الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: هذا عهد المقاومة
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 18 تشرين الثاني 2023 على الفشل والفضيحة الصهيونية التي رافقت الهجوم على مجمع الشفاء الطبي، حيث كان المعوّل العثور على مركز قيادي لـ"حماس"، وأضيف إلى هذه الفضيحة فضيحة إعلامية أخرى حيث حاول الإعلام الصهيوني إبراز وجود شيء من الآثار العسكرية في المشفى.
الهجوم على الإنسانية
وفي هذا الصدد، كتب الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية " ناصر كنعاني" مقالة في صحيفة "إيران" جاء فيها أن "القنبلة التي تزن طناً والتي سقطت على مستشفى المعمداني هزّت فعلاً هياكل ميثاق الأمم المتحدة وأزالت القناع عن وجوه المطالبين بحقوق الإنسان، إن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في قطاع غزة تجري بطريقة فاضحة، ولا تملك المنظمات الدولية القوة اللازمة لوضع حد لهذا العنف، إن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، باعتباره أحد الركائز الأساسية والتنفيذية لهذه المنظمة والمسؤول عن الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، قد تم تعطيله عملياً بسبب حق النقض الذي استخدمته الولايات المتحدة الأمريكية، ولا يستطيع منع استمرار الكارثة الإنسانية!".
وأضاف إن "تقييم أداء مجلس الأمن يُظهر بوضوح أن بعض الأعضاء، وعلى رأسهم أمريكا، ليس لديهم الإرادة لوقف الحرب، ومع تقاعسهم عن العمل فإنهم يزيدون معاناة وموت المزيد من المدنيين، لا مزيد من الحديث عن عمليات حفظ السلام والممرات الإنسانية ومناطق حظر الطيران، لقد تم نسيان المسؤولية عن الحماية والتدخل الإنساني، التي حددها مجلس الأمن ذات يوم ردا على عدد أقل بكثير من الجرائم الدولية... إن الادعاءات المفبركة والتلفيقات الكاذبة لنشاطات مراكز المقاومة في المستشفيات والمراكز الطبية هي الغطاء الوحيد الذي يوفر العذر اللازم لاستمرار جرائم النظام الصهيوني في غزة، هذا على الرغم من أن الطواقم الطبية ليست فقط لديها الحصانة ضد التعرض لها أثناء عملياتها الإغاثية، بل إن أي اعتقال تعسفي ومنعها من الوصول إلى المرضى وتعطيل عملية العلاج هو أيضًا جريمة حرب ويمكن ملاحقتها في المحاكم الدولية، ومن المؤسف للغاية أنه في القرن الحادي والعشرين، عندما تتحدث السلطات الصهيونية في تصريحاتها الرسمية عن التطهير العرقي والهجرة القسرية لسكان غزة، لا يكون هناك أي رد فعل من المطالبين بحقوق الإنسان".
عهد المقاومة
وفي سياق رصد التفاعلات التي يبديها محور المقاومة مع الميدان في غزة، كتبت صحيفة " وطن أمروز" تحليلها الخاص حول أبعاد رسالة اللواء اسماعيل قاآني والتي وجهها إلى قيادة حماس العسكرية، فذكرت أن "محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية رفع راية الدفاع عن الشعب الفلسطيني، وفي هذا الصدد نشهد دخول حزب الله وأنصار الله في اليمن إلى الحرب مع النظام الصهيوني، وعلى هذا الأساس فإن محور المقاومة الذي تقوده الجمهورية الإسلامية الإيرانية هو الداعم الوحيد للشعب الفلسطيني وفصائله، ولهذا السبب، يتابع التيار الإعلامي الغربي مشروع التهميش لدعم إيران وفصائل المقاومة لحماس وغيرها من المجاهدين الفلسطينيين... وفي هذا السياق جاءت رسالة قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي التي تؤكد بشكل رسمي وواضح دعم الجمهورية الإسلامية للمقاومة الفلسطينية في رسالة مهمة وجهها إلى "محمد الضيف" قائد كتائب القسام الجناح العسكري حماس، مساء الخميس من الأسبوع الماضي".
فشل الصهاينة في التأثير على الرأي العام
كما كتب المحلّل السياسي والخبير في الشؤون الدولية سيد جعفر قناد باشي في صحيفة " همشهري" اليوم: "الأمر المؤكد هو أنه في جميع الحروب، تعتبر مهاجمة وقصف المستشفيات تحت أي ذريعة أمرًا غير مقبول وجريمة حرب، وحتى لو كان افتراض المحتلين المزعوم عن النشاط العسكري في مستشفى الشفاء صحيحا، فإن هذا السبب لا يمكن أن يكون ذريعة لمهاجمة هذا المستشفى وحصاره وقطع إمدادات الكهرباء والمياه عنه، وبالتالي فإن الهجوم على المستشفيات في غزة هو علامة أخرى على قسوة المحتلين ودلالة واضحة على موقفهم اللاإنساني تجاه حياة الإنسان".
وأضاف: "من دواعي السعادة أنه على الرغم من انتشار الصهاينة في وسائل الإعلام العالمية والميزانية الضخمة التي ينفقونها للتغطية على جرائمهم إعلاميا، فإن الرأي العام العالمي قد أدرك جرائم الصهاينة، إن كل اجتماع ومظاهرة كبيرة تقام في أي بلد ضد الحرب في غزة هي علامة واضحة على معارضة الرأي العام العالمي لجرائم الصهاينة، وتظهر هذه الاحتجاجات أن الصهاينة لم يتمكنوا من صرف انتباه الرأي العام العالمي من جرائمهم الكبرى في غزة، والصهاينة حاليا في أسوأ أوضاعهم منذ 75 عاما وقد هيأوا الأرضية لتدمير كيانهم، وأي قوة تقرر تدمير إسرائيل ستواجه دعم الرأي العام العالمي".
ظلال الانقلاب فوق رأس نتنياهو
وفي رصدها للأوضاع المأزومة الصهيونية الداخلية مضافًا للعسكرية والاستخباراتية، كتبت صحيفة "جام جم": "نتنياهو الذي ظن أنه مع بداية الحرب الجديدة سيتحرر من خطر الاحتجاجات الداخلية ويمكن أن يكون في مأمن من انتقادات المعارضة لفترة من خلال الاختباء وراء ظروف الحرب في الأراضي المحتلة، أصبح مرة أخرى في مرمى سهام الداخل، حيث تعرض للانتقادات وأصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة له، خاصة بعد مرور أكثر من 40 يوما على حرب غزة، ولم يتحقق أي من أهداف الصهاينة، وما زالت عائلات الأسرى الإسرائيليين مستمرة في الاحتجاج ضد حكومة النظام الصهيوني".
وأضافت: "على الصعيد الدولي، تفكر الدول الداعمة لـ"إسرائيل" في الإطاحة ببنيامين نتنياهو، وتعتبره أصل كثير من الأحداث الجارية، وبناء على ذلك، كتبت بعض الصحف العالمية أن جو بايدن أجرى نقاشا مع مستشاريه حول "حياة نتنياهو السياسية القصيرة"، وفي مثل هذا الوضع تتضاءل قدرة نتنياهو على المناورة ضد حماس وأطراف أخرى في جبهة المقاومة يوما بعد يوم، لقد وصل إلى نهاية حياته السياسية ولا يمكن ضمان بقائه حتى بالتنفس الاصطناعي من البيت الأبيض، وفي مثل هذا الوضع، يتعين على واشنطن وتل أبيب قبول هزيمتهما الرسمية أمام حماس والأمة الفلسطينية".