الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على هزيمة الاحتلال
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء (15/11/2023) الضوء على الوضع الميداني في قطاع غزة، مشيرة إلى أسرار المقاومة وآليات اصطيادها للدبابات والجنود الصهاينة. وتحدثت الصحف عن كلمة قائد حركة "أنصار الله" اليمنية السيد عبد الملك الحوثي وتحضيرات آلاف اليمنيين وجهوزيتهم لمحاربة الكيان الصهيوني، فيما اهتمت الصحف أيضًا بمواكبة التحضير للانتخابات البرلمانية الإيرانية.
أسرار صيادي الميركافا ومصائب الجيش الصهيوني
وأشارت صحيفة "همشهري" في تقريرها اليوم إلى المعارك الدائرة بين المقاومة الفلسطينية وجنود الكيان الصهيوني، وقالت إن "قوات الاحتلال تواجه إحدى أكبر شبكات الأنفاق في العالم بغزة، إذ يتطلب التعامل مع كل فرع منها مجموعة معقدة من القدرات التقنية"، وأضافت: "بالنظر إلى حجم وتعقيد البنية التحتية في غزة، هناك شيء واحد مؤكد أن التغلب على هذا التحدي سيستغرق وقتا طويلا، إن لم يكن مستحيلا".
ونقلت الصحيفة عن القائد العسكري الأميركي المتقاعد (أحد أهم خبراء ومنظري "الحروب الحديثة" (Modern Wars) و"حروب المدن" (Urban Warfare) جون سبنسر، قوله إن "أنفاق غزة ليست العقبة الخطيرة الوحيدة أمام تقدم الجيش الإسرائيلي في القطاع، فقد تبنت فصائل المقاومة، بما فيها "كتائب عز الدين القسام" و"الجهاد الإسلامي" وغيرها، سلسلة من التكتيكات الحربية التي أدت إلى محاصرة الجيش في الأرض".
من جهته، أشار سيد أمير موسوي الخبير في قضايا الشرق الأوسط في مقابلة مع الصحيفة، إلى أسباب فشل العمليات البرية للجيش الصهيوني والتكتيكات الفريدة لـ"حماس"، موضحًا أن هناك 4 أسباب لفشل تحقيق الأهداف المعلنة لهذه العملية هي:
1- لم يتم العثور على الأسرى الصهاينة لدى "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، في حين كان الهدف الأهم المعلن للعملية البرية في غزة هو تحرير هؤلاء.
2- الصهاينة لم يعثروا على أي نفق استراتيجي حتى الآن، وهي نقطة مهمة للغاية.
3- أن الصهاينة فشلوا حتى الآن في إيجاد منصات لإطلاق الصواريخ، وعلى الرغم من دخولهم إلى غزة من اتجاهات مختلفة - من الشمال والجنوب والغرب - إلا أن الصهاينة لم يتمكنوا من تحديد موقع الصواريخ الثابتة أو المتحركة.
4- لم يتمكن العدو من العثور ولو على مستودع أسلحة واحد أو مسؤول في "حماس" وإجباره على الإدلاء بشهادته".
وحول فشل "الخطة الأميركية في الحرب على غزة"، أشار الدكتور فؤاد أيزدي الأستاذ في جامعة طهران والخبير في القضايا الأميركية في حديث لصحيفة "إيران" إلى "دور إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في دعم الإبادة الجماعية في غزة"، معتبرًا أنّ "استمرار هذا الوضع سيغيّر الظروف الجيوسياسية للوجود الأميركي في المنطقة".
وأضاف أيزدي: "منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، عندما بدأت عملية "طوفان الأقصى"، تأكد الأميركيون من التقدير الذي حصلوا عليه بشأن مسؤولية بنيامين نتنياهو(رئيس حكومة العدو)"، موضحًا أن "هذا التقدير يشير إلى أن نتنياهو وحكومته لا يملكان القدرة على التعامل مع مثل هذه الحرب... لذلك دخلوا الميدان وتولوا إدارة الحرب".
وحول أسباب الدعم الأميركي المطلق لهذه الحرب، قال: "بايدن صهيوني وداعم للكيان الإسرائيلي، إذ يقول في وقت سابق أنه "لو لم تكن "إسرائيل" موجودة لكان علينا أن نؤسسها"، وهو أمر يؤمن به حقًا، السبب الثاني إن حكومة بايدن هي صاحبة الرقم القياسي لعدد الصهاينة فيها من بين الحكومات الأميركية".
بدورها، رأت صحيفة "جام جم" أن "المقاومة الشرسة التي أبدتها "حماس" ضد جرائم "إسرائيل" والضربات التي وجهتها المقاومة للصهاينة خلال هذه الفترة، تظهر أن فصائل المقاومة تمتلك القوة العسكرية الكافية للدفاع عن نفسها وتستطيع الوقوف على أقدامها"، وأضافت: "من ناحية أخرى، فإن أهل غزة لم يستسلموا لمطالب الصهاينة بأي شكل من الأشكال، وعلى الرغم من كل المخططات التي نفذها نتنياهو لقمع أهل غزة، إلا أن أهل هذه المنطقة ما زالوا متواجدين في الشمال والجنوب، والأهم أنه منذ بداية عملية "طوفان الأقصى"، لم يلحق أي ضرر بالقوة القتالية لـ"حماس"".
ولفتت الصحيفة إلى أن "العديد من الخبراء العسكريين والمطلعين على التطورات في المنطقة يجمعون على أنه حتى 5% من القاعدة الدفاعية لقوة المقاومة لم تتضرر، وعلى الرغم من ادعاءات نتنياهو، إلا أن "حماس" ما زالت متمسكة بموقفها، وبينما يدّعي الصهاينة أنهم انتزعوا السيطرة على غزة من أيدي "حماس"، فإن قوى المقاومة لا تزال تسيطر على قطاع غزة وتستهدف حتى أبعد المستوطنات في فلسطين المحتلة بصواريخها".
وتابعت أن "قوات الاحتلال التي تخوض عمليات برية في غزة تواجه كمائن مروعة، فنشر العديد من الصور ومقاطع الفيديو لدبابات محترقة ومعدات عسكرية للصهاينة، فضلا عن تزايد الخسائر في صفوف جنود العدو، يشير إلى أن "حماس" لديها القدرة اللازمة على التعامل بقسوة مع القوات المعتدية، كما أنها أفسدت كل خطط حكومة الاحتلال"، معتبرة أن "واقع الحرب في غزة يظهر أنه لا يمكن السيطرة على "الجماعات المقاومة" أو تدميرها بسهولة، وإلى جانب هذه الهزائم التي مُني بها الكيان الصهيوني، تجدر الإشارة إلى الانتفاضات المناهضة للصهيونية التي اندلعت في دول العالم، والتي وضعت الصهاينة ومؤيديهم تحت ضغط كبير، وبعد الجرائم الأخيرة التي ارتكبها الكيان المحتل ضد الفلسطينيين، شهدنا دعمًا غير مسبوق للفلسطينيين".