الخليج والعالم
كاتب أميركي يحذّر: الحرب مع إيران ستكون كارثية للولايات المتحدة
قال الكاتب الأميركي جوردان كوهين: "إن المسؤولين الأميركيين يواصلون إشعال لهيب الحرب في غزة من خلال تبني خطاب تصعيدي في ظل خطر توسيع الحرب إلى نزاع إقليمي على نطاق أوسع".
وفي مقالة نُشرت على موقع "The Hill"، أشار الكاتب إلى أن السيناتور الجمهوري توم كوتون تحدّث عن ضرورة أن تبادر إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى رد "هائل" ضد إيران من أجل وقف استهداف المصالح الأميركية في المنطقة.
وأضاف أنّ "أعضاء الكونغرس وإدارة بايدن ومسؤولين عسكريين سابقين يلفتون إلى إمكانية أن تصعّد واشنطن باتجاه النزاع المسلّح مع إيران.
وتابع الكاتب أنه "رغم ثقة "الصقور" إلا أن الحرب مع إيران ستكون كارثية للولايات المتحدة والشرق الأوسط عمومًا"، مردفًا: "مهما كانت أهداف المهمة - سواء تدمير قدرات إيران النووية وصولًا إلى تغيير النظام - إلا أن هناك مسارين اثنين حقيقيين فقط لتشن واشنطن هجومًا مباشرًا على إيران".
وأوضح أن هذين المسارين هما الحملة الجوية والبحرية الهادفة إلى فرض أثمان باهظة على القيادة الإيرانية، أو اجتياح بري مرهون بضمان التفوق الجوي والبحري، قائًلا :"إن كلا الخيارين هما أصعب مما يفيد كلام صنّاع السياسة، وبأنهما يعكسان سوء تقدير كبير للقوة العسكرية لدى إيران".
كما أكد الكاتب أن "الحملة التي تعتمد على القوة الجوية والبحرية من أجل إجبار إيران سريعًا على الاستسلام ستواجه تحديات كبيرة".
كوهين اعتبر أن "القوات العسكرية الإيرانية مصممة من أجل منع حصول مثل هكذا "اجتياح" وفرض أثمان كبيرة على أي هجوم محتمل يشن من الجو أو البحر".
كذلك لفت إلى أن لدى إيران صواريخ من طراز كروز قادرة على التحليق لمسافة 600 ميل، وإلى أن لدى طهران أيضًا أنظمة دفاع جوي قصيرة المدى وصواريخ مضادة للطائرات، فضلًا عن 3000 صاروخ بالستي و6000 منجم بحري، ومسيرات جوية تعتبر الأكثر تطورًا في المنطقة.
وتابع الكاتب أن "أي عملية تشمل الحرب الجوية والبحرية لا تواجه القيود التقليدية فحسب التي تجعل نجاحها صعب المنال، بل إن تنفيذ هجمات تستهدف الأراضي الإيرانية سيحمل معه على الأرجح أثمانًا باهظة على صعيد الطائرات وأنظمة الدفاع الصاروخي لدى الولايات المتحدة".
وقال الكاتب "إن المحليين سبق وقيموا فرص نجاح الحملة التي تستند على القوة الجوية والبحرية"، لافتًا إلى المناورات التي جرت عام 2002، والتي بينت أن إيران تستطيع بسهولة إغراق سفن أميركية، وإلى أن المسؤولين في "البنتاغون" قدروا في عام 2012 أن تغيير قواعد الاشتباك "في نصف المعركة" سيتطلب 100000 جندي على الأقل.
كذلك أشار إلى أن "المسؤولين في "البنتاغون" وفي ظل التصعيد مع إيران عام 2019، قدروا أن الاستراتيجية الهادفة إلى تدمير أسلحة إيران النووية تتطلب نشر 120000 جندي على الأقل في الشرق الأوسط".
ورجح الكاتب أن تحتاج الولايات المتحدة إلى عدد أكبر من القوات، وذلك نظرًا إلى زيادة الإنفاق العسكري لإيران.
وبناء عليه، أكد كوهين أن الولايات المتحدة لن تستطيع اعتماد استراتيجية تستند على القوة الجوية والبحرية من أجل التفوق على قدرات إيران العسكرية.
أما إذا كان الهدف استخدام القوة الجوية والبحرية من أجل التمهيد لعمليات برية، فقال الكاتب إن جهوزية إيران ليست أقل على هذا الصعيد، مضيفًا: "مثل هكذا عمل هجومي يقتضي استيعاب أثمان باهظة من أجل الدخول إلى إيران".
كما لفت إلى أن تقديرات المحلّلين تشير إلى أن الاجتياح البري سيتطلب 1.6 مليون جندي أميركي، وهو ما يساوي قرابة عشرة أضعاف عديد القوات الأميركية في العراق خلال مراحل مختلفة.
كذلك قال الكاتب "إن استراتيجية إيران من أجل محاربة الولايات المتحدة ستقوم بشكل أساس على جعل أي هجوم بحري وجوي مكلفًا وبطيئًا، ويستند على فرضية فقدان الأميركيين الرغبة في مواصلة القتال.
كذلك لفت الكاتب إلى أنّ "إيران محاطة بالمياه، وقال "إنها ستستخدم صواريخها المضادة للسفن والطائرات من أجل تغطية الساحل الجنوبي والذي يبلغ طوله 2400 كيلومتر".
وأردف أن إيران ستستفيد أيضًا من غياب كاسحات الألغام البحرية لدى الولايات المتحدة، وذلك من أجل إبطاء سرعة الهجوم البحري.
كما تابع أن "إيران ومن خلال إبطاء وتيرة الحرب تستهدف الإرادة السياسية لدى صناع السياسة الأميركيين والشارع الأميركي، وذلك بينما تمنح نفسها الوقت من أجل اتخاذ القرارات وربما الإقدام حتى على إغلاق مضيق هرمز".
وفي الختام، خلص كوهين إلى أنّه لا سبيل لتحقيق نصر سهل ضد إيران.