والحكومات، لكن العقوبات اليوم تستهدف فقط الشعب... لقد بلغ العدو اليوم من النضج، حيث فهم أن الجمهورية الإسلامية ليست سوى الشعب، وهذا يعني أنه من أجل الإطاحة السياسية، ينبغي ضرب الشعب، وليس النظام، النظام ظاهر الأمر والشعب هو المعنى والحقيقة. ولهذا السبب، عندما يغضب من دعم الجمهورية الإسلامية في غزة، يذهب بشكل محموم إلى محطات الوقود للضغط على الناس، لأنه يرى بشكل صحيح أن جذور النظام الإسلامي تكمن في هوية الشعب".