ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

حرب غزة ضربت سمعة أميركا سياسيًا وإنسانيًا
12/12/2023

حرب غزة ضربت سمعة أميركا سياسيًا وإنسانيًا

كتب السفير الأميركي الأسبق لدى حلف "الناتو" روبرت هانتر مقالة نُشرت على موقع "Responsible Statecraft" قال فيها إن الحرب في غزة تشكل التحدّي الأكبر للرئيس الأميركي جو بايدن في السياسة الخارجية.

وأضاف الكاتب أنَّه كان من الطبيعي أن يعلن بايدن دعمه الكامل "للرد العسكري الإسرائيلي" بعد عملية طوفان الأقصى، سواء لأسباب تتعلق بالمصالح أو القيم، مشيرًا إلى أنَّ هذا الموقف أيده في البداية غالبية الأميركيين من الحزبين الديمقراطي والجمهوري.

كما تابع أن إدارة بايدن بدأت تعيد النظر في دعمها المطلق للحملة العسكرية الإسرائيلية بعد وصول مشاهد المعاناة بين الفلسطينيين إلى الجمهور في أميركا. غير انه قال إن التغيير كان على الصعيد التكتيكي فقط، وأنه لا يشمل السياسة العامة بتدمير حركة حماس.

وأوضح أنَّه بعد انتهاء الهدنة الإنسانية فإن الدعوات الأميركية لـ"إسرائيل" اقتصرت على تقليل عدد الضحايا المدنيين في غزة أو اتخاذ خطوات فاعلة من أجل حماية المدنيين، كما صرح وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.

وتابع الكاتب: "العالم يرى أنَّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدى بايدن، وذلك يمس بالمصداقية الأميركية في أماكن أخرى، خاصة وأن الولايات المتحدة تعتبر الراعي الأساس لـ"إسرائيل"".

وشدَّد على أنَّ سمعة أميركا على الصعيد الإنساني تضررت بشكل كبير، مضيفًا أنَّ هذه العوامل تشير إلى ضرورة أن يضغط بايدن على الكيان الصهيوني على الفور من أجل إعلان وقف إطلاق النار بغية إنهاء الحرب وليس مجرد "هدنة" مؤقتة.

ونبه الكاتب من أن خطورة الوضع في المنطقة تعني أن الولايات المتحدة وأطرافًا أخرى لا يمكن أن يعودوا مجددًا إلى حالة "اللا مبالاة" بعد وقف الحرب. كما قال إن بايدن أثبت أنه على دراية بذلك، حيث جدد الالتزام بما يسمى "حل الدولتين".

كذلك لفت إلى خطر كبير باندلاع انتفاضة جديدة في الضفة الغربية، حيث قال إن الفلسطينيين يرون أن "إسرائيل" لن تقف بوجه المستوطنين في الضفة الغربية من تشريد الفلسطينيين وحتى قتلهم.

وتابع أنَّه لا يمكن للفلسطينيين التعويل على الدعم من الدول العربية، وبأن أي زعيم عربي لا يبالي حقيقة بالفلسطينيين، مشيرًا إلى أنَّ أيًّا من الدول المطبعة مع "إسرائيل" لم تعِد النظر في التطبيع.

كذلك اعتبر الكاتب أنَّ إدارة بايدن ربطت نفسها أكثر بالمذابح الإسرائيلية في غزة بعد "الفيتو" الأمريكي الأخير في مجلس الأمن، لافتًا في الوقت عينه إلى أن المذابح الإسرائيلية في غزة تنفذ بجزء كبير منها بأسلحة زودتها أميركا.

كما رأى أن "الفيتو" الأميركي المذكور قوض أكثر فأكثر مكانة الولايات المتحدة السياسية والأخلاقية، وجعل من الأصعب النظر إلى بايدن كزعيم دبلوماسي يحظى بالمصداقية عند انتهاء الحرب.

وقال الكاتب، إن كل الأطراف كانت "محظوظة" حتى الآن كون الأزمة لم تنتشر في المنطقة، معتبرًا أن الحظ ليس سياسة.

هذا، وشدد الكاتب على ضرورة أن يدرك بايدن بأنه لا يمكن تهميش "الأزمة الإسرائيلية الفلسطينية" عند انتهاء الحرب، مطالبًا بايدن بضرورة أن يعيد بناء الثقة بالولايات المتحدة على صعيد الكفاءة الإستراتيجية ولعب دور الوسيط النزيه.

كذلك أكَّد ضرورة أن يُثبت بايدن أنَّ الولايات المتحدة ستضع أولوية على مصالحها وليس على مصالح أي طرف آخر، وعلى ضرورة انضمام خبراء من خارج الحكومة إلى عملية صناعة السياسة الخارجية، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه الخبرات غير منحازة، وأن يكون بايدن مستعدًا لمواجهة المخاطر في السياسة الداخلية.

وبينما قال الكاتب، إن مثل هذه الأجندة هي صعبة، شدد على أن هذا فقط ما سيمكّن بايدن من حماية وتعزيز المصالح الأميركية الإستراتيجية والسياسية والأخلاقية.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم