ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: حركة "أنصار الله" تشكّل تحديًا لأميركا
21/11/2023

الصحف الإيرانية: حركة "أنصار الله" تشكّل تحديًا لأميركا

تصدر الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الثلاثاء، خبر استيلاء الجيش اليمني على السفينة الإسرائيلية، فتناولت الصحف هذا الحدث بالتحليل الاستراتيجي وآثاره على مستوى وقف العدوان على غزة وتراجع حضور أميركا في المنطقة.

الدور الاستراتيجي لليمن في حرب غزة

في هذا السياق، قال مدیر مرکز الدراسات الاستراتيجية "نگاه نو" الدكتور محمد علي صنوبري، في صحيفة "إيران"، إن ما فعلته حركة أنصار الله لا يعدّ قرصنة أو إرهابًا بحسب القوانين البحرية الدولية. إذ كان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى السريع قد أعلن، قبل أيام قليلة من احتجاز السفينة، أن الجيش اليمني سيستهدف السفن الإسرائيلية في مياهه الإقليمية، كما نصح الدول الأخرى أن على مواطنيها الموجودين في البحر الأحمر الابتعاد عن السفن الإسرائيلية, ولذلك؛ فإنّ الاستيلاء على هذه السفينة يجري في سياق عسكري بحت، ولا يمكن لـ"إسرائيل" أن تثير نظرية تعطيل التجارة الدولية أو تهديد الملاحة البحرية في البحر الأحمر.

وأضاف: "كعادته نفى النظام الصهيوني الكاذب ملكية هذه السفينة التجارية ووجود مواطنين "إسرائيليين" عليها عبر وزارة الحربية التابعة له. ويبدو أن استمرار "إسرائيل" في إنكار ملكية السفن التي تعرضت للهجوم في الخليج أو البحر الأحمر أو باب المندب يوفر لـها ملاذًا آمنًا لتجنّب الرد العسكري على هذه الاستهدافات. وعلى أي حال، أنصار الله يعرفون التفاصيل المعلوماتية كافة لهذه السفينة وغيرها من السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو ما جاء في بيان وزير الإعلام بحكومة الإنقاذ الوطني".

وبحسب "منصوري"، لقد بدأ دور اليمن الاستراتيجي باستهداف ميناء إيلات بالصواريخ والطائرات المسيرة، ويأتي الاستيلاء على السفينة لاستكمال التعطيل في ميناء "إيلات" والممرات البحرية المؤدية إليها. ويدرك العالم كله، وخاصة الولايات المتحدة، أهمية مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر للتجارة العالمية، لأن نحو 6.2 ملايين برميل من النفط الخام يمرّ عبر هذا الممر المائي يوميًا، ويمر نحو 30% من تجارة الغاز الطبيعي في العالم عبر هذا المضيق. ولهذه الأسباب؛ فإنّ حركة أنصار الله تشكّل تحديًا لأميركا؛ لأن قوات الجيش اليمني استولت على السفينة الصهيونية بمرافق أساسية وغير متقدمة ولم تفعل السفن الأميركية شيئًا. وبالإضافة إلى التأثير العالمي لهذه العملية، هناك آثار اقتصادية خطيرة على "إسرائيل"، ما يظهر قدرة أنصار الله على تعطيل طرق إمداد البضائع الإسرائيلية الأساسية من البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وإذا كان هناك إمكان لتعطيل ميناء إيلات جنوب الأراضي المحتلة، والذي يعدّ الميناء الأكثر حيوية لـ "إسرائيل"، فإنّ تعطيل ميناء حيفا يمكن عدّه أيضًا الخيار التالي لأنصار الله.

وتابع: "بشكل عام، تمتلك "إسرائيل" خمسة ممرات بحرية لتزويد وارداتها من النفط والغاز والسلع الأساسية، أهمها يمر عبر مضيق باب المندب الخاضع لسيطرة الجيش اليمني، وهو الممر الاستراتيجي الأول، والذي يعدّ العمود الفقري لاقتصاد "إسرائيل"، و30% من واردات "إسرائيل" (بقيمة نحو 30 مليار دولار) تتم عبر هذا الممر. أما الممر الثاني فهو ممر مائي يصل بين أميركا الجنوبية والأراضي المحتلة، ويمر عبر المحيط الأطلسي ثم خليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر، ويصل إلى ميناء "إيلات". وبعد سيطرة أنصار الله على السفينة الإسرائيلية، انكشفت عمق تحليلات ونظرة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي لعناصر القوة التي تكبح جماح "إسرائيل"، حيث إن تأكيد الإمام الخامنئي ضرورة وقف تصدير النفط والبضائع إلى "إسرائيل" ثم دعوة الدول الإسلامية إلى قطع العلاقات مع نظام الاحتلال ولو لمدة محدودة، يشير إلى أنه إذا التزمت الدول الإسلامية بهذه التوصيات فإنّ اقتصاد "إسرائيل" سينهار.

وأردف: "على المستوى الإقليمي، فإنّ تدخل أنصار الله في الحرب يظهر مواقفهم العربية والإسلامية الحاسمة تجاه القضية الفلسطينية، وما نراه اليوم هو أن فئات شعبية عربية، بما في ذلك شعب المملكة العربية السعودية، تؤيد هذا العمل اليمني وتشيد به. كما تعلن بعض التقارير الإعلامية عن قرب التوقيع على اتفاق المصالحة بين الأطراف اليمنية، وكل هذا يدل على أنه بالرغم من بذور كل المؤامرات والصراعات التي زرعتها أميركا في المنطقة، إلا أن اليمن اليوم أصبح قوة إقليمية وجيوسياسية قادرة ولا يجوز أبدًا تجاهلها في المعادلات وموازين القوى".

وحدة الجبهات وانهيار الكيان

في سياق آخر، رأت صحيفة "جام جم" أن "غرب آسيا لن يعود إلى عصر ما قبل عملية طوفان الأقصى، وتظهر هذه العبارة الأساسية في خطابات العديد من السياسيين والخبراء والمحللين في مجال العلاقات الدولية. بالإضافة إلى انهيار أسطورة مناعة آلة الحرب التابعة للنظام الصهيوني، في منطقة غرب آسيا، فقد وصل مستوى التنسيق بين فصائل المقاومة أيضًا إلى مرحلة لا رجعة فيها".

وتابعت أن التكلفة العالية لمواصلة الحرب في غزة (1.3 مليار دولار أسبوعيًا) بالنسبة إلى الكيان الصهيوني ستؤدي إلى انكماش اقتصاد هذا النظام بنسبة 11٪ في العام 2024، بينما تسعى فصائل المقاومة إلى تقويض عملية الحرب في فلسطين المحتلة من خلال خلق دوائر موحدة ومركزة في ساحة المعركة بشكل محدود ولكن هادف. فإذا طال أمد الحرب، في النظام الصهيوني، فلن يعد هذا النظام مكانًا مناسبًا لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، وإن تحقيق هذا السيناريو سيعني فشل المخططات الأميركية في شرق المتوسط، وفعالية استراتيجية وحدة الجبهات والميادين.

غزة وإحياء الضمير العالمي

بدورها، ذكرت صحيفة "وطن أمروز" : "الحقيقة؛ أن الدول العظمى تحاول تهيئة الظروف أمام النظام الصهيوني لتحقيق ما يسمى الإنجاز على الأرض من خلال العمليات البرية، وذلك من خلال تحويل الرأي العام عبر وسائل الإعلام والرقابة على الأخبار المتعلقة بدعم شعوب العالم لغزة وكراهية جرائم النظام الصهيوني"، مضيفةً: "في الواقع، فإنّ القوى العظمى ليس فقط في المجال السياسي والتسليحي، ولكن أيضًا في مجال خداع الرأي العام والدعم الإعلامي الواضح والشفاف للنظام الصهيوني، تساعد مجرمي النظام الصهيوني وتضفي الشرعية على هذه الجرائم من خلال فرض الرقابة على جمهورها، وبالتزامن مع الرقابة على التظاهرات وانتشار التعبير عن التعاطف مع شعوب العالم، وخاصة الدول الغربية، نشهد للأسف خنق واستبداد دول عربية بارزة تجاه أي تظاهرات ومسيرات نصرة لشعب فلسطين المظلوم".

وقالت إن: "كراهية النظام الصهيوني ودعم الشعب الفلسطيني تجري في دماء جميع المسلمين، لكن الدكتاتورية في عدد من الدول العربية والإسلامية لا تسمح لهم بتنظيم المسيرات والمظاهرات. والسبب في هذه المحظورات والقيود هو أن الحكام المستبدين لهذه الدول يشعرون بالقلق من أن تثار بين هذه التجمعات والمظاهرات قضايا أخرى غير جريمة النظام الصهيوني أو دعم الشعب الفلسطيني، مثل الاستبداد الداخلي، ولهذا لا نرى المظاهرات والمسيرات الحاشدة التي نراها في أوروبا ومختلف دول القارات الخمس في بعض الدول العربية الإسلامية".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم