الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الوعي العالمي إزاء غزة مقدّمة لسقوط الكيان الصهيوني
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الخميس (16/11/2023)، الضوء على الأبعاد السياسية والعسكرية لجرائم الكيان الصهيوني، وظهرت على أغلفة الصحف اليوم صور متعددة للأطفال وحديثي الولادة الذين استشهدوا نتيجة الحصار والاعتداء الصهيوني على مجمع الشفاء الطبي.
أبعاد الاستهداف الإسرائيلي لمستشفى الشفاء وأهدافه
في هذا السياق، قالت صحيفة "إيران": "لليوم الأربعين على التوالي، لم تكن اعتداءات جيش الإحتلال على قطاع غزة متمركزة حول محيط المستشفيات والمراكز الإنسانية فحسب، بل انتقلت العمليات العسكرية الإجرامية إلى داخل المستشفيات أيضًا. وهو الإجراء الذي قوبل بردود فعل عالمية واسعة النطاق، فقد اقتحمت قوات العدو، صباح أمس، مجمع الشفاء الطبي الواقع في الجهة الغربية من وسط غزة وحوّلته إلى ثكنة عسكرية، وبعد مداهمة المستشفى، قامت قوات الاحتلال بتفتيش الأهالي... وذلك بناء على إدعاءات ومزاعم أطلقتها الولايات المتحدة بأنّ "حماس" تستخدم المستشفيات لأغراض عسكرية".
وأكّدت الصحيفة أن الكيان "يحاول إعادة التذكير بصورته المتجبّرة في العالم من خلال استهداف المستشفيات، وبهذا لا يكون للصهاينة أي التزام بالقانون الدولي، ولهم: "الحرية" في القيام بأي إجراء، ولا يمكن لأي خطوط حمراء، حتى في الأطر القانونية، أن تردع الكيان وآلة حربه"، مضيفة أن: "السبب الرئيسي لهذه "الجرأة" هو الدعم الشامل الذي يقدمه الغرب، وخاصة الولايات المتحدة، التي بالطبع وبشكل أكثر دقة، قامت ببناء حجر الزاوية لوجود الكيان على هذا المبدأ".
ورأت أن: "نظام الفصل العنصري المحتل يدرك جيدًا التوجهات العلنية والخفية في العالم، ويفرض إرادته بوقاحة بالاعتماد على تصرفات القوى الغربية ووسائل الإعلام التابعة لها. وعلى هذا الأساس؛ فإنّ سلطات العدو دائمًا ما تحدّد بوقاحة انتهاكها وعصيانها للقوانين، فهي جزء من حقائقها المتأصلة. فعلى سبيل المثال؛ في العامين الأخيرين مزق مندوب الكيان الصهيوني في الأمم المتحدة تقرير مجلس حقوق الإنسان حول "الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة"، ليؤكد للجميع أن الكيان الصهيوني هو واجهة الاستعمار والاستبداد والجرائم التاريخية التي ارتكبتها الحكومات الغربية ضد شعوب العالم الأخرى، والتي نتذكرها بوضوح اليوم".
البيانات الرسمية للبرلمان الأوروبي تتجاهل مستشفى الشفاء في غزة
في سياق متصل؛ قالت صحيفة "جام جم": "مما لا شك فيه أننا نمرّ بواحدة من أصعب المراحل في تاريخ العلاقات الدولية، إذ تتجاهل المنظمات الدولية المزعومة بسهولة الجرائم الممنهجة والعلنية وغير القابلة للتفسير في قطاع غزة. فاسم مستشفى الشفاء في غزة لا يظهر في البيانات الرسمية للبرلمان الأوروبي ولا في القرارات العاجلة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، لافتة إلى أن: "المهمة التي أوكلها الصهاينة لأشخاص مثل شولتز وبايدن وسوناك وماكرون، وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هي إبعاد السياسة والدعاية عن هذه الجريمة واسعة النطاق، لكنّ سهام الشياطين أُبطلت فعاليتها؛ لأنّ الرأي العام العالمي أدرك الطبيعة الوحشية للكيان الصهيوني وداعميه الغربيين، ومما لا شك فيه أن هذا الوعي العالمي سيصبح مقدمة للسقوط النهائي لكيان الاحتلال الصهيوني".
احتلال مستشفى الشفاء آخر طلقة عند الإسرائيليين
بدورها، رأت صحيفة "همشهري" أن: "الهدف المركزي لعملية احتلال مستشفى الشفاء يرجع إلى أنه لم يعد أمام الاحتلال من فرصة سوى الفصل بين الحاضنة الشعبية للمقاومة من جهة والمقاومة من جهة أخرى". وتابعت: "إذا تمكّن الكيان الصهيوني من القضاء على هذا التضامن بين الشعب و"حماس"، فإنه قد يقترب قليلًا من أهدافه".
وأضافت الصحيفة أن: "الإعلان عن أن حماس تخطط لعملية عسكرية ضد "إسرائيل" في مستشفى الشفاء يمكن أن يفعل أمرين في الوقت نفسه. أحدهما هو كراهية "حماس" لدى الرأي العام العالمي من خلال الترويج بأن الحركة جعلت الأبرياء أدرعًا بشرية لحماية نفسها، وفي هذه الحال يعدّ الاستيلاء على مستشفى الشفاء بمثابة ضربة لـ"حماس"، وهي قضية لم يجدوا لها أي دليل أو شهود، فاضطروا إلى الإعلان عن عدم وجود أخبار عن "حماس" أو عمليات عسكرية في هذا المستشفى، وهذا يعني فشل هذا الخط الإعلامي الرقم واحد".
وذكرت الصحيفة أن: "الهدف الثاني هو إيجاد الفجوة بين أهل غزة و"حماس" وخلق رعب شديد تتبعه هجمات جنونية للإسرائيليين، وكل ذلك بهدف كسر مقاومة الشعب ضد الكيان الصهيوني والتخلي عن منازلهم وقراهم ودعم "حماس"... ولكن حتى اليوم، لم يجرِ رصد حالة واحدة من الاستسلام ونفاد الصبر من أهل غزة، ولم نسمع أي شكوى من "حماس"، وهذا يعني فشل الخط الإعلامي الرقم 2".