الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: فلسطين على طريق استعادة هويتها
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين (13/11/2023) الضوء على عدة قضايا أبرزها، التفاعلات الإعلامية والرسمية مع كلمة الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي في القمة الطارئة العربية الإسلامية، والتطور الميداني في الجبهة الشمالية لفلسطين المحتلة، بالإضافة إلى توسع رقعة الرفض لدى الرأي العام العالمي للحرب على غزة.
الصحوة العالمية
وفي هذا السياق، تحدثت صحيفة "إيران" عن المظاهرات العالمية الداعمة لغزة، والتي كان أهمها المظاهرات التي جرت في الولايات المتحدة الأميركية وأستراليا وفرنسا وبلجيكا وأندونيسيا.
بدورها، علّقت صحيفة "وطن امروز" على البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة، التي ألقى فيها السيد رئيسي خطابًا شكّل علامة فارقة في القمة، وذكرت أن "تلميحات الرئيس الإيراني الهادفة والناقدة لبعض زعماء الدول الإسلامية، خاصة السعودية، بسبب تأخير انعقاد القمة كان أمرًا واضحًا".
وبحسب الصحيفة، "أكد السيد رئيسي أن الوقت هو وقت العمل من خلال توجيه هذا النقد الواضح"، لافتة إلى أن هذه التصريحات تأتي في وقت تواجه الرياض انتقادات واسعة النطاق في العالم الإسلامي تجاه الموقف السعودي إزاء الجرائم المرتكبة في غزة، وأضافت: "السعوديون الذين سعوا إلى تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني قبل عملية "طوفان الأقصى"، اكتفوا باتخاذ المواقف اللفظية وأقاموا مهرجانًا للموسيقى والرقص في ذروة حداد الأمة الإسلامية على استشهاد الفلسطينيين المظلومين في غزة".
وتابعت أن "المقترحات التي طرحها السيد رئيسي في هذه القمة، تركزت بشكل أساسي على وقف الجرائم في غزة، مع الإشارة إلى الإجراءات العملية اللازمة من أجل تحقيق ذلك"، لافتة إلى أنه (السيد رئيسي) وجّه انتقادات صريحة لبعض الدول الإسلامية، مشيرًا إلى "الرفع الكامل للحصار البشري عن غزة وإعادة فتح معبر رفح بشكل فوري وغير مشروط بالتعاون مع الأشقاء المصريين لإيصال المساعدات والمساعدة""، وذلك في إشارة إلى سلوك الحكومة المصرية إزاء ما يجري في غزة.
المقاومة التي لا نهاية لها
وفي سياق رصد واقع الميدان في غزة، رأى الخبير في الشؤون الدولية في صحيفة "جام جم" جواد منصوري في مقالة نشرت اليوم، أن "قضية فلسطين وقيام الكيان الصهيوني المزيف هي قضية معقدة تابعتها الولايات المتحدة وأوروبا منذ نحو 100 عام، وقد قاومت الأمة الفلسطينية بشتى الطرق خلال هذه الفترة وقدمت حتى الآن الكثير من الشهداء والخسائر التي لا تحصى في الدفاع عن الوطن وحقوقه وهويته"، وأضاف أن "القوى الغربية الكبرى تمكنت من إيواء الكيان من خلال استخدام نفوذها لدى الحكومات العربية في المنطقة، ولهذا السبب لم يتوقف الصراع بين الفلسطينيين والمحتلين الصهاينة خلال هذه الفترة، واستمرت المقاومة بأشكال مختلفة".
وتابع منصوري: "بطبيعة الحال، بعد انتصار الثورة الإسلامية في إيران عام 1975، قامت المقاومة الفلسطينية مستلهمة هذه الثورة وآخذة في الاعتبار تحركات وتطورات المنطقة والعالم، بالاستفادة اللازمة من الظروف واكتسبت الخبرة والتسهيلات والتجهيزات اللازمة لتحقيق حقوقهم الضائعة... وعلى الرغم من كل الجهود الصهيونية والغربية لإبقاء الكيان الغاصب، خلال العقد أو العقدين الأخيرين، فإن الأداء المتطرف للغاية للكيان في مواجهة الشعب الفلسطيني من ناحية، والأنشطة الإعلامية والسياسية المكثفة من ناحية أخرى، أثار الوعي على المستوى العالمي بما فعله الصهاينة".
وختم منصوري قائلًا إنّ "تدفق المقاومة الفلسطينية لا نهاية له، ويمكن القول بكل تأكيد أنه إذا ارتكب الصهاينة آلاف الجرائم وقمعوا هذه المقاومة وهدأ الوضع لبعض الوقت، فبعد فترة ستنتعش هذه الحركة من جديد".
وحول سير العملية البرية الإسرائيلية ضد غزة، قال الخبير في الشؤون الفلسطينية محمد محسن فايضي في مقالة نشرتها صحيفة "قدس": "في الشهر الماضي، استهدف الكيان الصهيوني المراكز المدنية بغاراته الجوية، ليكون ذلك تمهيدًا لدخول بري لجيش العدو، ولكن في الأسابيع الأخيرة عندما هوجمت غزة بريًا، لم يتمكن هذا الجيش من التقدم بشكل جيد في هذا المجال"، وأضاف أن "الهدف الأساسي من هذا العمل الذي قام به الصهاينة هو جر قطاع غزة إلى أزمة إنسانية من الناحية الاجتماعية حتى تضطر قوى المقاومة إلى التراجع، لكن "طوفان الأقصى" أظهر جيدًا أن فلسطين في طريقها إلى استعادة هويتها".
وحول ما إذا كان الكيان الصهيوني قد تمكن من تحقيق أي هدف من الهجمات البرية، أضاف فايضي: "بالنظر إلى الهجمات الجوية والبرية واسعة النطاق للصهاينة، فإن إنجازاتهم حتى اليوم ضئيلة للغاية، أي أنهم لم يوجهوا ضربة جدية وجذرية لبنية قوى المقاومة في غزة، ولم يتمكنوا من اغتيال ولو أحد قادة "حماس" و"الجهاد" بشكل مباشر"، وأشار إلى "أنه لا يوجد اليوم أي أمل لدى قادة وضباط الكيان الصهيوني بشأن مستقبل هذه الحرب"، وقال: "يبدو أن "إسرائيل" تدرك الآن جيدًا أنها بعيدة جدًا عن تحقيق النصر الذي تصورته لنفسها".