الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: المقاومة انتصرت في غزة
اهتمت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت بالهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة، حيث قرأ المحللون في أبعادها وانعكاساتها على كل من الكيان الصهيوني وفلسطين.
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إيران" أن الأبعاد التي تتجلى في إتفاق وقف إطلاق النار، والتي كانت بمثابة إشارات واضحة على انتصار المقاومة في غزة وهزيمة الكيان الصهيوني، وهي:
1- قصفت "إسرائيل" غزة بجنون لمدة 40 يومًا، مستهدفةً الناس والحجارة والأشجار، ولكنها لم تفشل في استئصال حماس فحسب، بل كان عليها أن تتفق مع هذه الحركة على وقف مؤقت لإطلاق النار، ولم تتمكن من إطلاق سراح حتى أسير "إسرائيلي" واحد، في حين وصل الأمر بعد الاتفاق على إطلاق سراح 3 أسرى فلسطينيين مقابل كل أسير "إسرائيلي".
2- في بداية الحرب، أعلنت "إسرائيل" أنها ستمنع دخول الماء والخبز والطاقة إلى غزة، والآن قبلت في الاتفاق أن الاحتياجات الأساسية لسكان غزة يجب أن تدخل إلى هذه المنطقة، في حين خسر الكيان الصهيوني عشرات الجنود وعددًا كبيرًا من الدبابات والمعدات العسكرية، لكنه لم يتمكن من التقدم إلا في محيط شمال غزة.
3- تحاول "إسرائيل" منذ سنوات فصل غزة عن الضفة الغربية، وفي عملية التبادل يتم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية، وهذه علامة واضحة على وحدة الشعب الفلسطيني ونضاله المشترك للتخلص من الاحتلال وتحقيق الاستقلال والحرية.
4- في أعقاب سياسة الأرض المحروقة، خلال الأربعين يومًا من القصف الهمجي على غزة، حاولت "إسرائيل" إجبار الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، لكن أقصى ما فعلته هو التوجه من المناطق الشمالية في غزة إلى الجنوب، وفي الساعات الأولى لوقف إطلاق النار، بدأت موجة العودة إلى منازلهم من جديد.
5- استشهد 15 ألف فلسطيني، 75% منهم نساء وأطفال، ودمرت منازل كثيرة في غزة، ولكن الواضح أن الروح الحماسية للشعب الفلسطيني لم تتأثر، وهذا أحد تجليات الانتصار.
6. قبل 7 تشرين الأول كانت "إسرائيل" تعتبر قضية فلسطين منسية وكانت تتقدم في عملية تطبيع العلاقات مع الدول الإسلامية، أما الآن، فإن عملية التطبيع صارت عارًا واضحًا لكل الشعوب.
7. عادت فلسطين مرة أخرى إلى قمة قضايا العالم، وسياسة الإبادة الجماعية والمحرقة والإرهاب التي تنتهجها "إسرائيل" ضد الفلسطينيين ظهرت أمام الكاميرات الحية، بحيث جعلت العالم يدرك أن المشكلة الرئيسية هي في الكيان الصهيوني.
بدورها، أكدت صحيفة "هشهري" أن كل العالم شهد للشعب الفلسطيني في غزة صموده ومقاومته، قائلةً إن "صمود شعب غزة في المقاومة ينبغي تحليله وفهمه أولًا تحت عنوان الكرامة الإنسانية، بمعنى آخر، يدرك أهل غزة جيدًا هذه التجربة التاريخية أنهم إما أن يختاروا النزوح، أو أن يعيشوا ظروفًا صعبة في وطنهم، من يقبل التهجير يذهب إلى مكان لا يقدرهم أحد فيه، فهناك 7 ملايين فلسطيني منتشرين في جميع أنحاء العالم ويحرمون من حقوقهم الأساسية مثل السكن والعمل والمواطنة وغيرها، لقد تقبل سكان غزة أنه على الرغم من عدم وجود قصف خارج مدينتهم، إلا أنهم لن تكون لديهم كرامة وقيمة إذا ما تركوا أرضهم سوى أن يكونوا لاجئين ونازحين مزقتهم الحرب، وبالإضافة إلى ذلك، ينبغي القول في هذا الصدد أن مدينة غزة لها سياق ديني وأن سكان هذه المنطقة متدينون، تمتلئ مدن قطاع غزة بالمساجد والأماكن الدينية، وهذا ما جعل أهل هذا القطاع ينظرون إلى الحرب بلون ديني وإيماني".
في المقابل، ركّزت صحيفة "جام جم" في تقريرها اليوم على الإنهزام الداخلي للكيان الصهيوني، قائلةً: "في الساحة الداخلية للكيان الصهيوني، حيث سيطرت العناصر اليمينية المتطرفة على زمام الأمور، تسعى السياسات الأميركية دمج هذا النظام في البنية الإقليمية العربية، وقد أدى استمرار هذه السياسة إلى ردود أفعال تشكل مخاطر على هذا النظام ومصالح الولايات المتحدة في أهم منطقة في العالم، وبحسب بعض المحللين الغربيين، فإن هذه المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة لها أبعاد عالمية وتشمل النظام الدولي، فالقوى الفاعلة في المنطقة حريصة على طرد الولايات المتحدة من هناك، وكان واضحًا للجميع أنه نظرًا لتفوق حركة حماس في غزة بقيادة يحيى السنوار قائد الجناح العسكري لهذه الحركة، ورضا رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو على كل المقترحات وبشروطه، سيتم تحقيق وقف إطلاق النار الأول بعد عملية إنهاك الجيش، وهذه هي الخطوة الأولى للاعتراف الصهيوني بالهزيمة، ليس فقط لهذا النظام، بل لجميع الأطراف الغربية والعربية التي راهنت على الفرصة الأخيرة للحفاظ على منطقة غرب آسيا في سياق معايير الحرب العالمية الثانية".
أمّا صحيفة "وطن أمروز" فقد لفتت إلى أن وقف إطلاق النار في غزة لم يكن مصاحبًا بشرح وتفسير مقنع من قبل الصهاينة مما يعزز قضية أنهم وصلوا إلى قناعة بالهزيمة.
وتابعت: "بعد 46 يومًا لا خبر عن تدمير حماس ولا خبر عن اكتشاف أنفاق المقاومة المعقدة والمتعددة الطبقات، بل أدى الغضب العالمي ضد جرائم "إسرائيل" إلى تكثيف ظاهرة تعرف باسم "معاداة الصهيونية"، وتأخذ هذه الظاهرة أبعادًا أكثر خطورة وأعمق يومًا بعد يوم، وتتدمر الدراسة المستقبلية للصهاينة لمرحلة ما بعد الحرب في غزة الواحدة تلو الأخرى".
وأضافت: "إحدى سمات وقف إطلاق النار الأخير هو افتقاره إلى التفسير، صمت المصادر الغربية الصهيونية عن وقف إطلاق النار الأخير يشير إلى عمق الكارثة التي حلت على "تل أبيب" وواشنطن والاتحاد الأوروبي، ومن الواضح للجميع أنه لو كان لدى الصهاينة أدنى أمل في الفوز بالحرب، لما وافقوا أبدًا على وقف إطلاق النار".