الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: أوضاع الكيان الصهيوني سيئة للغاية
تصدر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الخميس 30 تشرين الثاني 2023 خبر لقاء آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي مع الآلاف من التعبويين في إيران، والتصريحات التي قدمها خلال هذا اللقاء، وبالخصوص فيما يرتبط بالتطورات الحاصلة في غزة وفلسطين المحتلة.
كما ركزت الصحف الإيرانية على الآثار التي نتجت عن أيام الهدنة بغزة، وبالخصوص ما تكشّف لدى الكيان الصهيوني من ضعف وتشتت على المستوى الداخلي السياسي والعسكري.
الحرب على غزة والصناعة العسكرية الصهيونية
وفي هذا السياق، قال مهدي سيف تبريزي، أحد الخبراء في الشؤون الدولية، في صحيفة إيران اليوم: "تشكل الشركات الصناعية العسكرية الخاصة عنصرًا أساسيًا في الحرب الدائرة حاليًا في الأراضي المحتلة وقطاع غزة، وبسبب هذا الغزو الهمجي تشهد العديد من الشركات الصهيونية والأميركية زيادة في أرباحها العالية جدًا بسبب قتل الشعب الفلسطيني البريء".
وأضاف: "من خلال إنتاج أسلحة حربية جديدة، تقوم هذه الشركات أولًا باختبارها على الشعب الفلسطيني المضطهد ثم بيعها في الأسواق حول العالم، ولقد اخترعت هذه الشركات مرارًا أسلحة جديدة دون أن تنجح في سحق مقاومة الشعب الفلسطيني المظلوم".
وتابع: "انخفض مؤشر سوق المال في "تل أبيب" بنسبة 9 بالمائة بين بداية الحرب و30 تشرين الأول، وبينما تضررت معظم شركات النظام المحتل من تدهور الوضع الاقتصادي، فإن هذا ليس هو الحال بالنسبة لشركات الأسلحة، بل إننا نشهد العكس، بشكل عام، لا تزال الشركات العسكرية التابعة للكيان الصهيوني تشهد زيادة سنوية غير مسبوقة في الطلبيات، وفي عام 2022، وصلت صادراتها إلى 12.5 مليار دولار على مستوى العالم، وبحسب الإحصائيات التي قدمها النظام المحتل، فإن هذه الصادرات، التي تضاعفت خلال 10 سنوات، زادت بنسبة 50% خلال ثلاث سنوات، وهناك عاملان يفسران هذا النمو: الأول، الحرب في أوكرانيا، التي تسببت في استنزاف احتياطيات الأسلحة لدى الدول الأوروبية واستبدالها بمنتجات شركات النظام المحتل، أما العامل الثاني فهو عقود التطبيع الموقعة مع الدول العربية فقد وفر سوقًا كبيرة لـ 120 شركة دفاعية تابعة للنظام المحتل".
أميركا تضعف في المنطقة
بدورها، وعلى هامش خطاب الإمام الخامنئي، ذكرت صحيفة وطن أمروز: "يمكن العثور على أدلة على "نزع الأمركة" عن المنطقة في الحالات التالية باختصار:
1. بينما كان الأميركيون في يوم من الأيام يحددون هم فقط الوقت المناسب لبدء احتلال أي دولة ويحققون هدفهم في فترة زمنية قصيرة دون أي مقاومة وبأقل الخسائر، الآن في المنطقة، تغير هذا الوضع، ففي الخمسين يومًا الماضية، هاجمت المقاومة المواقع الأميركية عشرات المرات، وأميركا، في رد فعل غريب، تركز كل جهودها على دعوة هذه الجماعات إلى ضبط النفس، هذا على الرغم من أن أميركا قبل ذلك لم تكن تتحمل أدنى ضربة لقواتها، والتغيير في هذا الفضاء هو نتيجة لتغير الواقع وموازين القوى في المنطقة؛ بطريقة تجعل أكبر جيش في العالم يجد أن بدء صراع مع جماعات المقاومة أمر مكلف.
