الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: انهيار اجتماعي وتشتت داخل كيان العدو
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين (4/12/2023) الضوء على الأخبار والتحليلات المتعلقة بالحرب على غزة، وركّزت على مقتل 60 صهيونيًا يوم أمس الأحد في المعارك البرية، فيما تحدثت عن تصريحات للرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي حول رفع ملف الفساد والفاسدين إلى القضاء وتعامله الحاسم في هذا الملف.
الانهيار الاجتماعي في الأراضي المحتلة
ورأت صحيفة "جام جم" أن "استئناف الهجمات الإسرائيلية على غزة وعدم القبول بتمديد وقف إطلاق النار أظهر أن "تل أبيب" - خلافًا لادعاءات الولايات المتحدة ومسؤولي الكيان - تريد أي فرصة للقيام بجرائم جديدة ومستمرة بحق الشعب الفلسطيني"، مضيفة أن "هناك اعتقادًا راسخًا بأن مسؤولي الكيان وافقوا على وقف إطلاق النار من أجل تخفيف الضغط الناجم عن المظاهرات الحاشدة داخل الأراضي المحتلة، والتي نظمت لمطالبة حكومة نتنياهو (رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو) بتسريع عملية المفاوضات للإفراج عن السجناء".
وتابعت الصحيفة أنّ "القادة السياسيين لحركة حماس يخوضون معركة إعلامية وسياسية، وقد انتصروا على مسؤولي الكيان، لأنهم يعلمون جيدًا أن كل كلمة تقال عبر وسائل الإعلام ستجد طريقها إلى مجموعات الاحتجاج الاجتماعي داخل "إسرائيل"، ولعل التصريح الأهم بشأن عملية تبادل الأسرى جاء على لسان خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس، عندما أكّد أن "حماس حريصة جدًا على تبادل النساء والأطفال في أسرع وقت ممكن... لذلك فإن تمديد وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى يعني زيادة الضغوط على حكومة "إسرائيل" المتطرّفة، ويعني تحويل الأهداف العسكرية للصهاينة إلى مجرد أوهام".
وبحسب الصحيفة، يبقى السؤال المهم هو التالي: "ما هي مصادر التفوق الفلسطيني التي تعتمد عليها فصائل المقاومة، سواء في المفاوضات أو في الحرب؟"، موضحة أن "حماس اعتمدت على مصادر قوة مختلفة، داخلية وخارجية، وقد نشأت هذه المصادر من خلال نضوج حركات المقاومة خلال سنوات الصراع مع الكيان الصهيوني، والحقيقة الأخرى هي أن وقف إطلاق النار يعني أيضًا شراء الوقت للتأجيل، وهو يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات في الأراضي المحتلة، حيث أدت إلى زعزعة توازن الكيان من الداخل وتدهور وضعه الاقتصادي حيث باتت قيمة العملة في أدنى مستوياتها".
وذكرت أنه "من أجل تأخير سقوطه (الكيان) يواصل نتنياهو الحرب ويستنزف خزائنه، وفي الواقع، لولا المساعدات التي لا تعد ولا تحصى من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، لما تمكّن الكيان الصهيوني حتى من تمويل الصواريخ التي يطلقها على رؤوس الأطفال والنساء الفلسطينيين"، مشيرة إلى أن" شرائح مختلفة مثل المعلمين والسائقين والممرضين والمتطرفين الدينيين، وحتى في الآونة الأخيرة القوات العسكرية والأمنية، انضموا إلى صفوف المتظاهرين يوم السبت".
ساحة المعركة في غزة بعد وقف الهدنة
بدورها، قالت صحيفة "وطن أمروز": "استمرّ وقف إطلاق النار بين حماس والكيان الصهيوني لمدة أسبوع، وبعد ذلك استؤنفت الاشتباكات يوم الجمعة، وعلى الرغم من أن الصهاينة حاولوا تقديم حماس على أنها سبب الحرب، إلا أن الأدلة تشير إلى أن الصهاينة هم من مدّدوا الحرب ولم يقبلوا استمرار الهدنة، ولكن لماذا لم تواصل "إسرائيل" وقف إطلاق النار رغم مقترحات حماس بمواصلة تبادل الأسرى بهدف إنهاء الحرب؟".
وتابعت "وطن أمروز": "لم يتمكن نتنياهو من تحقيق أي من الأهداف التي أعلنها هو ومسؤولون آخرون في حكومته مرات عديدة.. بالإضافة إلى أن البنية القتالية لحماس (على الرغم من القصف الجوي الإسرائيلي المكثف والوحشي الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 15 ألف امرأة وطفل وشخص بريء) ظلت سليمة تقريبًا، وما زال القادة الرئيسيون للحركة حاضرين، كما ألحقت جماعات المقاومة الفلسطينية الكثير من الأضرار بجيش الاحتلال في المعركة البرية".
ورأت الصحيفة أن "الهجوم البري واسع النطاق على غزة، والذي قوبل بالعديد من الشكوك منذ البداية من قبل سلطات العدو، تحول إلى هجوم محدود وبطيء في شمال قطاع غزة، وعلى الرغم من تمكن العدو من احتلال أجزاء من شمال هذه المنطقة وربطها مع مناطق قطع الجنوب... لكن عسكريًا لم يتحقق الإنجاز الملموس للصهاينة... والأهم من ذلك، أن قضية الأسرى الصهاينة أصبحت في أيدي حماس، التي تواصل ممارسة أكبر قدر من الضغوط على حكومة نتنياهو".
قطر والاصطياد في المياه الموحلة
من جهتها، قالت صحيفة "قدس": "على الرغم من أن دولة قطر الصغيرة الواقعة على الطرف الجنوبي للخليج، تحاول الحصول على صورة دولية من خلال الصيد في المياه الموحلة واستغلال قتل إخوانها المسلمين في غزة، فإن ما تسعى إليه غير ممكن، وهي غير قادرة على تحقيق ذلك"، وأضافت: "قبل أيام، أدى السجال الساخن بين أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الكيان الصهيوني إسحق هرتسوغ، على هامش مؤتمر المناخ الإماراتي، إلى تشويه فكرة الوساطة القطرية بشكل جذري".
وأضافت: بطبيعة الحال ومن الناحية الدبلوماسية، لا تتمتع الدوحة بثقل يمَكنها من الدخول ولعب دور في مجال الوقف الدائم لإطلاق النار، إذ يبدو أن مبدأ مفاوضات الدوحة أصبح موضع شك، وهو أقرب إلى عنوان لتضليل الرأي العام في مجال التطورات الفلسطينية".