الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: العدو الصهيوني لم يحقّق سوى خدع وأكاذيب في حربه على غزة
سلّطت الصحف الإيرانية، الصادرة صباح اليوم الثلاثاء (5/12/2023)، الضوء على لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي برئيس جمهورية كوبا ميغيل دياز كانيل، مشيرة إلى التصريحات التي عقبت اللقاء وتأكيدهما ضرورة تشكيل حلف عالمي لمواجهة الغطرسة الغربية والأميركية. كما ركّزت الصحف على تطورات الميدان في غزة ومحور المقاومة.
سراب الأنفاق
في هذا السياق، قالت صحيفة "وطن أمروز": "بعد عملية المقاومة في 7 تشرين الأول/أكتوبر، بدأ الكيان الصهيوني عملية عسكرية شاملة في غزة بهدف تدمير حماس والتخلص من أنفاق المقاومة. ومع ذلك بعد شهرين من العمليات الجوية والبرية الإسرائيلية ما يزال الصهاينة عالقين في المأزق الأول، ولم يحرزوا أي تقدم في غزة؛ بل تسببت مقاومة حماس بخسائر فادحة وأضرار عسكرية لجيش الاحتلال". وأضافت: "على الرغم من أن الاحتلال يدّعي نجاحه في اكتشاف جزء من الأنفاق وتدميرها والسيطرة على معظم الجزء الشمالي من قطاع غزة، إلا أن الأدلة تشير إلى أن ذلك ليس أكثر من خدع وأكاذيب".
وأضافت الصحيفة: "مسألة القبول بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى هي القضية الأولى التي تؤكد أن مزاعم العدو، في هذا المجال، يجب أن تكون موضع شك، ولو كان جيش الاحتلال قد سيطر على غزة واكتشف أنفاق حماس، لما اضطر بعد الآن إلى قبول وقف إطلاق النار لإطلاق سراح أسراه". وتابعت: "من ناحية أخرى، فإنّ معظم الأسرى الصهاينة الذين أُطلق سراحهم وعادوا إلى الأراضي المحتلة يقولون إنهم كانوا مسجونين في أنفاق حماس، وفي وقت التبادل، أُخرجوا من الأنفاق من مكان ما شمالي غزة ومركز القطاع وسُلّموا لقوات الصليب الأحمر".
وتساءلت الصحيفة: "تبادل الأسرى جرى خلال 7 أيام، وفي كل مرة يُخرج هؤلاء الأسرى من أنفاق حماس من مكان مختلف، حيث تجري عملية التبادل، فكيف يكون ذلك الادّعاء بالسيطرة على شمال القطاع، بعد أن نفذت قوات المقاومة عمليات تبادل أسرى معقدة في قلب غزة، من دون أي عناء ومن دون أن تُكشف؟".
وختمت الصحيفة قائلة: "بعد خيبة الأمل من تدمير حماس والأنفاق وعدم القدرة على السيطرة على غزة، فإنّ الهدف النهائي للكيان الصهيوني على الأرجح هو تسليم أراضي غزة المحروقة إلى حماس، بعد تدمير البنية التحتية المدنية والسكنية والقتل الجماعي للمدنيين للانتقام من حماس".
باب المندب يشكّل قلقًا كبيرًا للصهاينة
بدورها، نقلت صحيفة "جام جم"، عن مستشار رئيس الوزراء اليمني حمید عبد القادر، تأكيده في مقابلة، إذ يقول :" إننا نؤمن إيمانًا عميقًا وجوهريًا بأن سكان غزة وشعب فلسطين المضطهد سينتصر على قمع الصهاينة، إذا تمكّن هؤلاء من تحدي واشنطن والكيان الصهيوني الغاصب والمحتل بمقاومتهم"، مضيفًا أن: "هذا النجاح هو نتيجة ثقافة وخطاب عميقين، فالمقاومة الفلسطينية وحركات محور المقاومة يمتلكون معتقدات لا يمكن حسابها وتحليلها بأي معيار في مراكز الأبحاث وعمليات الأعداء". ورأى عبد القادر أن: "دخول اليمن إلى معادلات حرب غزة تمّ على هذا الأساس، وعلى الاعتقاد المشترك نفسه مع فصائل المقاومة الأخرى".
وشدّد عبد القادر على أن: "هذه المقاومة، ما دامت جرائم الكيان الصهيوني في غزة مستمرة، ستستمر بمختلف الأبعاد والأشكال، وستوجه صدمة شديدة لـ"تل أبيب" في أوقات مختلفة". وأضاف أن: "رسالتنا للصهاينة واضحة، وليس أمامهم سوى خيار وقف الحرب على غزة، وإلا فإنّ إغلاق مضيق باب المندب سيكون خطوة التصعيد التالية"، وقال: "في مثل هذه الحال، سيتمّ دفن الأعداء في البحر الأحمر، ولا خيارات أخرى أمام العدو الصهيوني".
وذكر أن: "استمرار الجرائم في قطاع غزة سيؤدي إلى أحداث وأفعال تقوم بها المقاومة اليمنية، والتي ستكون تكاليفها بالتأكيد مرهقة وغير محتملة للأعداء"، مؤكدًا أننا" "لا نقبل القمع ضد إخواننا في غزة بناءً على خطاب المقاومة والمعتقدات والمكونات الثابتة لهذا الخطاب، ولن نسكت عنه، وهذا هو الاعتقاد المشترك بين أطراف جبهة المقاومة كافة، لذلك فإنّ استمرار الجرائم الصهيونية في قطاع غزة سيكون لها تكاليف باهظة للغاية، وستشمل هذه القاعدة أيضًا أميركا، كونها الراعي الرئيسي لجرائم الكيان الصهيوني. "
أفغانستان ملاذ آمن لـ"داعش" و"القاعدة"
من جهة أخرى، أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى أن: "الحكومة الأفغانية ليس لديها الرغبة في مواجهة تنظيم "القاعدة"، ففي مفاوضات الدوحة تعهدت حركة "طالبان" بالابتعاد عن الجماعات الإرهابية ووافقت على عدم السماح لهذه الجماعات باستخدام الأراضي الأفغانية للعمل ضد الولايات المتحدة وحلفائها، لكن الروابط الأيديولوجية والتاريخية بين هذه الجماعة وتنظيم "القاعدة" أقوى بكثير من أن يتمّ تجاهلها..."، وقالت: على الرغم من أن تنظيم "داعش" ملاحق من حكومة "طالبان"، منذ استعادتها السلطة في أفغانستان، إلا أن التنظيم تمكّن من الاستمرار في وجوده، وكان سببًا للعديد من الهجمات الإرهابية، خاصة ضد الشيعة في أفغانستان".
ورأت الصحيفة أن "حملة "طالبان" ضد "داعش" تشمل 3 محاور مختلفة على الأقل: استهداف أهداف ذات قيمة عالية مثل كبار قادة التنظيم، التجسس على نطاق واسع داخل صفوف "طالبان" بحثًا عن المطلعين الذين يعملون لصالح "داعش" ومعاقبة قطاعات من السكان يعتقد أنهم متحالفون مع "داعش" (مثل السكان السلفيين في شرق وشمال البلاد).
الصحيفة لفتت إلى أنه: "منذ وصول "طالبان" إلى السلطة، حاول تنظيم "داعش"، والذي يلقي اللوم على هذه الجماعة بسبب الاتفاق مع الولايات المتحدة، التلاعب بالوضع الأمني في البلاد وإزعاج "طالبان"، وعلى وجه الخصوص، فشنوا هجمات شديدة ضد الشيعة".