2. في يوم من الأيام، سعت بعض الحكومات العربية إلى ضمان أمنها من خلال تحويل نفسها إلى عبد مطيع لأميركا، ولكن في العامين الماضيين، تقربت هذه الحكومات مرارًا وتكرارًا من القوتين الشرقيتين الصين وروسيا، اللتين تعيشان في صراع غير مسبوق مع الولايات المتحدة، وقد نقلوا هذه الرسالة إلى واشنطن بأنهم لم يعودوا خائفين من الاقتراب من منافسي أميركا لحماية أمنهم وتأمين مصالحهم.
3. النظام الصهيوني، كجسم غريب غرب آسيا، كان لديه مهمة خاصة واضحة لاحتواء الدول الإسلامية، وكانت المهمة الأمنية الخاصة لهذا النظام هي منع الحكومات الإقليمية من الوصول إلى الاقتدار؛ وبشكل لا يسمح لأي دولة بالتفوق عسكريًا، لكن الضربة التي تلقتها في 7 تشرين الأول/أكتوبر على يد فصائل المقاومة في غزة، أظهرت أن الصهاينة لم تعد لديهم القدرة السابقة، إذا تمكن الصهاينة يومًا ما من هزيمة عدة جيوش عربية في أقل من أسبوع، فقد أصبح الصراع مع العديد من جماعات المقاومة كابوسًا لهم، وبطبيعة الحال، فإن الضعف غير المسبوق الذي يعاني منه الكيان الصهيوني بعد تلقيه ضربة لا يمكن إصلاحها من طوفان الأقصى، هو انعكاس لتراجع موقف أميركا، وفي هذه الحالة، بقدر ما تضعف القوة الميدانية للغزاة، فإن نفوذ أميركا في غرب آسيا سوف يتضاءل أيضًا".
الحل العملي الوحيد للقضية الفلسطينية
من جانبها، قالت صحيفة جام جم: "ينبغي دراسة القضية من بعدين؛ إحداهما رؤية قصيرة المدى والأخرى نظرة طويلة المدى، وفي المناقشة القصيرة الأمد، لا بد من القول إن النظام الصهيوني دمر كل الجسور التي يمكن أن تخرجه من العار، ولا يستطيع رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو أن يأمل في المستقبل في أي مجال، فحاليًا، أوضاع النظام الصهيوني سيئة للغاية وقد تعرض لأضرار بالغة في مختلف المجالات، بما في ذلك الجيش والإعلام والرأي العام".
وأردفت: "داخل الأراضي المحتلة، ارتفع مستوى استياء السكان، وفي هذا الوضع، إذا أراد نتنياهو أن يخطئ ولم يوافق على وقف دائم لإطلاق النار، فإنه سيتلقى بالتأكيد المزيد من الضربات، وإذا هاجم غزة مرة أخرى، فسوف يتعرض لهزيمة أثقل من ذي قبل، ويحاول أنصار النظام الصهيوني، بما في ذلك الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، منع هذا النظام من الهجوم مرة أخرى، لأن دعم أميركا لـ"إسرائيل" يسبب العار الثقافي وفشل الفكر الديمقراطي الليبرالي الذي هو الأساس الفكري للأميركيين".
وتابعت: "لكن على المدى الطويل، كما قال الإمام الخامنئي أمس، لا يمكن لأي خطة، بما في ذلك خطة الدولتين، أن تكون فعالة، لأن هذه الخطة ستضمن بقاء النظام الصهيوني، وطالما بقيت "إسرائيل" في المنطقة فسينعدم الأمن والاستقرار في غرب آسيا، وإن أي خطة تؤدي إلى بقاء "إسرائيل" مرفوضة من قبل الجمهورية الإسلامية الإيرانية ولا يمكن دعمها وقبولها وتؤدي إلى تفاقم الوضع، والسبيل الوحيد المتبقي أمام شعب الأراضي المحتلة هو الاستفتاء العام، الذي طرحه الإمام الخامنئي قبل سنوات في قمة عدم الانحياز، ووفقا لهذه الخطة، ينبغي إجراء استفتاء لجميع أبناء الشعب الفلسطيني، بما في ذلك المسلمين والمسيحيين واليهود والفلسطينيين الذين نزحوا وأصبحوا لاجئين في بلدان أخرى، ويجب تشكيل النظام المستقبلي الذي يحكم الأراضي المحتلة من خلال الرجوع إلى الاستفتاء العام".