الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الكيان الصهيوني يستهدف "كاشفي" الجرائم
تصدّر الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء خبر استشهاد الصحفيين اللبنانيين فرح عمر وربيع معماري في قناة "الميادين"، وكان هذا الأمر داعيًا للتذكير بالجرائم الصهيونية ضد الصحافة التي تعمل على كشف الجرائم البشعة للكيان الغاصب، ونقل الحقائق للرأي العام العالمي، بينما يتم العمل من قبل المؤسسات الكبرى الإعلامية والسياسية على تضليله.
كما ركزت الصحف على اتفاقية وقف إطلاق النار في غزة.
استهداف "كاشفي" الجرائم
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة "إيران" أن "ما يمكن التعرف عليه الآن في غزة، وفي كل حروب "إسرائيل" خلال العقود الثمانية الماضية، هو تعدد الجرائم وتنوعها، بمعنى آخر، سجل النظام الصهيوني أكبر قدر من الجرائم ضد الإنسانية سواء من حيث المعايير الكمية أو من حيث المعايير النوعية، فقد ارتكب أكثر الجرائم تنوعًا ضد الإنسانية، ومن ناحية أخرى، فإن ما يحتاجه النظام الصهيوني المؤقت الآن أكثر من أي وقت مضى هو الرقابة وإخفاء أخبار الجرائم ضد الإنسانية في غزة، ولذا ينبغي تحليل قتل الصحفيين من هذه الزاوية"، مضيفةً: "أظهر استعراض الإجراءات المناهضة لوسائل الإعلام التي اتخذتها الحكومة الصهيونية في الأيام الأولى للحرب أن الصهاينة ذهبوا إلى حرب الصورة والمعلومات بشكل أكثر صراحة من أي وقت مضى، من استهداف البرج الإعلامي في غزة مع العلم بطبيعته الإعلامية إلى طرد العاملين في فرع قناة الجزيرة من فلسطين المحتلة وإغلاق مكتب الميادين في أول أيام الحرب إلى غير ذلك".
وتابعت: "في الوقت ذاته كانت أيدي وسائل الإعلام الصهيونية فارغة للغاية حتى من الدعاية لدرجة أنها اضطرت إلى اللجوء عدة مرات إلى الأخبار الكاذبة مثل قطع رؤوس 40 طفلًا إسرائيليًا على يد المقاومة".
وقف إطلاق النار: انتصار غزة
من جانب آخر، قالت صحيفة "همشهري" حول ما يلوح في الأفق من اتفاق وقف إطلاق النار إن "إسرائيل" لم تتمكن من تحقيق أصغر إنجاز عسكري ملموس في غزة فحسب، بل إنها تواجه الآن الملاحقة القانونية بتهمة ارتكاب جرائم دولية، وبحسب بعض المحللين، في مثل هذا الوضع فإن قبول اتفاق وقف إطلاق النار لمدة ساعة يعتبر فشلًا للكيان الصهيوني، لأن الحرب كلها جاءت ردًا على الفشل الأمني الكبير في حادثة 7 تشرين، وإلى الآن لم تتضرر "حماس" حسب الظاهر بشيء يذكر، والآن بعد مرور 45 يومًا على الحرب، لم يتم القضاء على "حماس" فحسب، بل أغلقت الشركات في الأراضي المحتلة أبوابها عمليًا، وتوقف النمو الاقتصادي، وانخفضت قيمة عملة النظام، واشتدت الأزمة النفسية والأمنية، وعائلات الأسرى والقتلى تشكّل ضغطًا أيضًا على حكومة "تل أبيب"، وفي ظل هذه الأوضاع والتعقيدات، يكون استمرار الحرب قد أخرج السيطرة على الوضع من أيدي بنيامين نتنياهو وحكومته.
من جهتها، أكدت صحيفة "جام جم" أنه بطبيعة الحال، يقبل المحتلون الصهاينة هذه المرة بالهدنة، وهم في الحقيقة أصحابها وطالبوها، الذين يرون أحلامهم تتحطم أكثر من أي وقت مضى، وفي العقود الماضية، بذل الصهاينة جهدًا كبيرًا لإخفاء جرائمهم حتى يتمكنوا من الدفع بمشروع تطبيع العلاقات مع الدول الأخرى لأجل اكتساب الشرعية الدولية، إلا أن جرائم الأسابيع القليلة الماضية أهدرت كل هذه الجهود، وهذا الوقت الذي دخل فيه النظام الصهيوني في وقف لإطلاق النار يعني أن الرأي العام العالمي قد أدرك الطبيعة الحقيقية للصهاينة أكثر من أي وقت مضى، وقبول الهدنة في الحرب الحالية يعني تدمير كل ما خططوا له، كما أن قبول وقف إطلاق النار داخل الأراضي المحتلة سيسبب المزيد من المشاكل لحكومة نتنياهو لأنها لم تتمكن من تحقيق أي من الوعود والأهداف التي أعلنتها، وهذا سيسبب المزيد من الانتقادات للحكومة، والفشل في تحقيق هذه الأهداف لا يعني سقوط حكومة بنيامين نتنياهو فحسب، بل يعني أيضًا أن نظام الحكم الزائف الصهيوني قد وصل إلى نهاية الطريق.
بدورها، قالت "كيهان" إن "النظام الصهيوني هو في موضع المهزوم في الحالتين سواء استمرت الحرب أو تم إيقافها، لكن، إذا كان لدى حكام هذا النظام أي عقل متبقٍ، فإنهم يفضلون وقف سلسلة الفشل الواسعة النطاق على الزيادة الهائلة في خسائر النظام والتورط بشكل أعمق في المستنقع، بالنسبة لـ "إسرائيل"، فالأمر خيار بين السيء والأسوأ، في غضون ذلك، إذا كانت الهزيمة في الحرب ضد غزة كارثية بالنسبة لـ "إسرائيل" - وهي كذلك بالتأكيد - فإنها ستكون أكثر كارثية بالنسبة لصاحب العمل الأميركي".
أما صحيفة "مردم سالاري" فقد ركّزت على قضية الاستيلاء على السفينة الصهيونية، وقالت إنها الدافع الكبير للتعجيل بوقف إطلاق النار، مضيفةً: "من المؤكد أن المرحلة الجديدة التي خلقها اليمن مع الاستيلاء على سفينة إسرائيلية في المنطقة، تم تحليلها بعناية من قبل المحللين الغربيين، لأنه بهذا الإجراء، فإن عواقب الإبادة الجماعية التي يرتكبها النظام الصهيوني ستشعر بها دول المنطقة وغيرها من الدول في العالم التي لها تعاملات مالية مع هذا النظام، وستجعلها متردّدة في تعاملها مع "تل أبيب"، على الأقل على المدى القصير، هذا الشك يمكن أن يضع ضغطًا إضافيًا على الاقتصاد، وبالتالي على مجتمع النظام الصهيوني الملتهب، إنّ التحذير في بيان القوات المسلحة اليمنية والتأكيد على أن جميع سفن هذا النظام، وكذلك السفن المتفاعلة مع "تل أبيب"، هي أهداف مشروعة للقوات المسلحة اليمنية، يظهر أن اليمن اتخذ خطوة عملية لمنع الجرائم الإسرائيلية".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024