الخليج والعالم
تونس تفتح قلبها ومستشفياتها لاحتضان جرحى العدوان الصهيوني على غزة
تونس – عبير قاسم
استقبلت تونس دفعة أولى من الجرحى الفلسطينيين ضحايا العدوان الصهيوني على غزة. وقد جاؤوا من مطار العريش المصري إلى مطار قرطاج الدولي على متن طائرة عسكرية تونسية خاصة مجهّزة لاستقبال المرضى والحالات الحرجة. وتأتي هذه الخطوة استجابة لقرار رئيس الجمهورية التونسي قيس سعيد الذي أعطى الإشارة لاستقبال هؤلاء الجرحى الفلسطينيين.
وأكّد رئيس الجمهورية، في تصريح خلال زيارته للجرحى، أن: "الإنسانية اليوم بدأت تعي بأن الوضع الحالي لا يجب أن يستمر في غزة". وانتقد استمرار القصف الإسرائيلي على غزة ومواقف الدول الغربية، وسأل: "أين قانونهم الإنساني الذي وضعوه؟!، ليس هناك قانون للأسف. هناك حق واحد أزلي وهو أن كل فلسطين ستعود إلى الشعب الفلسطيني". ويعكس استقبال الجرحى الفلسطينيين موقف الشارع التونسي النابض بحب فلسطين.
وقال الوزير مستشار الرئيس التونسي قيس سعيد مصطفى الفرجاني: "نحن سعداء باستقبال أول دفعة من الجرحى، وتونس بلدهم ونحن متضامنون قولًا وفعلًا مع فلسطين". وأوضح أنّ: "التنسيق كان كبيرًا بين الطرف التونسي والمصري والهلال الأحمر الفلسطيني من أجل تجهيز هذه الدفعة من الجرحى لعلاجهم في تونس في مستشفيات حكومية ومصحات خاصة". وتابع بالقول إنّ: "هناك لجنة من أجل متابعة دقيقة لتطور حالات الجرحى واحتياجاتهم العلاجية إلى حين الشفاء". وأضاف أن: "التنسيق متواصل مع السلطات المصرية والهلال الأحمر التونسي والفلسطيني من أجل استقبال عدد أكبر من الجرحى الفلسطينيين في تونس".
وأكد رضا الضاوي رئيس المجلس الوطني لعمادة الأطباء في تونس، في تصريح لحظة استقبال المرضى، أن القائمة الأولى تتضمن 30 جريحًا و21 مرافقًا ولكن تم تحيينها بسبب مشكلات في أخذ تصاريح العبور، ووصل 20 جريحًا فلسطينيًا مع مرافقيهم ووزّعوا على المستشفيات والمصحات الخاصة بصفة متوازنة والمستشفى العسكري.
وأضاف أنّ: "الطائرة الثانية تتضمّن 150 جريحًا فلسطينيًا وسيوزّعون بالطريقة نفسها على المصحات الخاصة والمستشفيات العامة"، وبيّن أن :"الإصابات تتراوح بين الكسور مع التفتت وحروق نسبية وبليغة، والحالات تتفاوت في الخطورة".
وقال سفير فلسطين في تونس هايل الفاهوم: "إنّ تونس تعبّر عن الوعي بالحق الفلسطيني تجاه شعبها في فلسطين أمام جرائم الإبادة، وخاصة من خلال مواقف الهلال الأحمر التونسي وأيضًا مواقف الرئيس قيس سعيد الذي طلب أقصى درجات الدعم للوقوف إلى جانب شعبه في فلسطين وأطفال فلسطين ونسائها". وتابع أن "شعب تونس وقف منذ اللحظة الأولى للعدوان يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر بكل قطاعاته الرسمية والشعبية والنقابية مع أشقائه في الخندق نفسه في فلسطين، وقدم أغلى ما لديه لنصرة شعبه على أرض فلسطين. وتابع: "هناك بداية نقلَ عددًا من الجرحى الفلسطينيين إلى تونس كي يُعالجوا؛ لأن هذا الكيان الصهيوني الفاشي والنازي دمّر أكثر من 90 بالمئة من المستشفيات والقطاع الصحي في غزة، واغتال أكثر من 100 شهيد من الكوادر الطبية من أطباء وممرضين وممرضات، ولم يُبقِ على شيء" .
من جانبه، قال العميد المكي بن صالح رئيس المركز العسكري للمساعدة الصحية الاستعجالية: "إنّ جلب الجرحى الفلسطينين جاء بأوامر خاصة من رئيس الجمهورية التونسية"، وقال: "إنّ الطاقم العسكري لديه خبرة في الإخلاء ومرافقة الضحايا في الأوقات الجرحة وأوقات الحرب"، مشيرًا الى أنّ الطائرة العسكرية التي استقبلت الدفعة الأولى تتضمن أطفالًا وشبابًا وكهولًا.
وقالت الناشطة والباحثة هيام الفرشيشي لـ"العهد" الإخباري: "إنّ تونس ملتزمة بأخوّتها مع الشعب الفلسطيني الذي يُستهدف بطريقة وحشية، خاصة من خلال تدمير المستشفيات وقطع الكهرباء وعدم وصول الدواء للجرحى". وأضافت: "وضمن هذا المصاب الجلل وللتخفيف من معاناة الجرحى فتحت تونس مستشفياتها ووضعت إطاراتها العسكرية والطبية الذين نقلوا الجرحى إلى تونس عبر جسر جوي، مع تسجيل زيارة لأعلى هرم السلطة في البلاد، أي رئيس الجمهورية، لأخوتنا الفلسطينيين، مترجمًا موقف تونس النبيل في مؤازرة إخوتنا في هذا الظرف الصعب".